U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - عمر البشرية -0310

   

  ٤٤- الساعة (39/114)

 

 

عمر البشرية:

حين تصل الأرض الأولى وهي ترتفع بفعل التوسع إلى المستوى الذي خلق فيه آدم في جنة المأوى سيكون قطر المركز العظيم كقطر فضاء السماء الدنيا الذي تحت السقف الأول حينها ( أي حين خلق آدم ). أما جنة المأوى الدنيوية فستكون قد ارتفعت أكثر مما ارتفعت به اﻷرض ﻷن كلما ارتقى شيء إلى اﻷعلى كلما ازدادت سرعته. وأما أعلى سدرة المنتهى فسيكون قد اقترب إلى أقصى ما يمكن من فتحة الكرسي العليا. وإذا كان الملك العادي يعرج دون معراج من الأرض الأولى إلى جنة المأوى في مدة مقدارها ٧٥۰۰ سنة ( وهي المدة بين أعلى الحلقة الأرضية الأولى وخمسمائة سنة فوق سقف السماء السابعة لجنة المأوى العليا: أي سبعة سقوف وسبعة عوالم بينية وخمسمائة سنة فوق السقف السابع. وكل هذه العوالم يجب أن تمر على المستوى الذي خلق فيه آدم ليحدث الفناء ) فالأرض الأولى منذ خلق آدم ستصل إلى المستوى الذي كانت فيه تلك الجنة حينها في مدة مقدارها طبعا أضعاف ذلك لأنها أقل سرعة من الملك رغم أنها ترتفع بسرعة كبيرة متزايدة باستمرار ويكبر حجمها دون أن نشعر. ولولا ذلك لأخذت رحلتها إلى ذلك المستوى ملايير السنين. وإذا كنا سنبعث بطول آدم يوم خلق وكان طولنا في الدنيا يزداد إلى أن يبلغه فوجود الإنسان منذ خلقه إلى حين قيام الساعة سيستغرق طبعا أضعاف ٧٥۰۰ سنة ( وهذا يبطل ما قيل عن أن عمر البشرية كلها سبعة آلاف سنة. وإن كان ملك سيعرج إلى مقامه في سدرة المنتهى دون معراج في خمسين ألف سنة فلا يعقل أن تصل الأرض الأولى إلى المكان الذي خلق فيه آدم في سبعة آلاف سنة فقط. أي ستفنى الدنيا قبل وصول ذلك الملك إلى مقامه. حتى الضوء يقطع الحلقة الأرضية من باطنها إلى ظاهرها في مدة تقدر بملايين السنين الضوئية. فكم من الزمن سيصل باطن هذه الحلقة إلى المكان الذي كان فيه ظاهرها ؟ صحيح أنها تتوسع بسرعة هائلة وأكبر من الضوء لكن تبقى بطيئة بالنسبة للملك ). ولا يعلم عدد هذه الأضعاف إلا الله. لكن ربما يمكن أن نقول أن نصف هذه الأضعاف قد مضى كما سنبين في الفقرات التالية لكن لا نعلم بالضبط كم من الزمن مر منذ خلق آدم. خصوصا بعد نوح وبعد موسى إلى عيسى عليهم السلام. وقد أشار القرآن إلى كثرة القرون بين عاد وثمود وأصحاب الرس كما قال تعالى﴿ وقرونا بين ذلك كثيرا ﴾(٣٨-٢٥). وما أدراك ما قول الله " كثيرا ". والقرون الأولى التي أهلكها الله قبل التوراة لا يعلم بها إلا هو. والأبحاث العصرية في علم الآثار اكتشفت إلى حد الآن هياكل شبيهة لهياكلنا تعود إلى ٣٠٠٠٠٠ سنة. وهذا قد يتماشى مع حديث أبي ذر الذي رواه ابن مردويه في تفسيره، قال أبو ذر: قلت يا رسول الله كم الأنبياء ؟ قال « مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ». أي لو افترضنا أن الله كان يبعث نبيا كل عام لاكتمل هذا العدد في مائة ألف وأربعة وعشرين ألف سنة وستجد في كل زمن خلال هذه المدة عدة أنبياء. لكن ليس هذا ما حدث. بالتالي عدد هؤلاء الأنبياء اكتمل في أضعاف هذه المدة. أما قوله تعالى﴿ ثم أرسلنا رسلنا تترا ﴾ (٤٤-٢٣) أي بين كل رسول والذي بعده زمن طويل فربما يخص الرسل وعددهم فقط ثلاثمائة وثلاثة عشر وليس كل الأنبياء. ولو افترضنا أن حتى الآن مرت فقط ٣٠٠٠٠٠ سنة وأنها نصف عمر البشرية ( أنظر الفقرات التالية ) فكل حلقة أرضية أو سماوية لا تغادر مكانها كله إلا بعد مرور أربعين ألف سنة ( نقسم عمر البشرية من بدايتها إلى نهايتها مثلا ٦٠٠٠٠٠ سنة على خمسة عشر. أي سبعة سقوف وسبعة عوالم بينية وخمسمائة سنة فوق السقف السابع ) والملك يقطعها في خمسمائة سنة. والحديث النبوي التالي يؤكد هو أيضا أن آلاف السنين ما زالت تنتظر قبل ساعة الفناء« لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا » ( رواه البخاري )

وبطريقة أخرى نقول: إن زمن خلق آدم كان مبرمجا من لدن عليم خبير بحيث أنه خلق في جنة المأوى بالطول الذي سيكون له ولذريته يوم البعث. فخلق بالتالي في الزمن الذي ارتفعت فيه تلك الجنة إلى مستوى معين من مركز المركز العظيم والذي ستصل إليه أيضا ( بعد نزول عيسى عليه السلام وقبل الفناء بقليل كما سنبين ) الأرض الأولى التي أنزل إليها لما طرد من الجنة. فالناس والأرض والكون في جوف الكرسي سيفنون في نفس الزمن بنص القرآن. ونستنتج مما سبق ما يلي:


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة