١١٠- الموت
(7/8)
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (٣٤-٧) لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (٤٩-١٠) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (٤٣-٢٣)(٥-١٥) ولكل أمة أجل: أي أجل هلاكها أو تعذيبها. والأمة هنا هي القوم. أجلهم: أي أجل أفراد الأمة أو أجل الأمة بكاملها. ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون: أي لا تهلك قبل أجلها ولا تتأخر عنه.
٢٢- وسمي الموت باليقين لأن فيه يتبين للإنسان كل شيء
وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩-١٥) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣-٧٤) (...........) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (٤٧-٧٤)( من كلام أصحاب النار وهم في سقر ) ومن اليقين حضور وظهور الملائكة عند الموت.
أ- الفرق بين الروح والنفس: ( ← كتاب قصة الوجود ١٩ )
الروح: هي قالب للنفس الواعية. وروح آدم مخلوقة وأحياها الله بنفخته لقوله﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ﴾(٧٢-٣٨). وأرواح بني آدم خلقت من روح أبيهم. ← فصل الله والخلق ٤٠-٥٠ب. سويته: سويت بين أعضائه حتى انقادت كلها لجسم واحد لا يطغى عضو على آخر.
النفس الواعية: النفس تسوى لقوله تعالى﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴾(٧-٩١) سواها: سوى بين مكوناتها لا يطغى بعضها على بعض حتى أصبحت مستعدة لأن تهتدي إلى ما اختارته. وبها يدرك الإنسان وجوده وكل مشاعره. أو هي الجزء الواعي من الروح.
ب- والله يتوفى الأنفس مكلفا ملائكة بذلك:
في منامها: لقوله﴿ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ ﴾(٦٠-٦) وقوله﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ﴾(٤٢-٣٩) ثم يرسلها إلى أجل مسمى﴿ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾(٤٢-٣٩)( أنظر تفسير هذه الآيات في الفقرة ١٥ج ) فيبعثها مثلا في النهار لقوله ﴿ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ﴾(٦٠-٦). وقيل في حديث رواه ابن منده وغيره أن النفوس النائمة والميتة تجتمع في الملأ الأعلى. يبعثكم فيه: أي يبعثكم من مرقدكم في النهار. ليقضى أجل مسمى: أي ليستوفي كل إنسان أجله المكتوب.
وبعد أن يتوفى الله النفس في منامها يبقى الجسد حيا بروحه ينتظر عودة النفس مصدر الوعي ليبعث شعور الإنسان من جديد ويدرك وجوده. والنوم أخو الموت. وروى ابن مردويه بسنده عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال« مع كل إنسان ملك إذا نام أخذ نفسه ويرده إليه فإن أذن الله في قبض روحه قبضه وإلا رد إليه »
وحين موتها: أثناء الموت يحظر ثلاثة: الله وهو حاضر في كل شيء، وملك الموت ( عزرائيل ) وأعوانه ( ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب ). ويتم إخراج النفس والروح في نفس الوقت. وهي عملية شديدة على الإنسان وليست كالنوم.
ثم بعد إخراج النفس يمسكها الله في برزخها إلى يوم البعث لقوله﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا (....) فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ ﴾(٤٢-٣٩)﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ﴾(٦٢-٦) أي بعد مهمة ملائكة الموت. ويوم القيامة تزوج النفوس بأرواحها داخل أجسادها. قال تعالى﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ﴾(٧-٨١) يتوفى: يقبض. الأنفس: جمع نفس وهي الروح والنفس الواعية عند الموت. أو النفس الواعية فقط عند النوم. مولاهم: أي متولي أمورهم.
٢٤- موت عيسى عليه السلام بعد نزوله. ونزوله من علامات الساعة
قال تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾(٥٥-٣) متوفيك: أي كما أتوفى النائم فأقبض نفسه وهو نائم. ورافعك إلي: أي إلى السماء الثانية ( فقد رآه ﷺ هناك ). ومطهرك من الذين كفروا: أي من أقوال المشركين الذين يتخذونه إلها أو ثالث ثلاثة. وجاء هذا التطهير في القرآن. وقيل التطهير كان بإبعاده عن الكفار برفعه.
ولن يموت حتى ينزل إلى الأرض ويقضي مهمته الأخيرة تجاه أهل الكتاب على الخصوص. وذلك من علامات الساعة﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا ﴾(٦١-٤٣) وقال تعالى﴿ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (١٥٧-٤) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ (...) ﴾(١٥٨-٤) أي لم يمت﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ﴾(١٥٩-٤) وموته هنا بعد إيمان أهل الكتاب به سيكون بقبض روحه كسائر الناس. وفي الحديث قال الحسن قال رسول الله ﷺ لليهود « إن عيسى لم يمت وإنه راجع إليكم قبل يوم القيامة » ومباشرة قبل موته لن يبقى في الأرض من أهل الكتاب إلا من آمن به لأنه سيقضي على كل الكافرين. وإنه لعلم للساعة: أي نزول عيسى من علاماتها. وسيقتل المسيح الدجال. وببركة دعائه سيهلك الله يأجوج ومأجوج. وسينشر الإسلام والعدل في عهده في ذلك الزمان. فلا تمترن بها: أي لا تشكوا فيها. وما قتلوه يقينا: أي الذين صلبوا شبهه وهم لا يدرون لم يكونوا متيقنين بأن المصلوب هو عيسى. رفعه الله إليه: أي إلى الجهة التي فيها عرش الله. فرفع إلى السماء الثانية. فالرفع والمعراج إلى الله يعني فقط الاقتراب. قبل موته: أي قبل موت عيسى. يومئذ لا خيار لأهل الكتاب: إما الموت وإما الإيمان بعيسى نبي الله المسلم التابع للنبي الخاتم محمد ﷺ.
إرسال تعليق