U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

جهنم ومصير الكافرين-22-115

   

١١٥- جهنم ومصير الكافرين

(22/22)

ت٥- الخالدون في النار:

وهم الذين لن يخرجوا منها أبدا. وقد ذكر الخلد فيها في بعض الآيات بالنسبة لأصناف من الجن والإنس. وهؤلاء سيحبسهم القرآن في جهنم إلى الأبد. فلن تنفعهم شفاعة الشافعين إلا ما شاء الله.

الكافرون: وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٣٩-٢) إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (٦٤-٣٣) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (٦٥-٣٣)

والمتكبرون عن عبادة الله: قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٢-٣٩) ادخلوا أبواب جهنم: فالدخول من أبوابها يخص الكافرين والعاصين. أما المنافقون فلن يدخلوها من أبوابها وإنما سيلقون فيها عند مرورهم على الصراط الذي لن يمر منه إلا هم والمؤمنون. مثوى: مقام. المتكبرين: عن عبادة الله وطاعته.

سيخلدون فيها مع الشيطان: فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (١٧-٥٩) عاقبتهما: مصيرهما. أي الإنسان الكافر والشيطان الذي أوحى إليه بالكفر. الظالمين: والكفر ظلم عظيم للنفس.

المشركون: لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (٩٩-٢١) هؤلاء: أي الآلهة الباطلة.

الذين كفروا بالنبي محمد من أهل الكتاب والمشركين: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا (٦-٩٨)

والذين يؤلهون المسيح أو يجعلون الله ثالث ثلاثة سيخلدون أيضا في النار لأن الله كفرهم في القرآن. وعاقبة كل كافر الخلود الأبدي في الجحيم. ولن يغفر لأي مشرك مات على شركه.

المرتدون الذين يموتون كفارا( ولن ينجيهم من الخلود في جهنم إيمانهم الذي كان لهم قبل ارتدادهم ): وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢١٧-٢) تفسير هذه الآية في فصل الله يخاطب المؤمنين ٧٣- ٣٦ث

المنافقون: أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١٧-٥٨) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ... (١٨-٥٨) إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (٨٠-٩)( لن يغفر لهم لأنهم كفروا به وبرسوله ) فيحلفون له كما يحلفون لكم: أي سيحلفون أنهم مؤمنون. سبعين مرة: أي عدد غير متناهي.

أعداء الله: ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (٢٨-٤١) فأعداء الله هم كل الكافرين. ذلك: أي العذاب الشديد المذكور في الآية قبل هذه.

كل من يحادد الله ورسوله: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا (٦٣-٩) يحادد: يخالف ويعاد.

كل من يعص الله ورسوله: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (٢٣-٧٢)   

كل من يتعد حدود الله في أي مجال: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا (١٤-٤) فعليك أن تحترس عندما يقول تعالى في موضوع ما : " تلك حدود الله "

المجرمون والظالمون: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (٧٤-٤٣) أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (٤٥-٤٢) وأعظم الظلم والجرم الشرك بالله. مقيم: أي دائم لا ينقطع.

وكل من أحاطت به خطيئاته: بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَاتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٨١-٢) وذلك ردا على بعض اليهود الخاطئين الذين قالوا﴿ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ﴾(٨٠-٢) وأحاطت به خطيئاته: أي لم يجد منفذا إلى الجنة. فخطاياه ستؤدي به إلى النار. والكبيرة الواحدة تحيط بالإنسان. والصغائر إن كانت كثيرة تحيط هي أيضا به. لن تمسنا النار إلا أياما معدودة: أي لن يعذب بها الخاطئون منا إلا أياما معدودة. يعني كأن الخلود محرم على بني إسرائيل. لذلك أخبرهم الله أن من أحاطت به خطيئاته خلد في النار مهما كان أصله أو نسبه أو قومه أو دينه.

وكل من خفت موازينه يوم القيامة: وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (١٠٣-٢٣) ومع العلم أن لا شيء يثقل مع بسم الله الرحمان الرحيم كما جاء في الحديث فالمسلمون والموحدون العصاة لا بد لهم من نصيب من النار إلا ما شاء الله. وسيخرجون منها بشفاعة الشافعين أو برحمة الله إلا ما شاء سبحانه. أما الكافرون والمشركون فستخف موازينهم بكفرهم وشركهم. وسيقذفون في النار ويخلدون فيها إلى الأبد. خفت موازينه: أي بكفره وسيئاته خفت كفة حسناته. أنظر تفاصيل عن درجات الميزان في كتاب قصة الوجود.

كل من قتل مؤمنا متعمدا: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا (٩٣-٤)

كل من قتل نفسا بغير حق، وكل من زنا، وكل من أشرك: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨-٢٥) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (٦٩-٢٥)( الآية في صفات المؤمنين عباد الرحمان الذين لا يفعلون هذه المحرمات ) التي حرم الله: أي حرم قتلها. إلا بالحق: أي إلا بدليل شرعي أمر به الله. ذلك: أي تلك الكبائر كلها أو بعضها: الشرك وقتل النفس بغير حق والزنا. أثاما: عقابا أو جزاء أو واديا أو بئرا في جهنم. مهانا: أي ذليلا مبعدا.

إلا الذين تابوا قبل أن يحضرهم الموت: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٧٠-٢٥) أي يبدل الله سيئات التائب منها حسنات قبل الميزان فتوزن كحسنات. ولو وزنت كسيئات لذهب صاحبها إلى الشمال ثم إلى النار. أما الصغائر التي لم يتب صاحبها منها فتبدل بعد الميزان في ديوان آخر إن ثقلت موازينه.

كل من عاد إلى أكل الربا بعد ما علم بتحريمها: وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٧٥-٢)

الذين يتعاطون السحر: وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (١٠٢-٢) ولقد علموا: أي اليهود قد علموا من أنبيائهم ومن كتب الله. اشتراه: أي من أخذ السحر وتعلمه مقابل خسارته في الآخرة. خلاق: من نصيب. أي لن يدخل الجنة أبدا ولن يخرج من النار.

قال تعالى عن اليهود الذين يتولون الكافرين ولا يتناهون عن منكر فعلوه: لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمُ أَنفُسُهُمُ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (٨٠-٥) لبئس ما قدمت لهم أنفسهم: أي بئس ما سولت وزينت لهم أو قدمت لهم كجزاء يوم الحساب. سخط: غضب.

ولا يخلد في النار أبد الآبدين إلا ما شاء الله: وهذه المشيئة تهيمن على كل الآيات.

قال ملك للكفار يوم القيامة﴿ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ﴾(١٢٨-٦) تفسير هذه الآية في الفقرة أ١ج.

فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦-١١) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (١٠٧-١١) أنظر التفسير في الفقرة ب٥٦ث وفي كتاب قصة الوجود ٤٤ظ.

زفير: هو صوت إخراج شديد للنفس من الصدر. وشهيق: هو صوت رد النفس إلى الصدر. السماوات والأرض: أي هنا مستويات الكون في الآخرة. فعال لما يريد: أي يفعل حتما ما يريد ولا شيء أو لا أحد يقدر أن يمنعه.

ونذكر هنا أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. أي باستثناء الكفر والشرك بالله فغفران أي ذنب كيفما كان متعلق بمشيئته كما جاء في هذه الآيات. فسيخرج من شاء من النار إلا من مات على كفره وشركه.


     



  

  

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة