٤٦ح٣- التعذيب داخل حفرة الحميم:
قال تعالى﴿ إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون (٧١-٤٠) في الحميم ثم في النار يسجرون ﴾(٧٢-٤٠) وقال أيضا﴿فنزل من حميم (٩٣-٥٦) وتصلية جحيم ﴾(٩٤-٥٦) رأينا في الفقرة السابقة تصلية الجحيم. أما في حفرة الحميم فسيكون الكافر في السلاسل أيضا تسحبه الزبانية فيه. وإذا كانت النار أصلها في أسفل جهنم الكبرى فالحميم أصله في أعلى حفرة من حفرها. وإذا كانت النار تمتد في عمد ممددة وتتفرع على كل حفرها من الأسفل إلى الأعلى فالحميم أيضا يمتد في عمد ممددة. وتتفرع الأعمدة المليئة به والصديد إلى كل الحفر لكن من الأعلى إلى الأسفل. النار تذهب إلى حفر الجحيم والحميم يذهب إلى حفر الحميم. وحفرة النار لها أربعة جدر. وحفرة الحميم تشبه فوهة البركان. والذين في أسفل جهنم يعذبون أكثر لأن النار هناك أعظم. والحميم الذي في الأسفل أشد حرارة لأن النار التي بجانبه تزيد في حره ويتلقى صديد كل الذين يوجدون فوقهم. ولا يظهر الحميم إلا في حفر الحميم وفي الأودية التي بينها. ولا يظهر في حفر الجحيم. وإضافة إلى سحب الكافرين في الحميم سيصب من فوق رؤوسهم أيضا. قال سبحانه﴿ يصب من فوق رؤوسهم الحميم (١٩-٢٢) يصهر به ما في بطونهم والجلود ﴾(٢٠-٢٢). فكما توجد في حفرة الجحيم ظلل من النار فوق الكافر وتحته فلا بد أن يعذب أيضا من فوقه ومن تحته في حفرة الحميم. والملائكة هم الذين سيتكلفون بالحميم الذي سيصب فوق رأسه لقوله تعالى﴿ ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ﴾(٤٨-٤٤) ثم يرغمونه على شربه ﴿ثم إن لهم لشوبا من حميم (٦٧-٣٧) ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم﴾(٦٨-٣٧) أي مرجعهم إلى حفرة الجحيم بعد العذاب في حفرة الحميم المختلط بالصديد. فصديد أهل النار يتكون في حفرة الحميم، يصهر به ما في بطونهم والجلود. ويذهب ذلك عبر أودية إلى الحفر الحميمية التي تحت مستواها ليعذب بها من هم أعظم جرما وكفرا. ولا يتكون الصديد في حفرة الجحيم لأن النار تأكل الجلود ولا تبقي منها شيئا لقوله سبحانه﴿ وما أدراك ما سقر (٢٧-٧٤) لا تبقي ولا تذر (٢٨-٧٤) لواحة للبشر ﴾(٢٩-٧٤)
وإذا أخرج الكافر من حفرة النار قطعت له ثياب من نار ليذهب إلى حفرة الحميم. قال سبحانه﴿ فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم ﴾(١٩-٢٢). وإذا كان قاصدا حفرة النار فسرابيله من قطران. قال تعالى﴿ سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ﴾(٥٠-١٤).
إرسال تعليق