U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - طلوع الشمس من المغرب -0278

   

  ٤٤- الساعة (7/114)

          

 

٤٤أ٢ث- طلوع الشمس من المغرب: ( أنظر لماذا وتوقيته في الفضاء في الفقرة ٤٤ج٣ث )  

لا شك أن بعد موت عيسى عليه السلام سيظهر الكافرون من جديد على وجه الأرض. وفي حديث طالوت بن عباد قال رسول الله » إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها « أي أول أشراط الساعة الكونية التي معها يغلق باب التوبة وليس أول كل الأشراط كما رأينا سابقا. فلا ننسى أن كثيرا من الناس ومن أهل الكتاب سيؤمنون بعيسى عليه السلام بعد نزوله وأن حروبا ستكون بين المؤمنين والكافرين حينها. كل ذلك يدل على أن التوبة ما زالت مفتوحة يومئذ. وروى الترمذي أن رسول الله قال» إن الله فتح بابا قبل المغرب عرضه سبعون عاما للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه «. وفي مسند أحمد قال رسول الله :« ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا: طلوع الشمس من مغربها والدخان والدابة » ونلاحظ أن بعض الأشراط فقط لا تقبل معها التوبة. وفي نفس المسند قال « من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها تاب الله عليه »

وفي صحيح البخاري قال رسول الله » لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها «  فذلك حين﴿ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ﴾ وهذا يدل على أن ذلك سيقع والكافرون موجودون حينها في الأرض، أي ربما بزمن بعد موت عيسى عليه السلام. وكذلك الدخان والدابة وما تبقى من الأشراط. وعن أية الآيات تسبق: طلوع الشمس من المغرب أم الدابة أخرج الإمام أحمد حديثا عن النبي قال» إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة ضحى فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها « فلا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت قبل ذلك. قال تعالى﴿ يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ﴾(١٥٨-٦). وطلوع الشمس من المغرب آية عامة لكل الناس بينما الدابة آية قد يراها قوم دون قوم. لذا يمكن أن تسبق إحداهما الأخرى والله أعلم.

إن طلوع الشمس من المغرب يدل على انعكاس دوران الأرض حول نفسها. لكنه ليس انعكاسا حقيقيا كما سنرى في محله. وهذا الأمر سيهم بلا شك كواكب كل الجن واﻹنس وليس فقط كوكب بني آدم بل كل المجرات بكواكبها. وهو آية من الله إلى خلقه. وجاء في الرواية أن بعد طلوع الشمس من المغرب ستظل كذلك ثلاثة أيام ثم تعود تطلع من مشرقها. لكن بعد ذلك وقبل الفناء سيبدأ مور السماء من جهة إلى جهة. وسنرى التفاصيل في محله.

ملاحظة: إن طلوع الشمس من المغرب ليس ظاهرة طبيعية متوقعة من ظواهر الأرض وإنما فقط علامة للناس من الله لتنبههم أن باب التوبة قد أغلق. والعجيب هنا هو أن قبله لا بد أن يحدث تباطؤ رباني متدرج لدوران الأرض لن يحس به الناس لكيلا يحصل أي اصطدام لطبقات الأرض عندما ينعكس دورانها. إن الله على كل شيء قدير. وسنرى تفسير ذلك في محله.     

أما الثلاثة أيام من أيام المسيح الدجال ( أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة أي كأسبوع وسائر أيامه كأيامنا ) ففيها تباطؤ ثم تسارع سيحس بها الناس ولا علاقة لها بظاهرة طلوع الشمس من المغرب. فهي فقط من علاماته بأمر الله للناس في كل الأرض لتنبههم بظهوره وليفتتن بذلك الكفار كما سيفتنون بجنته وناره وغير ذلك من الأمور التي جعله الله قادرا عليها. أما المؤمنون فسيعرفونه بذلك وبأوصافه التي في الحديث النبوي. 

وواضح أن الساعة ستقوم على أشرار الناس بعد وقوع الأمانة. سيبعثهم سبحانه في ذلك الزمن الرهيب. وهم كفار لن يؤمنوا بأي شيء من الله ولن ترجى منهم أية توبة. والله عليم بهم. وإغلاق باب التوبة في ذلك الزمن حق منه سبحانه.

   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة