١١٥- جهنم ومصير الكافرين
(5/22)
أ٦- أبوابها
لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (٤٤-١٥) سبعة أبواب: فهي سبعة مداخل لسبع طبقات رئيسية ( في كل طبقة طبقتان ثانويتان ). أما الأبواب فهي كثيرة في أدنى كل طبقة رئيسية إلا الطبقة السابعة حيث توجد أبوابها في أدنى الطبقة الثانوية العليا منها. أما الدرك الأسفل فلا أبواب له. والمنافقون سيهوون إليه من الصراط. أنظر تفاصيل عن أبواب الآخرة في كتاب قصة الوجود. جزء مقسوم: وهو صنف معلوم من الكفار من الجن والإنس. وأعظمهم المنافقون في الدرك الأسفل ( وهم الذين يظهرون الإيمان بالإسلام ويبطنون الكفر أو الشرك أو الإلحاد أو أية ملة أخرى) وأقلهم العاصون من الموحدين دون أي شرك في الطبقة الأولى. وبينهم من الأعلى إلى الأسفل طبقة اليهود الذين يعتبرون عزيرا ابنا لله ثم طبقة النصارى الضالين بمختلف عقائدهم بعضهم تحت بعض ثم طبقة الصابين أصحاب الكبائر ( واحتمال هؤلاء فوق النصارى ممكن أيضا إذا اعتبرنا الترتيب الذي في الفصل بين الأمم الذي في الآية (١٧-٢٢)) ثم طبقة الذين لا يعرفون الله ولا أسماءه ويؤمنون جهلا ووهما بغيره كالمجوس ( بل قيل أنهم يؤمنون بإلهين إله الخير وإله الشر ) ثم طبقة المشركين بالله المعترفين بوجوده الكافرين بالبعث ثم طبقة أئمة الكفر ( وهؤلاء في الطبقة الثانوية العليا من الطبقة السابعة التي سيكون فيها إبليس في أسفل أطرافها ). أنظر تفاصيل توزيع هذه الأجزاء في جهنم في كتاب قصة الوجود. وكلما نزلت في طبقات جهنم كلما كان مقت الله لعقيدة أهلها أكبر.
أ٧- وقودها
أ- قال تعالى للناس:
فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (٢٤-٢)
ب- وللمؤمنين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ (٦-٦٦) قوا: قوا من الوقاية. أي بأن تحضوا أنفسكم وأهليكم على إطاعة الله.
ت- فالكفار من الناس والحجارة وكل الآلهة الباطلة حصب جهنم: إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (٩٨-٢١)( إلا من سبقت لهم من الله الحسنى كعيسى مثلا عليه السلام والملائكة ) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا (...) وَأُوْلَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (١٠-٣)
ث- ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (٧٢-٤٠) يسجرون: أي يوقدون لأنهم وقود النار.
ج- والكافرون من الجن هم أيضا حطب جهنم: وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (١٥-٧٢) حطبا: أي وقودا.
أ٨- نار لا تنطفئ
أ- كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤-١٠٤) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥-١٠٤) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (٦-١٠٤) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧-١٠٤) كلا: كلا إن مال الهمزة اللمزة لن يخلده كما يظن. نزلت هذه الآيات في بعض أغنياء المشركين المترفين كانوا يؤذون المسلمين بالهمز واللمز. لينبذن: أي ليطرحن هذا المال. الحطمة: هي نار الله التي تحطم وتكسر وتهشم كل ما يلقى فيها فتجعله حطاما. وما أدراك ما الحطمة: أي من أين لك أن تدري ما الحطمة ؟ الموقدة: أي الموقدة باستمرار بأمر الله. تطلع على الأفئدة: جعل الله لهذه النار صفة الاطلاع على الأفئدة وما فيها من الخبث كما جعل لها صفاتا أخرى كبعض صفات الأحياء. فهي ترى وتدعو من أدبر وتولى وتكاد تميز من الغيظ وتقول هل من مزيد ... الخ. أنظر إحساسات المادة في كتاب قصة الوجود. بالتالي فهي تحرق على قدر ما في القلوب من الكفر والظلم.
ب- ستسعر باستمرار: وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢-٨١) كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (٩٧-١٧) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا (٩٨-١٧) سعرت: أوقدت وأضرمت. خبت: أي طفئت أو سكن لهبها.
ت- ذات لهب: فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (١٤-٩٢) نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (٣-١١١) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (١٥-٧٠) فأنذرتكم نارا: أي خوفتكم من نار ( نار جهنم ). تلظى: تلهب وتتوقد.
ث- تقدف بشرر لها شكل لا يتغير: إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (٣٢-٧٧) كَأَنَّهُ جِمَالاَتٌ صُفْرٌ (٣٣-٧٧) إنها: أي نار جهنم. بشرر: جمع شررة. وهي ما يتطاير من النار. كالقصر: أي تتابع الشرارات يرسم شكلا يشبه البناء المشيد في العظم والارتفاع. وقيل كالشجرة الغليظة. ويدوم هذا الرسم للنيران ما دام الكافر في حفرة النار ويلفح صاحبه باستمرار من كل ناحية. كأنه جمالات صفر: أي هذا القصر كأنه مجموعات من الجمال. أي كل شررة هي كمجموعة من الجمال أو كحبال السفن من نار تحيط بالكافر. صفر: هذا لون الشرر. نار جهنم سوداء مظلمة لكن هذا لا يمنع أن يكون لها شرر صفر إن زالت عن مصدرها والله أعلم.
ج- شديدة الحرارة: قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (٨١-٩) نَارٌ حَامِيَةٌ (١١-١٠١) ← فقرة أ٤ت. أشد حرا: أي من النفير في الحر إلى تبوك. والخطاب للمنافقين.
وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (١٠-٨٥) عَذَابَ السَّمُومِ (٢٧-٥٢) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (٢٦-٧٤) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (٢٧-٧٤) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (٢٨-٧٤) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (٢٩-٧٤) سأصليه سقر: سأدخله سقر ليقاسي حرها. يتعلق الأمر بالوليد بن المغيرة المخزومي. لا تبقي ولا تذر: أي تحرق كل ما أمر الله أن يحرق كالجلود مثلا ولا تبقي منه شيئا. ولا تذر أي لا تترك شيئا أمر الله بإحراقه. لواحة للبشر: أي تحرق وتلفح الجلد. وهذا تفصيل لقوله تعالى: لا تبقي ولا تذر أي الجلود.
أ١٠- لها زفير وغيض على الكافرين ← فقرة أ١٤
أ- يسمع عن بعد: إِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (١٢-٢٥) إذا رأتهم: أي السعير وهي نار جهنم. فهي تدرك وتعلم لأن المادة لها إحساس خاص بها: أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود. مكان بعيد: إن الناس سيبعثون فوق أرض المحشر في الخلف تحت جوانب العرش الخلفية بينما جهنم ستنزل تحت وسطه. وما بين الخلف والوسط مسافة هائلة. وذلك هو المكان البعيد يومئذ. ستنزل حتى يبقى بينها وبين أرض المحشر مسافة ميل أو ميلين لتظل هناك حتى يحين إنزالها عبر الأرضين السبع لتستوي مع أبواب طبقاتها. أي حتى يتم الفصل بين أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ويتقدمون إليها. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود. تغيظا: أي غليان من الغضب. وزفيرا: هو هنا صوت توقد النار.
لا يسمعه المؤمنون: لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا (١٠٢-٢١) حسيسها: أي صوت حركة لهب النار.
ب- وعن قرب والكفار في داخلها: إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (٧-٦٧) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ (٨-٦٧) شهيقا: أي صوتا منكرا كنهيق الحمير من شدة الغضب. تفور: تغلي. تكاد تميز من الغيظ: أي تكاد تتقطع وينفصل بعضها عن بعض من شدة الغضب.
ت- وستطلع على الأفئدة: أنظر الفقرة أ٨
إرسال تعليق