● أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ ( ٢١-٣٩ )
الله والخلق ٤٠-٣٩ب-٤٢ . القرآن والعلم ٤٥-٢١ف٢-٢٩ج
فسلكه ينابيع: أي أدخله في مجار ومسالك في الأرض لينبع عيونا. به: أي بالماء. يهيج : يجف وييبس. مصفرا : تغير لونه بعد أن كان خضرا. حطاما : هشيما هالكا لا ينتفع به. لذكرى: ذكرى تذكرهم بقدرة الله. وهي هنا على الحياة والموت. الألباب: العقول.
● أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ( ٢٢-٣٩ )
الهداية ٤٨-٣٥ذ٢-٣٧أ . طبيعة الكافرين ٦٢-١٢خ-٢٢أج . الله يخاطب الكافرين ٦٥-٣ . العالمون والجاهلون ٦٦-ت٣ج . الله تجاه المؤمنين ٧٢-١ب . ذكر الله ٧٦-١٨ج . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٣٣ )
أفمن شرح الله صدره ...: أي هل سيكون كمن نزل عليه الويل لقسوة قلبه كما يفهم من بقية الآية ؟ شرح: فتح ووسع. فيتسع الصدر لقبول الخضوع لله بنور يقذف فيه. أنظر تفاصيل عن شرح الصدور في كتاب قصة الوجود. على نور: أي على هدى ينير له الطريق إلى الله. فويل: عذاب وشقاء. وقيل واد في جهنم. للقاسية قلوبهم: أي التي لا تريد أن تتفتح لنور الله لكونها صلبة لا ترحب بالحق فتنفر من ذكر الله. وذكر الله هو كل ما يذكر به كالقرآن وآياته سبحانه وأسمائه ... ضلال مبين: أي ضلال كبير واضح عن الحق.
● اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ( ٢٣-٣٩ )
الهداية ٤٨-٣٨ح . طبيعة المؤمنين ٧٠-٢٥-٣٩أ . ذكر الله ٧٦-١٣ج-١٥ت . القرآن ٩-٨خ-٨ز-٢٨ح . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٧أ-٤ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣٩ . الهداية ٤٨-٣٨
أحسن الحديث: وهو القرآن. أحسن من كل حديث بألفاظه وأسلوبه ومضمونه. والأحسن لمصلحة العباد. فهو الحق المبين. متشابها مثاني: أي مثانيه متشابهة في الحسن والإعجاز وبلاغة التركيب دون تعارض أو اختلاف أو تناقض. مثاني: أي تثنى فيه وتردد بفنون التصريف وعلوم التفصيل المضادات كمسائل الجنة والنار وأحوال الكافرين والمؤمنين والدنيا والآخرة وأمثال هؤلاء وهؤلاء ... وهو كله مثاني كسورة الفاتحة. قال تعالى: " وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ( ٨٧-١٥ ) " تقشعر: ترتعد وتضطرب. أي يصيب قلوب المؤمنين الخوف من الله حتى يحسوا برعشة في جلودهم. وذلك كلما تليت عليهم آيات جديدة تماما كما يحدث للسماوات وأهلها حين يتكلم الله بالوحي. وكذلك كلما مروا على آيات غضب الله وعقابه. الذين يخشون ربهم: فخشية القلوب هي التي تجعل الجلد يقشعر. تلين: تهدأ وتخضع. فبعد استيعاب محتوى الآيات الجديدة تلين القلوب والجلود إلى ذكر الله طائعة أمره. ثم كلما مروا على آيات رحمة الله كلما اطمأنت قلوبهم مع دوام خشيتهم له. فالمثاني تجعل القلوب الخاشية بين الخوف والرجاء. ذكر الله: وهو القرآن الذي فيه أمر الله. أي تطيعه القلوب وتذكره كثيرا. ذلك: أي أحسن الحديث الذي تقشعر منه جلود ... يهدي به من يشاء: أي إلى ذكر الله والصراط المستقيم.
● أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ( ٢٤-٣٩ )
يوم الحساب ١١٤-٤٨ر-٤٨غ٢٩ت . جهنم ١١٥-ب٤٠ح
أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب: أي هل سيكون هذا كمن يتقي العذاب بإيمانه وأعماله الصالحة ؟ فالأول ليس له إلا وجهه. ولا يغني عنه شيئا من النار. أما الثاني فهو مبعد عنها بإيمانه. للظالمين: وأعظمهم المشركون. ما كنتم تكسبون: تكسبون من سيئات كفركم وأعمالكم.
● كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ( ٢٥-٣٩ ) فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ( ٢٦-٣٩ )
( ٢٥-٣٩ ) العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢١ر٤ . ( ٢٦-٣٩ ) العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢١ر٤ . يوم الحساب ١١٤-٤٨ذ٢ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ١٨ )
الخزي : الإذلال بالعذاب.
● وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ( ٢٧-٣٩ ) قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ( ٢٨-٣٩ )
( ٢٧-٣٩ ) الأمثال ٤٦-١أ-٦ . ( ٢٨-٣٩ ) القرآن ٩-٨ذ
من كل مثل: أي كل مثل يهم أمر دينهم ويجعلهم يتذكرون فيه. لعلهم يتذكرون: يتذكرون فيتفكرون في ضعفهم تحت عظمة الله فيخشعون له ويوحدونه ويطيعونه. قرآنا عربيا: حال من هذا القرآن المذكور في الآية السابقة. غير ذي عوج: مستقيم في معانيه. لا تتعارض ولا يضرب بعضها بعضا رغم كثرة آياته وأمثاله.
● ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ( ٢٩-٣٩ )
الأمثال ٤٦-٢٦ت . الشرك ٥٧-٢٤ب . العالمون والجاهلون ٦٦-ت١٠
الاستسلام لرب واحد أحسن وأفضل من الاستسلام لأرباب متعددة. ضرب الله مثلا: وهذا من ضمن الأمثال التي ضربت في القرآن. رجلا: وهو هنا عبد مملوك. شركاء متشاكسون: أي متنازعون مختلفون أشد الاختلاف. سلما لرجل: أي خالصا لسيد واحد. الحمد لله : هو الرضا بقضاء الله والشكر على نعمه في كل الأحوال. فمهما كانت حالة العبد فهو في نعم من الله.
● إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ( ٣٠-٣٩ ) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ( ٣١-٣٩ )
( ٣٠-٣٩ ) الموت ١١٠-٥ت . ( ٣١-٣٩ ) يوم الحساب ١١٤-٢٧أ-٤٨غ١٣أ
إنك ميت وإنهم ميتون: أي ستموت لا محالة وسيموتون. تختصمون: تختصمون في خلافاتكم.
● فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ( ٣٢-٣٩ )
الإنسان ٥١-١٢أ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٣٢ )
فمن أظلم: أي من هو أكثر ظلما لنفسه ... ؟ كما قال تعالى عن المشركين في آية أخرى: " وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ... ( ١٠١-هود ) ". فالإشراك بالله ظلم عظيم للنفس لأنها ستعذب بالنار عذابا شديدا. والله يبرر تساؤله الأول: " فمن أظلم ...؟ " بتساؤل آخر: أليس في جهنم ... ؟ كذب على الله: أي كالمشركين الذين يفترون عليه. وكذب بالصدق: وهو كل من كفر بكتب الله. مثوى : مقام.
● وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ( ٣٣-٣٩ ) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ( ٣٤-٣٩ ) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمُ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمُ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ٣٥-٣٩ )
( ٣٣-٣٩ ) الإنسان ٥١-١٢أ . إيمان المؤمنين ٦٨-٢ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٢٢أ-٣٩أ-٤٠أ . الجنة ١١٧-ب٥ب-ت٤٤خ . الرسل ١٠-١٩أ . ( ٣٤-٣٩ ) الجنة ١١٧-ب٥ب-ت٤٤خ . ( ٣٥-٣٩ ) الجنة ١١٧-ب٥ب . يوم الحساب ١١٤-٤٧ر
والذي جاء بالصدق: وهو النبي محمد ﷺ وسائر الأنبياء والرسل. وتبقى هذه الآية مطلقة في كل من دعا إلى وحدانية الله بل إلى كل صدق في دين الله. وصدق به: وهم المؤمنون. ليكفر الله عنهم ...: تكفير السيئات: سيئات المؤمن المسجلة في صحيفته ستبدل حسنات في الديوان اليسير أي بعد الميزان. أسوأ الذي عملوا: أي كل سيئاتهم وأعظم ما عملوا من السوء. بأحسن ما كانوا يعملون : أي أحسن أعمال المسلم ( مع العلم أن الحسنة بعشر أمثالها أو أكثر ) . كما قيل عن الكفار: " وَلَنَجْزِيَنَّهُمُ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٧-٤١) " وبما أن السيئة بمثلها وليس بأسوأ منها فهذا يعني أن الأسوأ هنا هو أسوأ أعمال الكافر. وهاتان الآيتان تشيران إلى أبواب الجنة وأبواب النار اللاتي سيدخل منهن أصحابهن. فأحسن أعمال المؤمن هو الذي يحدد له الباب الذي سيدخل منه. من كانت أحسن أعماله الصلاة دخل من باب الصلاة ومن كانت أحسن أعماله الصيام دخل من باب الريان .... الخ. أما درجة إيمانه فهي التي ستحدد له طبقته في الجنة وكل طبقة فيها ثمانية أبواب. وبعد دخوله هذه الطبقة سيرتقي فيها بحسنات أعماله كلها. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود.
● أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ( ٣٦-٣٩ ) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ ( ٣٧-٣٩ )
( ٣٦-٣٩ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٧ص . الكافي ١ ( ٧٧ ) ٥ . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٤ . ( ٣٧-٣٩ ) الهادي ١ ( ٥٥ ) ٦ . المنتقم ١ ( ٧٦ ) ١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٤
أليس الله بكاف عبده: هذه آية عامة. وبالنسبة للنبي ﷺ يكفيه الله شر المشركين وكيدهم ووعيدهم. ومن يضلل الله: فهؤلاء يعتقدون أن آلهتهم ستؤذيك. وذلك ضلال. فما له من هاد: أي من هاد من دون الله. بعزيز: غالب على كل شيء. ذي انتقام: ينتقم من المشركين والعاصين المخالفين لأمره. فهو قادر على الانتقام لكونه عزيز.
● وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ( ٣٨-٣٩ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٣٠خ . الشرك ٥٧-١٥ش٢ . الولي- الوكيل ١ ( ٥٨ ) ١٥ . الكافي ١ ( ٧٧ ) ٥ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦س . القدير ١ ( ١٥ ) ٦
حسبي الله: أي الله كاف لي.
● قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ( ٣٩-٣٩ ) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ ( ٤٠-٣٩ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٦٣ب ب٦ . يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٢٠
على مكانتكم: وفق حالتكم. يخزيه: يذله. وذلك في الدنيا. فأذل الله مشركي قريش بهزيمتهم يوم بدر وغيره. ويحل عليه: أي يكون واجبا عليه. عذاب مقيم: أي دائم في جهنم.
● إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ( ٤١-٣٩ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٣٢ر١-٣٤ب . الهداية ٤٨-١٠ت . القرآن ٩-١١ح
يضل عليها: أي تعود الضلالة عليه بأسوأ العواقب. بوكيل: أي لست موكلا بهم حتى يؤمنوا.
إرسال تعليق