٤٥- شكل جنة الخلد وجنات الدنيا وشكل الكون (20/39)
٤٥د- كلمة عن فروع شجرة الخلد: أنظر الفقرة ٤٥ث٢
قال ﷺ« طوبى شجرة في الجنة غرسها الله بيده ونفخ فيها من روحه تنبت بالحلي والحلل وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة »( رواه ابن جرير عن قرة بن اباس ). شجرة الخلد توجد أيضا وسط كل روضة. وهي بلا شك غصن من أغصان شجرة واحدة كبيرة كسدرة المنتهى الدنيوية من أسفل جنة الخلد إلى أعلاها يمر جدعها من الروضات الوسطى وتتفرع على كل روضات الجنة ثم تمتد أغصانها إلى أطرافها. ويبدو أن الأمر كذلك لأن يجب أن يكون ظل أيضا فوق الطرق والجسور التي بين الروضات الكبيرة الجماعية. وبالتالي الأغصان الكبرى تمتد إلى ما وراء سور جنة الخلد التي عرضها السماوات والأرض وفي كل درجة من درجاتها ( إضافة إلى أن بعض الملائكة سيكونون فوق ثلثها الذي عن اليمين وثلثها الذي عن الشمال ). أي في كل مستوى فيه روضات تنطلق من شجرة الخلد الكبيرة ثمانية أغصان رئيسية مقوسة بالشيء الذي يجعلها متوازية مع قبة العرش وتمتد إلى ما وراء سور الجنة. ومن كل غصن تنطلق أغصان إلى الروضات التي فوقه وفي خطه فتخرج شجرة كبيرة وسط كل روضة جماعية. فالروضات الجماعية مرتبطة بجسر وأعمدة ومستقرة على أغصان شجرة الخلد. وجدع هذه الشجرة له عرض يكبر من أسفل الجنة إلى أعلاها. وكذا عرض أغصانها وطولها. فالأشياء كبيرة في الفردوس الأعلى وأصغر في أدنى الجنة.
أما عروقها التي هي من أغصان الشجرة الكبيرة فتمتد في أرض الجنة لتصل إلى سور الروضة. ويخرج من أصل شجرة الخلد ثمانية عروق كبار يذهبن في الأرض ربما في الحدود بين كل قطعتين أرضيتين عليا وسفلى. من كل عرق تخرج عروق كثيرة لعدد من المؤمنين. أربعة منها لكل مؤمن. له اثنان قرب الوسط: أحدهما يصعد ليخرج شجرة وسط القصر الكبير الذهبي، والآخر ينزل ليدخل غصنا من فوق الخيمة الكبيرة الذهبية. وله اثنان قرب باب الروضة: أحدهما يصعد ليخرج شجرة وسط القصر الكبير الفضي، والآخر ينزل ليدخل من فوق الخيمة الكبيرة الفضية. والشجرة التي وسط كل قصر تخرج من أصلها ثمانية عروق تمتد في الأرض إلى حدود السور. كل عرق يخرج أربعة عروق رئيسية. عرقان للقصرين العلويين وعرقان للخيمتين السفليتين ... وهكذا نرى أن كل عرق عمودي رئيسي يخرج ثمانية عروق أفقية رئيسية. وكل عرق أفقي رئيسي يخرج أربعة عروق عمودية رئيسية في كل جنة فردية صغيرة كانت أو كبيرة.
وفي المجموع عدد القصور شموليا كعدد الخيام لكل مؤمن والله أعلم. فله قصران كبيران وخيمتان كبيرتان. ثم حول كل قصر كبير ستة عشر قصرا متوسطا وست عشرة خيمة متوسطة. وكذا حول كل خيمة كبيرة. وحول كل قصر متوسط ستة عشر قصرا أصغر منه وست عشرة خيمة أصغر أيضا. وكذلك حول كل خيمة متوسطة. ويستمر التقسيم إلى ما شاء الله. وأصغر وآخر قصر ذهبيا كان أو فضيا ليس حوله إﻻ سور الجنة الصغرى التي هو فيها أي دون قصور أو خيام حوله. وكذلك حول أصغر وآخر خيمة ذهبية أو فضية. والمؤمن سيحيا تحت شبكة من الأغصان الكبيرة والمتوسطة والصغيرة التي هي فروع أصلها من شجرة الخلد العظيمة. ويخرج من أكمامها ما شاء. وما في الجنة أغرب كما جاء في الحديث. ولديه سبحانه المزيد وعطاؤه غير مجذوذ.
إرسال تعليق