٤٥- شكل جنة الخلد وجنات الدنيا وشكل الكون (32/39)
٤٥ص- جنات السماوات السبع:
رأينا سابقا أن فوق كل سماء جنة، والجنات درجات. وإذا كانت جنة المأوى المذكورة في سورة النجم هي أعلى جنة في الدنيا وتحيط بساق سدرة المنتهى فلا شك أن في كل سماء من السماوات السبع سدرة في أوسط أعلاها وجنة تحيط بعلوها. وتوجد داخل نفس الزاوية التي فيها جنة المأوى العليا ( وهي كما رأينا ثمانون درجة ). والأرجح هو أن تكون هذه السدرات كلها سدرة واحدة تمر عبر كل السماوات تماما كشجرة الخلد في جنة الخلد التي تنطلق من أسفل روضة وسطى إلى أعلى روضة والله أعلم. وسدرة المنتهى سميت كذلك لأنها سدرة منتهى الدنيا. وهي أكبر وأطول كثيرا جدا من " سدرات " السماوات الأخرى.
< أما البيت المعمور فرآه محمد في السماء السابعة. يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة لا يعودون إليه آخر ما عليهم ( في حديث الإسراء الثابت في الصحيحين ) جاء في رواية أنس بن مالك عن مالك ابن صعصعة في حديث الإسراء » قال ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة (...) ثم قال ورفع إلى البيت المعمور « وفي الصحيحين " ثم رفع بي إلى البيت المعمور ". ولا شك أن في كل سماء بيت بل لأن الملائكة يصلون حوله صفوفا كما يصلي الناس حول بيت الله الحرام. فكل له نوره ولا يتحمل نور الطبقات التي تعلوه. لذلك وجب أن يكون بيت للتعبد في كل مستوى والله أعلم ( أنظر رواية عن ذلك في الفقرة ٢٤ ). وأكبر البيوت هو الذي في السماء السابعة. وعدد الملائكة في ذلك المستوى هو الأكبر.
وإذا كان في أعلى سدرة المنتهى سبعة مستويات للأغصان تتطابق مع مستويات الأرضين السبع فلا شك أن في كل غصن توجد أيضا مستويات لأغصان ثانوية تتطابق مع مستويات الأرض والله أعلم. أي إذا كان الملائكة الذين في يمين السدرة ينزلون إلى الحلقة الأرضية من جهة اليمين والذين في الشمال ينزلون إلى شمالها والذين في الأمام ينزلون إلى الأمام والذين في الخلف ينزلون إلى الخلف فالذين في الأغصان الثانوية العليا ينزلون إلى أعلى تلك الأرض والذين في الأغصان الثانوية السفلى ينزلون إلى أسفلها.
إرسال تعليق