٤٥- شكل جنة الخلد وجنات الدنيا وشكل الكون (29/39)
٤٥س- جنة المأوى وسدرة المنتهى:
توجد جنة المأوى العليا فوق السماء السابعة. وجذع سدرة المنتهى في وسطها ومقدار علوه ٤٢٥٠٠ سنة. تخرج من أعلاه أغصان عظيمة متوازية بعضها فوق بعض خاصة بملائكة الملأ الأعلى. غلظ كل غصن منها قد يكون مقداره خمسمائة سنة والله أعلم ( فملائكتها ربما يحتاجون إلى نفس هذا الغلظ تحت أقدامهم لاستقرارهم كما رأينا بالنسبة لملائكة السقوف ). ونفس المدة بين كل غصن وغصن ليكون تطابق بين هذه الأغصان وما بينهن واﻷرضين السبع وما بينهن. وأغصان أخرى تحتها في الأسفل خاصة بجنة المأوى متفرعة على روضاتها كأغصان شجرة الخلد في جنة الخلد. ولا توجد أغصان تحت الثلث الأسفل من الحلقات السماوية. وأوسط السدرة تحت نور جوانب العرش. أما أطرافها التي عن اليمين والتي عن الشمال فتحت نور الكرسي مباشرة. وجنة المأوى تحت نور جوانب العرش في زاوية محددة قمتها في مركز المركز العظيم (( ربما ثمانون درجة. رأينا أن ثلثي أنواع الجن والإنس فوق أرض المحشر وهم كلهم مؤمنون سيمرون من خارج جهنم. بالتالي ثلثا المنطقة المعمورة من الحلقة الأرضية ( وهذه المنطقة زاويتها ٢٤٠ درجة ) ليس فوقها جنة دنيوية وليس تحتها سجين. بالتالي أيضا الزاوية التي فيها هذه الجنة هي ٢٤٠ درجة نقسمها على ثلاثة أي ثمانون والله أعلم. أنظر الرسم ١٨أ - ١٨ب )). كل مستوى منها وكل جنات السماوات السبع في نفس الزاوية. كل مستوى أكبر من الذي تحته. بل حتى سجين تحت الأرض السابعة بلا شك موجود في تلك الزاوية ( والجزء المعمور منه هو بالضبط في زاوية مقدارها ٦ , ٢٦ درجة أي ثمانون على ثلاثة لأن جهنم في الآخرة سينقص منها هي أيضا الثلثان عند انزوائها ). وجذع السدرة يزداد عرضه أيضا كلما ارتقينا إلى الأعلى ( أنظر الرسم ٤ت ).
وفي جنة المأوى روضات مقوسة ومتوازية مع تقوس السماوات السبع ومتماسكة فيما بينها بجسور وأعمدة كما في جنة الخلد. وتجري أنهار مختلفة في الأعمدة وبجانب الجسور وتدخل في مختلف الروضات. وهذه الأنهار تخرج من أصل سدرة المنتهى كما جاء في بعض الروايات كما أنها في جنة الخلد تخرج من أصل شجرة الخلد. جاء في حديث الإسراء من رواية أبي هريرة » قال ثم انتهى ( محمد ) إلى السدرة فقيل له هذه السدرة ينتهي إليها كل أحد خلا من أمتك على سنتك. فإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى. وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما لا يقطعها، والورقة منها تغطي الأمة كلها قال فغشيها نور الخلاق عز وجل وغشيتها الملائكة مثل الغربان حين وقع على الشجرة من حب الرب تبارك وتعالى « وأصل سدرة المنتهى هو جذعها. والأنهار تخرج من علو معين من الجزء الأسفل منها الذي في جنة المأوى. ثم توزع على مختلف الروضات، العليا قبل السفلى والوسطى قبل التي في الأطراف. وفي كل روضة غصن من أغصان سدرة المنتهى كأغصان شجرة الخلد في روضات جنة الخلد. وتلك الجنة الدنيوية مفتوحة من أعلاها لكي يمر نور جوانب العرش عبرها والله أعلم. وعالم الآخرة مرتفع عن الكرسي وفتحته العليا بالشكل الذي يجعل هذا النور يصل إلى وسط السدرة.
ولجنة المأوى بلا شك جدر تلتقي رسوم حدودها لو مدت إلى الأسفل في مركز المركز العظيم الذي تحت الأرض السابعة. وربما تلتقي بحدود فتحة الكرسي العليا لو مدت إلى الأعلى. ورأينا أن جدر جنة الخلد تلتقي في قمة هرم الآخرة في أدنى الدرك الأسفل من النار. ولو مدت جدرها التي في اليمين والتي في الشمال إلى الأعلى لالتقت بحدود جوانب العرش التي هي في نفس الخط لحدود الحجب وحدود العماء في الأعلى.
إرسال تعليق