٤٤- الساعة (57/114)
٤٤ج٨- طي السماوات السبع الثاني واختفاء الجبال
بعد نزول الملائكة لن يعود لوجود السماوات المنشقة يومئذ أية فائدة. لذلك ستطوى. قال تعالى﴿ وإذا السماء كشطت ﴾(١١-٨١) أي كما ينزع الجلد من البعير.
وسيطوى نصفها الذي من جهة اليمين ونصفها الآخر الذي من جهة الشمال ويبتعدا بالتالي عن بعضهما البعض. وهذا هو الطي الثاني طي يوم البعث وهو طي مزدوج. أما الأول فسيكون يوم الفناء وهو كطي السجل للكتاب ( فقرة ٤٤ت٢ب ). وطي البعث هو في قوله تعالى﴿ وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ﴾(٦٧-٣٩) أي بيده وليس فقط بكلامه. أخرج البخاري حديثا عن ابن عمر عن رسول الله ﷺ قال » إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين وتكون السماوات بيمينه « وفي الصحيح: إن الله تعالى يطوي السماوات بيمينه ويأخذ الأرضين بيده الأخرى ثم يقول: أنا الملك أنا الديان أين ملوك الأرض ؟ أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ « فهو اليوم الذي قال فيه جل وعلا ﴿ يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون ﴾(١٦-٤٤). وقد يعود هذا الحديث الأخير أو بعضه على الطي الأول أيضا والله أعلم. وبعد طي السماوات ستختفي إلى الأبد. وستكون الأرض بارزة وحدها ودون جبال لقوله تعالى ﴿ وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ﴾ (٤٧-١٨)
أما الجبال التي ستكون قد دكت يوم الفناء مع الطبقات السطحية من الأرض فستكون كالعهن المنفوش يوم القيامة، خفيفة ومتفرقة ذات ألوان مختلفة ومنبسطة بفعل الدك. فهي كثيرة وفيها خلائق متعددة. فلا بد من إحضارها يوم القيامة. ثم يزجر الله الخلق قبل بعثهم زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة أي في الأرض المبدلة. حينها لن يعود لوجود الجبال أية فائدة. ستكون مرفوعة بعض الشيء عن أرض المحشر في منطقة البعث لكيلا تحتك بها. وستسير سيرا لتبتعد وتختفي. وسيبعث الناس أحياء وهي لا تزال تبتعد عن قبورهم. وسيرونها وهي منبسطة كسراب في الأفق. قال تعالى﴿ ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ﴾(٤٧-١٨)﴿ يوم يكون الناس كالفراش المبثوث (٤-١٠١) وتكون الجبال كالعهن المنفوش ﴾(٥-١٠١)﴿ وفتحت السماء فكانت أبوابا (١٩-٧٨) وسيرت الجبال فكانت سرابا ﴾ (٢٠-٧٨)
إرسال تعليق