٤٤- الساعة (97/114)
سيبعث الله ظلمة شديدة على الكل. وهي من أصعب مواطن يوم القيامة قبل الصراط. سيعذب أثناءها كل من سيحرمه الله من نور البصر كالكفار أو من نور الإيمان الذي سيعطى ويدوم فقط للمؤمنين. وعلى هؤلاء أن يسيروا وراء نورهم مسافات كبيرة في اتجاه جهنم ليمروا فوق الصراط. أما المنافقون فإن منحهم نور كما في رواية الطبراني فسيسلب منهم عند الصراط ﻷنه نور زائف. أما الكفار تحتهم فعليهم أن يسيروا على وجوههم مسافات كبيرة في اتجاه جهنم أيضا صما وبكما وعميا ليصلوا إلى المكان الذي سيخسف بهم. ولا نور لهم يومئذ وقد تم حسابهم في الديوان العسير الذي تحت الديوان اليسير. قال تعالى﴿ ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ﴾(٤٠-٢٤)
قال أبو أمامة ( رواه ابن أبي حاتم )» أيها الناس إنكم قد أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات، وتوشكون أن تظعنوا منه إلى منزل آخر وهو هذا- يشير إلى القبر- بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيت الدود وبيت الضيق إلا ما وسع الله. ثم تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة فإنكم في بعض تلك المواطن حتى يغشى الناس أمر من الله فتبيض وجوه وتسود وجوه. ثم تنتقلون منه إلى منزل آخر فيغشى الناس ظلمة شديدة ثم يقسم النور فيعطى المؤمن نورا ويترك الكافر والمنافق فلا يعطيان شيئا. فلا يستضئ الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لا يستضئ الأعمى ببصر البصير « قال سليم بن عامر » فما زال المنافق مغترا حتى يقسم النور ويميز الله بين المنافق والمؤمن« وقال أبو أمامة أيضا:» يبعث الله بالنور إلى المؤمنين بقدر أعمالهم فيتبعهم المنافقون فيقولون انظرونا نقتبس من نوركم «
روى الطبراني عن رسول الله ﷺ قال» إن الله تعالى يدعو الناس يوم القيامة بأسمائهم سترا منه على عباده وأما عند الصراط فإن الله تعالى يعطي كل مؤمن نورا وكل منافق نورا فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات فقال المنافقون ﴿ انظرونا نقتبس من نوركم ﴾ وقال المؤمنون﴿ ربنا أتمم لنا نورنا ﴾ فلا يذكر عند ذلك أحد أحدا «. روى أبان عن أنس عن النبي ﷺ قال: » أحسنوا أسماءكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة: يا فلان قم إلى نورك يا فلان قم لا نور لك « ذكره الماوردي.
إرسال تعليق