U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الخلود -0383

   

  ٤٤- الساعة (112/114)

 

٤٤ظ- الخلود

لقد شاء الله لعباده العقلاء الخلود الأبدي. وإذا كان هو الدائم بنفسه فالمخلوقات لن تدوم إلا بالخلود بمشيئته في أماكن الخلود أي في الآخرة. قال تعالى﴿ فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق (١٠٦-١١) خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد ﴾(١٠٧-١١)﴿ وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ ﴾ (١٠٨-١١) والسماوات والأرض في هذه ايات يعنى بهما الكون بمستوياته. وكل ما تحت العرش يتكون من سماوات وأرضين سواء في الدنيا أم في الآخرة: أراضي نافعة للخلق وسماوات تقيهم وتأتيهم بالنور.

يوم يأت اليوم المشهود سيكون من الناس شقي وسعيد. فأما الذين شقوا سواء من الكافرين أم من الموحدين العاصين فسيكونون في النار خالدين فيها إلا من شاء الله أن يخرجهم منها وهم طبعا أهل التوحيد أصحاب الكبائر. وسيقال لهم ذلك ﴿ قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله ﴾(١٢٨-٦). ولا يخرج الكافرون منها أبدا ما دامت سماوات وأراضي الآخرة موجودة. هذا يعني أيضا أن جهنم لن يعدمها الله ما دامت الجنة. وسبحانه فعال لما يريد. وهو هنا إبقاء الكفار في جهنم ما دامت وإخراج من يريد منها وقتما يشاء. وأما الذين سعدوا فسيكونون في الجنة خالدين فيها ما دامت الآخرة. أي خلودهم مرهون ببقاء الجنة لأنهم محتاجون إلى مأوى ومستقر. فهم في هذا الباب ليسوا كالكروبيين الذين حول العرش. والاستثناء هنا ليس في انقطاع الخلود عن السعداء لأن قوله تعالى بعده " عطاء غير مجذوذ " ينفيه تماما. كأنه يقول: " إلا ما شاء ربك. وما شاء هو عدم انقطاع الخلود بتمديد دوام الجنة إلى الأبد". وبالتالي إذا كان خلود السعداء مرهونا بدوام سماوات وأراضي الجنة ( أي إن زالت زالوا ) فالاستثناء بمشيئة الله هنا يؤكد لهم الخلود الأبدي الذي لن ينقطع.

ونضيف هنا أن القرآن بين بوضوح أن الله لن يخرج الكفار أبدا من النار لقوله تعالى ﴿وما هم بخارجين من النار ﴾(١٦٧-٢) ولن يعدمهم أيضا مهما طال الزمان ولن يخفف عنهم لقوله ﴿ والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها ﴾(۳٦-۳٥). بالتالي ستبقى جهنم بما فيها وتعذيب أهلها الكفار إلى الأبد. والتعذيب الأبدي في النار واضح أيضا في كثير من الآيات كقوله تعالى﴿ ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا ﴾(۲۳-٧۲). وقال أيضا﴿ أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (٨٧-٣) خالدين فيها ﴾(٨٨-٣) ولعنة الله لا نهاية لها. إذن خلود الكافرين في جهنم لا نهاية له. وهي لعنة فقط عليهم وعلى المنافقين والمشركين والملحدين.

وفي المقابل قال تعالى عن المؤمنين﴿ وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ﴾(١٠٧-٣) والجنة من رحمة الله. ولا نهاية لرحمته. إذن خلود المؤمنين في الجنة لا نهاية له.



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة