٤٥- شكل جنة الخلد وجنات الدنيا وشكل الكون (4/39)
٢- شكل مستقرات الملائكة في جنة الخلد:
إن ملائكة الدنيا سيكونون في الجنة مثلما كانوا في السماوات السبع. فنحن نعلم أن بعضهم الآن فوق السقوف وبعضهم فوق أغصان سدرات سماواتهم. أما في الجنة فبعضهم سيكونون في درجات مدرجاتها وآخرون في الفضاءات التي فوقها مباشرة على أغصان شجرة الخلد. فباطن جدر الجنة مختلف الشكل عن ظاهرها. ظاهرها رسوم منبسطة. أما باطنها فعلى شكل مدرج ذي درجات واسعة مبني من أدنى الطبقة الثانوية الثانية من الجنة إلى أدنى الطبقة الثانوية السادسة عشر. وكل درجة منه التي سيكون فوقها الملائكة يوجد مستواها في أدنى الطبقة الثانوية العليا من كل طبقة رئيسية إلا الطبقة الأولى. وهي منبسطة أو مقوسة قليلا بالشكل الذي يجعلها متوازية مع قبة العرش. وعرضها من اليمين إلى الشمال ثلث طول أدنى الطبقة الثانوية التي هي فيها وتوجد في يمينها ومثلها في شمالها وممتدتان هناك من أقصى الأمام إلى أقصى الخلف لأن ملائكة السماوات السبع يحتلون ثلثي كل سماء.
وكل درجة من مدرجات ملائكة السماوات السبع هي بناء صلب ذو ثلاثة رسوم بغض النظر عن رسمي حدوده الأمامية وحدوده الخلفية في الجدارين الأمامي والخلفي. أحد رسومه هو حائط الجنة الخارجي ( وهو مائل أي ليس عموديا ) والثاني هو المستوي "الأفقي" الذي سيكون فوقه الملائكة ( وهو كما قلت مقوس قليلا ومتوازي مع العرش ) والثالث عمودي في داخل الجنة يمتد إلى أدنى الطبقة الثانوية العليا من الطبقة الرئيسية التي تحته ( وبالتالي علو بنيانه ۱۰۰۰ سنة ) ليلتقي بالدرجة التي تليه تحته عند التقائهما بحائط الجنة. وبالتالي توجد سبع درجات لملائكة سقوف السماوات السبع. حجم كل درجة كحجم الجزء من السقف السماوي الذي عليه الآن ملائكته في الدنيا ( غلظ هذا السقف في الدنيا من أسفله إلى أعلاه ٥۰۰ سنة ). ونور الله ينزل على كل درجات المدرج في آن واحد. لا يحجب بعضها بعضا لأن كل درجة لا توجد في نفس الخط العمودي فوق التي تحتها.
إن علو كل " درجة ملائكية " ( وسنسميها كذلك لأنها مقعد الملائكة في الجنة ) ۱۰۰۰ سنة لكن علوها ينقص من داخلها إلى خارجها. لذلك حجمها يساوي تماما حجم الجزء من السقف السماوي الذي يقابلها في الدنيا والذي غلظه من أسفله إلى أعلاه ٥٠٠ سنة. فإذا أضفنا حجم " الدرجة الملائكية " التي عن اليمين إلى حجم التي عن الشمال سيكون المجموع تماما كحجم الجزأين من السقف الدنيوي الذين عليهما نفس الملائكة ( أي الجزء الذي عن اليمين والجزء الذي عن الشمال ). أما عرضهما من الأمام إلى الخلف أو من اليمين إلى الشمال فكعرض هذين الجزأين. ويظهر هنا بوضوح أن الملائكة يحتاجون لاستقرارهم لمثل هذا الحجم تحت أرجلهم ربما ليجذبهم بنوره والله أعلم ). ونفس الشيء بالنسبة لكل فضاء فوق أية درجة ملائكية خاص بالذين سيكونون فوق أغصان شجرة الخلد ( والذين هم الآن فوق أغصان سدرات السماوات السبع ). فعلو هذا الفضاء في الجنة ۱۰۰۰ سنة أيضا لكن عرضه ينقص كلما صعدنا إلى الأعلى. وبالتالي حجمه كحجم الجزء من الفضاء الذي في الدنيا بين كل سماء وسماء الخاص بالملائكة والذي يساوي علوه خمسمائة سنة ( أنظر الرسم ١١- ١٢ في آخر الكتاب ليتوضح لك ذلك ).
أما حائط الطبقة الثانوية السادسة عشر وهي الأكبر فليس فيه مدرج لملائكة السقوف باستثناء أدناها. فملائكة ظهر السماء السابعة كما رأينا سيقيمون في درجتهم في أدنى هذه الطبقة الثانوية السادسة عشر في الطبقة الرئيسية الثامنة وفوقهم ملائكة سدرة المنتهى. فالذين كانوا في العوالم البينية الدنيوية وفوق أغصان وأوراق سدرات السماوات سيكونون فوق أغصان وأوراق شجرة الخلد الخاصة بهم في كل طبقة.
إرسال تعليق