الملائكة
(2/11)
الملائكة الرسل: جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ (١-٣٥)
رسلا: ومهام
رسالاتهم كثيرة ومتنوعة. أولي أجنحة ...: أي من لهم أجنحة مصفوفة مثنى أو ثلاث أو
رباع هم الذين جعل الله منهم رسلا. أما حملة العرش وملائكة السماوات السقوف
السبع فلا يتنقلون. فهم دوما في أماكنهم يعبدون الله صفوفا. ما من موضع شبر في
السماء إلا عليه ملك قائم أو ساجد. أما الرسل فهم فوق أغصان سدرة المنتهى ينتظرون
أوامر الله. مثنى وثلاث ورباع: أي أجنحتهم تلك متجاورة: اثنان اثنان اثنان
... من كل جهة ( أي في اليمين والشمال ). أو ثلاثة ثلاثة ثلاثة ... من كل
جهة. أو أربعة أربعة أربعة ... من كل جهة. فيكون أدناهم من له جناحان متجاوران من
كل جهة. وأعظمهم من له أجنحة كثيرة جدا مصفوفة بأربعة أربعة ... جاء في
الرواية أن جبريل عليه السلام له ستمائة جناح. وذلك لعظم حجمه وسرعة مهامه. والذين
لهم أجنحة كثيرة وخلقوا من نور أقوى يسبقون الآخرين في سباحتهم في الفضاء﴿ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (٣-٧٩) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا﴾(٤-٧٩). ومن هؤلاء المسبوقين من يعرج إلى سدرة
المنتهى في خمسين ألف سنة إن لم يستعن بمعراج الله ( أنظر تفاصيل ذلك في كتاب قصة
الوجود ). يزيد في الخلق ما يشاء: أي يزيد في الأشكال والأنواع وفي عدد
الخلق.
ملائكة الموت: وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ (٩٣-٦)( فهم ينزعون أرواح الكفار بعنف شديد ويضربونهم﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴾(١-٧٩). أما أرواح المؤمنين فيسلها ملائكة الرحمة برفق﴿ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾(٢-٧٩) فالنازعات والناشطات صنفان من ملائكة الموت والله أعلم ) باسطوا أيديهم: أي للتعذيب والضرب وإخراج الروح بعنف مبالغ فيه.
قوة جبريل : أنظر الفقرة ٥ب
الفرق بين الملائكة والروح: كتاب قصة الوجود ٣٠ب- والفقرة ٢
مثال مع إبراهيم عليه السلام: فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (٦٩-١١) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً (٧٠-١١) فالملائكة يتمثلون في أية صورة شاءوا لكنهم لا يأكلون ولا يحسون بأية شهوة. فما لبث أن جاء: أي ما أبطأ مجيئه بعجل. نكرهم: أي لم يعرفهم إبراهيم وجهل أمرهم. وأوجس منهم خيفة: أحس بالخوف منهم.
مثال آخر مع مريم: فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (١٧-١٩) روحنا: الروح هنا رسول الله كما جاء في آية أخرى: " قال إنما أنا رسول ربك (١٩-١٩)". قيل هو جبريل والله أعلم. والروح صنف مميز من الملائكة. فتمثل ...: ظهر هنا في صورة بشر. سويا: أي مستوي الخلق أو التام الخلق.
ولا يراهم الناس على صورتهم: وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا (٩-٣٣) باستثناء محمد ﷺ الذي رأى جبريل على صورته العظيمة مرتين. مرة وهو في الأرض، ومرة في السماء عند سدرة المنتهى. ورأى أيضا الملائكة فوق أغصانها. وآدم أيضا رآهم على صورتهم وهو في الجنة ( جنة المأوى الدنيوية التي عند سدرة المنتهى بدون شك والله أعلم ).
إرسال تعليق