U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الفرق بين الملائكة والروح -0161


   

٣٠- الملائكة والروح والجن والإنس (2/3)

 

 

٣٠ب- الفرق بين الملائكة والروح:

الروح ملائكة ( فجبريل الروح الأمين رسول. ولا يصطفي الله الرسل إلا من الملائكة ومن الناس ) وهم بلا شك صنف مميز منهم. وفي ذلك أقوال أرجحها والله أعلم أنهم أشراف الملائكة ( قاله مقاتل بن حيان ). وفي حديث الصور تسبيح الملائكة، يقولون " رب الملائكة والروح ". وهذا يعني أنهم كثيرون. واستمرارية معراج الروح تدل أيضا على ذلك كما في قوله تعالى﴿ تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ﴾ (٤-٧٠) وليس جبريل فقط. ويتميزون عن غيرهم من الملائكة بصفات قد تكون كالتالي والله أعلم:

١- ربما بقدرتهم على الاتصال بالناس لتبليغهم الوحي لكن لا يطلعون على الأنفس. فهم يلقونه فيها من الجهة التي لا يستطيعون منها معرفة ما يجري في قلوبهم. قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن الآية﴿ إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ﴾ لم تنسخ لكن الله إذا جمع الخلائق يوم القيامة يقول إني أخبركم بما أخفيتم في أنفسكم مما لم يطلع عليه ملائكتي ...الخ.

٢- الروح ينفخون الأرواح في الخلائق ( مثال: قصة الروح ومريم. فقد تمثل لها ونفخ الروح ). وربما لهم القدرة على حملها في أجوافهم ونقلها من السماء إلى الأرض وهي لا تزال نقية صافية فينفخونها في الأجسام المعنية بها كالأجنة في بطون الأمهات والله أعلم. أما بعد موت الإنسان فالملائكة يأخذون روحه وقد أخذت صبغتها فيجعلونها في كفنها ويسافرون بها إلى مصيرها.

٣- الجن ربما لا يرونهم ويرون غيرهم من الملائكة ( وهذا احتمال فقط لأن من يكتب أعمال الجان يجب أن يكون مخفيا عنه والله أعلم. قال تعالى﴿ إن كل نفس لما عليها حافظ ﴾(٤-٨٦) ). قال ابن أبي نجيح أن الروح هم للملائكة حفظة كالجن بالنسبة للإنس. وهذا ليس صحيحا والجن ليسوا حفظة على الإنس. عوض أن يقول بأن الروح حفظة على الجن كالملائكة على الإنس ربما اختلط الأمر عليه أو على من نقل الخبر والله أعلم. ثم لا معنى أن يكون الروح محجوبين عن الملائكة الآخرين ليكونوا حفظة عليهم. فهم يرون بعضهم بعضا ويفعلون ما يؤمرون ولا حساب عليهم كما أن الكل يرى بعضه بعضا في العالم العلوي.

 

والروح مصطلح له أيضا معاني أخرى في القرآن: فتارة يقصد به جوهر الإنسان ﴿ويسألونك عن الروح﴾(٨٥-١٧) وتارة يقصد به الوحي الذي ينزل على الرسل ﴿ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون ﴾(٢-١٦) وبالتالي القرآن روح أيضا ﴿ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ﴾ (٥٢-٤٢). وسمي كذلك لأنه يحيي النفوس كما أن نفخة الله من روحه هي التي أحيت روح آدم﴿ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ﴾(٢٤-٨).


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة