١١٥- جهنم ومصير الكافرين
(20/22)
ب٥٦أ- سيطلبون من الله إخراجهم منها: قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (١١-٤٠) ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (١٢-٤٠) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (٣٧-٣٥) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (١٠٥-٢٣) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (١٠٦-٢٣) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (١٠٧-٢٣) ربنا أمتنا اثنتين ...: الموت ظاهرة خلقها الله تنعدم فيها الحياة بانفصال الروح عن الجسد. وخلقت الأرواح بعد خلق آدم وقبل خلق أجسادها في الأرض. فالذين لم يخلقوا بعد في الأرض أرواحهم في السماء ( في جنة الخلد بلا شك ). وتلك هي الموتة الأولى لا يشعر بها الإنسان. ! أنظر تفسير ذلك في كتاب قصة الوجود ١٤. فهل إلى خروج من سبيل: أي هل من فرصة تتاح لنا لنخرج من النار ؟ وإن يشرك به تؤمنوا: أي تؤمنون فقط بآلهة مع الله. سيقال لهم ذلك وهم في جهنم. فالحكم لله العلي الكبير: والحكم هو القضاء بين الخلق وفي أمورهم. وحساب الناس سيكون طبقا لما أمر به الله في كتبه. ها أنتم تعلمون اليوم أن الحكم لله وليس لمن تشركون به. وقد حكم بالخلود في النار على كل مشرك. العلي الكبير: العلي الذي له علو الذات والقهر. لا راد لحكمه. فهو فوق عرشه بمسافة هائلة ولا يعلى عليه. الكبير: الكبير في كل صفة من صفاته. فالسماوات والأرض سيكونان في يده يوم الفناء كخردلة. لا شيء أكبر منه. يصطرخون: أي يستغيثون بصراخ وصوت عال. أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر: أي أولم نعطكم عمرا كافيا لتتعظوا فيه. وقد تذكر في مثل هذا العمر من تذكر. والتذكر هنا غايته هو الرجوع إلى دين الله. النذير: هو هنا كل ما ينذر بالموت والحساب ككتب الله والرسل والدعاة والمصائب ...الخ. شقوتنا: أي ما كان سببا في شقائنا وهو كفرنا وأعمالنا وتلبية شهواتنا بالحرام. فإن عدنا: أي إلى الكفر والجرم في اختبار آخر. ظالمون: لم يعترفوا بظلمهم لما سألهم الله عن كفرهم بل جعلوا أنفسهم ضحية شقوتهم وضلالهم. لكن الله رد عليهم أنهم كانوا أكثر من ذلك لما كانوا يستهزئون بالمؤمنين.
ب٥٦ب- لكن الله سيأمرهم بعد ذلك بعدم تكليمه: قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (١٠٨-٢٣) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١٠٩-٢٣) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سُخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (١١٠-٢٣) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (١١١-٢٣) اخسئوا فيها: أي ابعدوا فيها وامكثوا صاغرين. ولا تكلمون: أي لا تخاطبوني بعد اليوم. فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري: أي انشغلتم بالاستهزاء بهم حتى نسيتم ذكري. يعني لم تكونوا فقط كافرين بل كنتم تستهزئون بمن آمن بي وتضحكون منهم. فكيف يستجاب لطلبكم اليوم ؟
ب٥٦ت- ولن يستطيعوا الخروج من الجحيم: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (٣٧-٥) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١-٢٢) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (٢٢-٢٢) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا (٢٠-٣٢) فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٣٥-٤٥) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (١٦-٨٢) مقيم: أي دائم لا ينقطع. مقامع: أي مطارق عظيمة تضربهم الملائكة بها كلما حاولوا أن يخرجوا سواء من حفرة الحميم لأن سياق الآيات عنه أو من حفرة النار كما هو مبين بوضوح في الآية الأخرى " فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا (٢٠-٣٢)". فما إن يتمكنوا من إخراج جزء من أجسامهم من الحميم وهم في حفرة الحميم أو من النار وهم في حفرة الجحيم حتى يتم إرجاعهم تماما إلى ما كانوا فيه بالمقامع. ( فكونهم يحاولون الخروج منها ولا يخرجون ثم كونهم يعادون فيها يقتضيان أنهم يتمكنون بإخراج جزء فقط من أجسامهم وهم مقيدون ). منها من غم: أي من غم عذاب من عذاباتها. فألوان عذابها وغمومها مختلفة. أعيدوا فيها: أي أعيدوا بالمقامع. ولم يقل " أعيدوا إليها " لأن أجسامهم لم تخرج منها تماما. فهم دائما فيها. فاليوم لا يخرجون منها: أي من جهنم كلها ( أما الآيات الأخرى فعن الخروج فقط من حفرة من حفرها ). وما هم عنها بغائبين: أي لا يغيبون عن عذابها لحظة واحدة.
ب٥٦ث- فهو خلود أبدي في النار: جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (٢٩-١٤) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا (٧٢-٣٩) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (٧٤-٤٣) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٥-٤٣) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٣٩-٢) وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢١٧-٢) فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٨١-٢) كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ (١٥-٤٧)( أي مقارنة مع الجنة وما فيها ) لا يفتر: لا يخفف.
- الخلود الأبدي: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (٢٣-٧٢) إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (٦٤-٣٣) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (٦٥-٣٣) أبدا: أي إلى ما لا نهاية له في الزمن. واللعن هو الطرد من رحمة الله.
- الآلهة الباطلة والمشركون: لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (٩٩-٢١)
- الكافر والشيطان: فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (١٧-٥٩) عاقبتهما: مصيرهما. أي الإنسان الكافر والشيطان الذي أوحى إليه بالكفر. الظالمين: والكفر ظلم عظيم للنفس.
- آيات أخرى: أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (٤٥-٤٢) إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (٦٥-٢٥).لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (٢٣-٧٨) فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (٧٧-٢٥) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (٢٨-٤١)
مقيم: أي دائم لا ينقطع. عذابها: أي عذاب جهنم. أحقابا: أنظر الفقرة أ٤خ. أعداء الله: وهم كل الكافرين.
- إنه خلود بمشيئة الله وفي مشيئته: قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (١٢٨-٦) تفسير هذه الآية في الفقرة أ١ج.
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ (...)(١٠٦-١١) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (١٠٧-١١) يوم يأت اليوم المشهود سيكون من الناس شقي وسعيد. فأما الذين شقوا سواء من الكافرين أم من الموحدين العاصين فسيكونون في النار خالدين فيها إلا من شاء الله أن يخرجهم منها وهم طبعا أهل التوحيد أصحاب الكبائر. وسيقال لهم ذلك ﴿ قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله﴾(١٢٨-٦). ولا يخرج الكافرون منها أبدا ما دامت سماوات وأرض الآخرة موجودة. هذا يعني أيضا أن جهنم لن يعدمها الله ما دامت الجنة. وسبحانه فعال لما يريد. وهو هنا إبقاء الكفار في جهنم ما دامت وإخراج من يريد منها وقتما يشاء ( أنظر كتاب قصة الوجود ٤٤ظ ). السماوات والأرض: أي هنا مستويات الكون في الآخرة. فعال لما يريد: أي يفعل حتما ما يريد ولا شيء أو لا أحد يقدر أن يمنعه.
كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٢٩-٢١) وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٤١-٧) وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (٤٠-٧) وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (١٥٢-٧) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ (١٢٧-٢٠) كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (٣٦-٣٥) وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (٢٩-٥) الظالمين - المجرمين: كل الكفار والمشركين والملحدين والمنافقين ظالمون مجرمون في حق الله وشرعه. المفترين: وهم المشركون الذين يفترون على الله شركاء ( وفي السياق هنا الذين اتخذوا العجل لعبادتهم في غياب موسى عليه السلام ). من أسرف: أي هنا من أشرك وظلم وأعرض عن ذكر الله.
ب٥٨- أدعية ← فصل أدعية المؤمنين ٦٩-٨د
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (٦٥-٢٥)
إرسال تعليق