● إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( ٢٣-٢٤ ) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ٢٤-٢٤ ) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ( ٢٥-٢٤ )
( ٢٣-٢٤ ) طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . شريعة الله ٨٦-١٥ث . الزنا ٩٥-٩ب . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٣٢ ) . ( ٢٤-٢٤ ) يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٢٥ب . ( ٢٥-٢٤ ) يوم الحساب ١١٤-٣٠ث٢-٢٢ت . الحق ١ ( ٤٢ ) ٢
بعد تبرئة عائشة رضي الله عنها نزلت هذه الآية تهدد بالعذاب الأليم كل من اعتدى على أعراض المؤمنات ظلما. يرمون المحصنات: يقذفونهن بما ليس فيهن ويتهمونهن بالزنا. المحصنات: العفائف. الغافلات: أي اللاتي لا يخطر ببالهن فعل الزنا. لعنوا: طردوا من رحمة الله. في الدنيا: أي بحد القذف والبغض والشتم من طرف المسلمين. والآخرة: أي لعنوا في جهنم. يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم: ذلك لكيلا ينكروا أعمالهم. تشهد عليهم ألسنتهم بما نطقت. وأيديهم وأرجلهم بما عملت. يوفيهم: يعطيهم جزاءهم دون نقص. دينهم الحق: أي حسابهم وجزاءهم بالحق. ويعلمون أن الله ...: أي ويعلم الخبيثون ذلك يوم الحساب. الحق المبين: سيتيقنون من أن الله بكل ما عرف به نفسه حقيقي وأن حسابه واقع بارز أمامهم.
● الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ( ٢٦-٢٤ )
محمد ﷺ ٣ ٩- ٤٦خ٢. طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أج . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ج . النكاح ٨٩-٨-٩ . الزنا ٩٥-٤أ . الجنة ١١٧-ب٢٣-ب٢٨
الخبيثات للخبيثين: أي النساء الخبيثات في أقوالهن وأفعالهن لا ينسجمن في العشرة إلا مع أمثالهن من الخبيثين. ونفس الشيء بالنسبة للطيبين والطيبات. وهذه دعوة إلى الطيبين أن يختاروا زوجات طيبات لهم وأن تختار الطيبات أزواجا طيبين لهن. أولئك: أي الطيبون والطيبات. مما يقولون: أي مما اتهموا به. ورزق كريم: أي حسن وهو الجنة.
● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَّكَّرُونَ ( ٢٧-٢٤ ) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ( ٢٨-٢٤ )
الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٣٥ت . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٦ب١
تستأنسوا: أي تطلبوا الأنس بمعنى قبول الزيارة والأنس بمن سيزار. أي تستأذنوا بالدخول لكي تتفادوا كثيرا من المكروهات منها على سبيل المثال الاطلاع على الأسرار والعورات. وتسلموا على أهلها: أي بتحية الإسلام. لعلكم تذكرون: لعلكم تذكرون بأن ذلك أزكى لكم عند الله وعند الناس. فإن لم تجدوا فيها أحدا: بمعنى أنتم في خارج البيت تستأنسون ولم يجبكم أحد. ارجعوا: أي ارجعوا عن عزمكم في الدخول. أزكى: أطهر. عليم: عليم بكم. فلا تفعلوا عكس ما أمركم به فيحاسبكم عليه.
● لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ( ٢٩-٢٤ )
الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٣٥ث . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٥
جناح: إثم وحرج. أن تدخلوا: أي دون إذن. بيوتا غير مسكونة: وهي كل بناء عمومي ومفتوح للعموم. وأيضا حوانيت التجار للبيع والشراء وغير ذلك من البيوت التي فيها متاع للناس. متاع: أي منفعة. يعلم ما تبدون وما تكتمون: أي يعلم ما تبدون لأصحاب هذه البيوت وما تكتمون عنهم أي قصدكم.
● قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ( ٣٠-٢٤ ) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( ٣١-٢٤ )
( ٣٠-٢٤ ) الزنا ٩٥- . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٦ب٢ . ( ٣١-٢٤ ) التوبة ٧٥-١-٨ . الزنا ٩٥-٣أ-٣ب-٣ث-٣ج . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٣
يغضوا من أبصارهم: أي تجاه النساء. الغض من البصر هنا هو أن تكف نظرك عن المحرمات. فالنظرة الأولى لك لأنها تعلمك بوجود محرم أمامك. والثانية وما فوقها عليك أي تحاسب عليها. ويحفظوا فروجهم: أي من الزنا. أزكى: أطهر. خبير بما يصنعون: أي في تصرفاتهم نحو النساء. يغضضن من أبصارهن: أي تجاه الرجال. ويحفظن فروجهن: أي من الزنا. إلا ما ظهر منها: إلا ما ظهر من الزينة لمستلزمات الحياة العامة كالوجه والكفين. وتتمة الآية تفصل الكيفية. وليضربن ...: هذه حركة يدور بها ما تبقى من الخمار ليغطي العنق والصدر. بخمرهن: الخمار هو ثوب تغطي به المرأة رأسها وشعرها. جيوبهن: ما يعلو القميص من أعلى الصدر والعنق. ولا يبدين زينتهن: وتظهر المرأة زينتها هنا لكل على قدر مرتبته. زينة كاملة لزوجها وزينة جزئية لأهل بيتها. فالزوج يرى من زوجته كل زينتها وكذا الأطفال الذين لم يظهروا على عورات النساء في بعض الظروف. أما الأبناء والآباء والإخوان فلا يرون منها إلا ما يرى بحكم الضرورة في البيت كالشعر ونصف الذراع والقدم وما قاربه. لبعولتهن: لأزواجهن. نسائهن: أي من تخدمنهن وصديقاتهن ومن تعاشرهن. ما ملكت أيمانهن: أي من الإيماء والعبيد. وطبعا ما ينكشف للأمة غير ما ينكشف للعبد. التابعين غير أولى الإربة من الرجال: أي التابعين بالخدمة أو بالنسب الذين ليست لهم حاجة في النساء مثلا لضعف عقولهم كالبله. الإربة: الحاجة. لم يظهروا على عورات النساء: أي لم يبلغوا حد الشهوة لعورات النساء. وتوبوا إلى الله: أي ارجعوا إليه بتطبيق تعاليمه. تفلحون: تفوزون بسعادة الدنيا والآخرة.
● وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمُ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( ٣٢-٢٤ )
النكاح ٨٩-٢ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٣١
آية عن تيسير الزواج . الأيامى: أي من ليس له زوج من الرجال أو من النساء. والصالحين من عبادكم: أي غير الزناة والفاسدين من عبيدكم. يعني المتقون منهم والقادرون على مسؤوليات الزواج. وإمائكم: أي الجاريات. يغنهم الله من فضله: وهنا يخبر الله أنه يبارك زواج الصالحين فيوسع عليهم. واسع عليم: أي وسعت صفاته كل شيء. وكل الخلق في دائرة سعته وعليم بهم.
● وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمُ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ٣٣-٢٤ )
الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٦ب . الرجل والمرأة ٨٨-١٣ . الزنا ٩٥- . الغني ١ ( ٣٢ ) ١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠
وليستعفف ...: أي عن الحرام فلا يأتونه. الذين لا يجدون نكاحا: أي لا يجدون المرأة المناسبة أو المال اللازم لذلك. حتى يغنيهم الله من فضله: أي بالمال أو بالزوجة المناسبة. يبتغون الكتاب: أي يطلبون كتابة عقد. فالعبد إذا طلب من سيده مكاتبته عقدا يحرره مقابل مال يؤديه وعلم السيد فيه خيرا أي قادرا على ذلك فبيعه لنفسه أصبح واجبا بنص هذه الآية وأفضل من بيعه لسيد آخر. وآتوهم من مال الله الذي آتاكم: أي بل على هذا السيد وعلى المؤمنين إعانة هذا العبد بأموال الزكاة وصدقات التطوع وغير ذلك. فتحرير الرقاب واجب ديني ما لم يكن فيه ضرر. فتياتكم: إيمائكم. البغاء: هو الزنا بالمال. تحصنا: أي تعففا عن الزنا. وهو إحصان للفرج. لتبتغوا: لتطلبوا. عرض الحياة الدنيا: أي متاع الدنيا وهو المال الذي يكسبه سيد الأمة من زناها وبيع ولدها. غفور: يغفر لهن إن زنين غصبا عنهن. وسيعاقب من دفعهن إلى ذلك.
● وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ( ٣٤-٢٤ )
الأمثال ٤٦-٣١ . الله يخاطب الكافرين ٦٥-١٨ت . القرآن ٩-٨س٢-٨س٣-٨ط
مبينات: موضحات. ومثلا من الذين خلوا من قبلكم: أي أنزلنا إليكم أمثالا عن هؤلاء في القرآن. خلوا: مضوا.
● اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( ( ٣٥-٢٤ )
ما يباركه الله في القرآن ٤١-١٤ . الأمثال ٤٦-١أ-٥١أ . المعلم ١ ( ٣٨ ) ٦ . الله النور ١ ( ٤٣ ) ١-٣ب . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٧ج . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢٩-٣٠ . العليم ١ ( ٣٩ ) ١
نور السماوات والأرض: الكون والوجود كله في نور الله. ولا يراه الناس في نشأتهم الأولى. والمؤمنون وحدهم من سيرونه عندما يدخلون الجنة إذ ليس فيها شمس إلا نور الله. أنظر تفاصيل كثيرة عنه في كتاب قصة الوجود. كمشكاة: هي الكوة في الحائط غير النافذة التي يوضع فيها المصباح. وتمثل هنا ما فوق العرش وعالم الآخرة. مصباح: السراج أي الفتيلة التي توقد. ويمثل هنا الحجب التي فوق جوانب العرش. زجاجة: قنديل من زجاج وتمثل هنا العرش والكرسي ومختلف السماوات السقوف الذين يتلألؤون نورا عندما يقع عليهم جزء من نور الله. دري: مضيء متلألئ. يوقد: أي المصباح الكوني وهو الحجاب الأعلى الذي يحترق تحت نور الله المتزايد عليه باستمرار. مباركة: أي تمنح الزيت بكثرة ونماء. والزيت هنا يمثل النور الذي يقع على الحجب. زيتونة: والزيتون شجر يطول بقاؤه. لا شرقية ولا غربية: فهي في وسط أعلى الكون. وهي الشجرة النورانية التي فوق العرش. أنوارها من نور الله. يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار: أي يكاد النور يزداد على الخلائق دون أن يحترق الحجاب الأعلى لأن الله جعله لا يحترق حتى تبلغ أنوار رداء الكبرياء التي تنزل عليه قمة قوتها. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود. وهذه النار ليس لها كدور إلا أن تحرقه لينقص غلظه فيزداد النور على المخلوقات. فيوقد هذا الحجاب جزءا بعد جزء بدوران رداء الكبرياء فوقه. نور على نور: أي كل لحظة تزداد كمية من النور باحتراق الحجاب الأعلى على النور المتواجد قبل ذلك الاحتراق. ولولا تلك النار لأصبحت نفس درجات الأنوار تنزل على جوانب العرش كل يوم دون زيادة لأن الحجب ستبقى على حالها. يهدي الله لنوره: وهو الحق الذي يهدي إلى الجنة والتي سيرى فيها المؤمنون نور الله واضحا. أما أصحاب النار فلا ولن يروا نوره. عليم: وبعلمه يضرب للناس الأمثال عما يقع في عالم غيب السماوات والأرض ويعلم من يستحق هدايته إلى دينه ونوره. أنظر تفسير هذه الآية بالتفصيل في كتاب قصة الوجود ٣٣.
● فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ( ٣٦-٢٤ ) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ( ٣٧-٢٤ ) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ( ٣٨-٢٤ )
( ٣٦-٢٤ ) المساجد ٧٩-٢ . أسماء الله الحسنى ١ ( ٢ ) ٨ . إذن الله ١ ( ٣٥ ) ١٢ . ( ٣٧-٢٤ ) طبيعة المؤمنين ٧٠-١٤ . المساجد ٧٩-٢ . يوم الحساب ١١٤-١١-٢٩ب . ( ٣٨-٢٤ ) المساجد ٧٩-٢ . يوم الحساب ١١٤-٤٧ر . فضل الله ١ ( ٥٤ ) . الرزاق ١ ( ٥٣ ) ٨أ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٤٤
في بيوت أذن الله أن ترفع ...: هذه ترجمة على واقع الناس لنور الله المذكور في الآية السابقة في بيوت رفعت بإذنه سبحانه تدعوهم ليسبحوا له فيها و ليهتدوا إلى ذلك النور. بيوت: وهي هنا المساجد وكل المعابد الأخرى التي يوحد فيها الله. أذن الله: أي أمر. ترفع: أي تبنى وتطهر وتعظم. ويذكر فيها اسمه: أي يذكر في الصلاة والدعاء وتلاوة كتبه وتعاليمه. يسبح له: أي ينزهونه ويكبرونه ويوحدونه ... الخ. بالغدو والآصال: جمع غداة وأصيل كما في قوله تعالى: "وسبحوه بكرة وأصيلا" والغداة هي البكرة أول النهار والأصيل هو العشي آخر النهار ما بعد العصر. رجال: أي المؤمنون. تتقلب فيه القلوب والأبصار: أي تضطرب من شدة الخوف والفزع من موطن إلى آخر أي ليست هادئة. وإذا كان المؤمنون يخافون الآن من شر ذلك اليوم فيومئذ سيكونون آمنين. فمن خاف عذاب الآخرة في دنياه أمن منه يوم القيامة. ليجزيهم الله أحسن ما عملوا: أي أحسن أعمال المسلم ( مع العلم أن الحسنة بعشر أمثالها أو أكثر ) . كما قيل عن الكفار:|" وَلَنَجْزِيَنَّهُمُ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ٢٧-٤١ ) " وبما أن السيئة بمثلها وليس بأسوأ منها فهذا يعني أن الأسوأ هنا هو أسوأ أعمال الكافر. وهاتان الآيتان تشيران إلى أبواب الجنة وأبواب النار اللاتي سيدخل منهن أصحابهن. فأحسن أعمال المؤمن هو الذي يحدد له الباب الذي سيدخل منه. من كانت أحسن أعماله الصلاة دخل من باب الصلاة ومن كانت أحسن أعماله الصيام دخل من باب الريان .... الخ. أما درجة إيمانه فهي التي ستحدد له طبقته في الجنة وكل طبقة فيها ثمانية أبواب. وبعد دخوله هذه الطبقة سيرتقي فيها بحسنات أعماله كلها. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود.
● وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسِبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( ٣٩-٢٤ ) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ( ٤٠-٢٤ )
( ٣٩-٢٤ ) أعمال الكافرين ٦٣-٥ . قدرات الله-الحسيب ١ ( ١٦ ) ٤ . ( ٤٠-٢٤ ) القرآن والعلم ٤٥-٣١س . أعمال الكافرين ٦٣-٥ . الله النور ١ ( ٤٣ ) ١-٣أ . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٤
أمثال عن أعمال الكفار. كسراب: السراب هو شعاع في شدة الحر في الصحراء يشبه الماء. بقيعة: بفلاة. فالكافر لن يجد ثوابا عن أعماله ليدخل الجنة وإن كانت خيرا لأنها كانت لغير وجه الله بل سيجد الله ليحاسبه ثم يدخله النار. أو كظلمات ...: تشبيه آخر لأعمال الكفار. كظلمات: أي طبقات مظلمة. كل طبقة أظلم من التي فوقها. وقبل الظلام التام تبدأ الألوان تختفي شيئا فشيئا وأنت نازل في عمق البحر. لجي: عميق. يغشاه موج من فوقه موج: إشارة إلى وجود أمواج في باطن البحار العميقة تحت التي في السطح. قد توحي هذه الآية بأن الإنسان سيكتشف ما في البحار العميقة وسيتعرف على آيات الله في ذلك. من فوقه سحاب: سحاب يحجب الشمس لتكون الظلمة أشد. أي أعمال الكافر ظلمات يوم الحساب ولن تتحول إلى نور كأعمال المؤمن. وإن أخرج يده يوم تقسيم النور على المؤمنين لم يكد يراها من شدة الظلمة وظلمة أعماله.
● أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ( ٤١-٢٤ )
الحميد ١ ( ٤ ) ١أ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٦أ-٢٦ب١
يسبح له: ينزه الله عن كل نقص. من في السماوات والأرض: ويدخل فيهم الملائكة والروح والجن والإنس. وطبعا كل الحيوانات والجمادات تسبح أيضا. صافات: أي باسطات أجنحتهن. كل قد علم صلاته وتسبيحه: كل واحد من الذين في السماوات والأرض علمه الله كيف يصلي ويسبح. والصلاة هي إقرار العبودية بالجوارح. ويدخل فيها الدعاء. والتسبيح هو إقرارها بالقلب بالكلمات والنطق. وفيه تنزيه الله عن النقائص بذكر أسمائه الحسنى.
● وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ( ٤٢-٢٤ )
أجزاء من الآية مماثلة: الملك ١ ( ٩ ) ٣ب . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ١
المصير: أي مصير الخلق. يعني سيحضرون أمام الله بعد موتهم وبعثهم.
إرسال تعليق