٤٥- شكل جنة الخلد وجنات الدنيا وشكل الكون (9/39)
٤٥ث٣- شجرة الخلد وأنهار الجنة:
قيل أن الله غرس هذه الشجرة بيده من حبة لؤلؤة وأمرها أن تمتد فامتدت إلى حيث يشاء الله تبارك وتعالى وخرجت من أصلها ينابيع أنهار الجنة من عسل وخمر وماء ولبن « وحتما لا بد للأنهار أن تجري أيضا بجانب الطرق أو الجسور التي بين الروضات. وتوجد بالتأكيد ملتقيات للجسور بين الروضات. وفيها ملتقيات ومفترقات لمختلف الأنهار والله أعلم ( فعليك برسم روضات ذوات ثمانية أضلع وأنهار بينهن كلهن وسيتبين لك ملتقياتها ويتضح لك هذا الوصف. أنظر الرسمين ١٦ - ١٧ ).
أنهار روضات الوسط ( أي الوسط بين يمين الجنة وشمالها وبين أمامها وخلفها ):
كل روضة من روضات الوسط تستقبل أعمدة من الأعلى فيها سوائل الأنهار. أصلها بلا شك من ملتقى الأنهار الذي فوقها في الوسط باستثناء روضة "الوسيلة". وتنزل في وسطها حول جذع ( أو في داخل جذع ) شجرة الخلد تماما في الوسط. وتمر من بين أغصانها لتدخل في تل كبير يحيط بالجذع. ومنه تفجر الأنهار. قال ﷺ« هذه الأنهار تخشب في جنة عدن في جوبة ثم تصدع بعد أنهارا « رواه أبو بكر بن مردويه. وعن مسروق عن عبد الله رضي الله عنه:» أنهار الجنة تفجر من جبل من مسك « رواه ابن أبي حاتم. وقال» أنهار الجنة تتفجر من تحت تلال أو تحت جبال المسك « أخرجه العقيلي في الضعفاء من حديث أبي هريرة. وقال ﷺ في حديث رواه الإمام أحمد ورواه الترمذي في صفة الجنة » في الجنة بحر اللبن وبحر الماء وبحر العسل وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار منها بعد « أي تفجر البحار من التل ثم تشقق أنهارا.
واحتراما للتناظر والتماثل ولأجل المؤمنين الذين سيسكنون نفس الروضة فمن التل تتفجر ثمان مجموعات كبيرة من الأنهار ( في كل مجموعة أربعة أنهار ) ثم تجري في اتجاه خارج الروضة. وتقسم بالتالي أرضها إلى ثمانية أجزاء. كل جزء هو إجماليا على شكل مثلث بين مجموعتين من الأنهار الرئيسية. زاويته إجماليا أيضا خمس وأربعون درجة ( فزاوية دائرة الروضة كلها ٣٦٠ درجة ). كل باب من أبواب الروضة الثمانية يُدخِل إلى أرض لها نفس الزاوية من الوسط. أما كل مجموعة من تلك الأنهار فربما تخرج من زاوية من زوايا الروضة. ولها ثمان زوايا. كل زاوية بين بابين من أبوابها. ومدخل الباب عريض. وبالتالي الجسر الذي أمامه له عرض أكبر. فالإنسان عندما يدخل طبقة من طبقات الجنة لن يحس بأنه يسير فوق جسر لكي يصل إلى الروضة التي سيقيم فيها بل فوق أرض واسعة جدا. وسيظن أن جنة الخلد كلها أرض واحدة. وسيسير خارج الروضات التي لا تعنيه. فربما توجد طرق مدارية حول كل روضة وأخرى ممتدة من أمام الجنة إلى خلفها ومن يمينها إلى شمالها من بين الروضات تلتقي بملتقيات الطرق التي بين أبوابها والله أعلم.
وسنرى أن لكل مؤمن جنتين في أعلى الروضة الجماعية وجنتين في أسفلها. بالتالي كل مجموعة من مجموعات الأنهار الثمانية الكبيرة مجزأة والله أعلم إلى جزأين: أحدهما يجري في قطعة أرضية عليا والآخر في قطعة أرضية سفلى. وبالتالي في كل زاوية من روضات الوسط مخرجان للأنهار أحدهما فوق الآخر. الأنهار العليا تخرج من الروضة لتذهب بجانب الجسور إلى الروضات المائلة الثمان التي في نفس المستوى وتدخلها من " أعلاها ". أي من زواياها الأربع الأقرب إلى وسط جنة الخلد. أما السفلى فتذهب بجانب جسور أخرى تحت الجسور العليا إلى نفس الروضات الثمان، وتدخل في طبقاتها وأراضيها السفلى والله أعلم.
أنهار الروضات المائلة:
الأنهار التي بجانب الجسور تدخل في الروضات المائلة أي التي ليست في وسط الجنة تماما. وتدخلها من زواياها الأربع الأقرب إلى هذا الوسط. في كل زاوية منهن مدخلان أحدهما أعلى من الآخر وتخرج من زواياها الأربع الأبعد عن الوسط بعد التقائها ومرورها من وسط الروضة. في كل زاوية منهن مخرجان أحدهما أيضا أعلى من الآخر. فالزوايا الأقرب إلى وسط جنة الخلد أعلى من الأبعد عنه لكون الروضة مائلة. ولا تنزل إليها أعمدة في وسطها.
أما الأعمدة بين الدرجات العالية والدرجات السفلية والتي فيها الأنهار أيضا فهي مائلة في اتجاه الأسفل ووسط الجنة. وتنزل بلا شك من ملتقيات الأنهار العليا لتمر عبر ملتقيات الأنهار السفلية ( فبين كل أربع روضات في نفس المستوى ملتقى للأنهار والله أعلم ). والأقرب منها إلى الوسط يدخل في وسط روضات الوسط العالية بعد مروره من ملتقى الأنهار الأوسط الذي فوقها. والبعيدة عنه وهي أكبر منها طولا تدخل في وسط روضات الوسط السفلية بعد مرورها أيضا من ملتقى الأنهار الأوسط الذي فوقها. فما بين كل درجتين لا توجد روضة في الوسط تماما وإنما ملتقى للأنهار. أي فوق كل روضة وسطى يوجد ملتقى للأنهار وفوقه روضة وسطى أخرى وفوقها ملتقى آخر للأنهار ... الخ. وسنرى لماذا.
إرسال تعليق