U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - خلق آدم - خلق حواء -0266

   

  ٤٣- قصة آدم (2/7)

 

 

٤٣ب- خلق آدم:

خلق الله آدم في السماء بيديه من تربة الأرض. وسواه مباشرة رجلا كاملا في أحسن صورة وأحسن تقويم في كل ما يخص جسده وروحه ونفسه. وخلق جسده والله أعلم تحت نور جوانب العرش بلا شك في مستوى جنة المأوى في السماء السابعة أمام أعين ملائكة سدرة المنتهى. والتراب الذي رفع من الأرض لخلقه لا يوجد مثله هناك.

وقال تعالى﴿ ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا ﴾ (١١-٧) فقوله بالجمع " خلقناكم " له تفسيران قد يكون كلاهما صحيحين. الأول هو أن لولا خلقنا لآدم لما كنتم أنتم كقوله﴿ إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية ﴾ (١١-٦٩) أي لولا حملنا لأسلافكم في سفينة نوح لما كنتم أنتم ! وهذا من أساليب القرآن. والتفسير الثاني هو أن الله سبق أن خلق فعلا أرواح بني آدم من روح أبيهم ثم صورهم. أي جعل كل روح في قالب صوره. ثم بعد ذلك أمر الملائكة بالسجود لآدم. فالآية تحتمل مباشرة هذا المعنى. ثم إنها أفردت آدم في ما يخص السجود له. وإخراج الذرية في أول الخلق حقيقة لا شك فيها ( فقرة ١٨).  

أما الروح التي نفخها الله من نفسه في آدم فهي التي بها دبت الحياة مباشرة في روحه فأحيت هذه الأخيرة جسده. أما روح آدم جوهره فليست من روح الله بل مخلوقة كما نستنتج من قوله تعالى﴿ ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ﴾(٢٨ ٣١). وورث بنوه هذه الحياة الروحية. وبالتالي يمكن القول بأن أرواحنا خلقت من روح آدم بعد أن نفخ الله فيه من روحه لتصبح هذه الأرواح حية هي أيضا على الدوام. فبما أننا خلقنا من نفس واحدة والنفس هنا تعني الروح فلا بد أن تكون هذه الروح الأم حية قبل خلق أرواحنا منها لأن لا معنى أن ننسب إلى نفس لا حياة فيها. ورأينا سابقا أن أرواح بني آدم قبل خلق أصحابها في اﻷرض توجد بلا شك في جنة الخلد. وهناك أيضا خلقت روح آدم قبل خلق جسده والله أعلم.

٤٣ت- خلق حواء:

جاء في الحديث أن حواء خلقت من ضلع آدم الأقصر الأيسر. وفي الصحيح: إن المرأة خلقت من ضلع، وأن أعوج الضلع أعلاه...الخ. ويتعلق الأمر هنا طبعا بالجسد. والقرآن يخبرنا بأن الله خلق الناس من نفس واحدة وخلق منها زوجها. فروح حواء خلقت أيضا من روح آدم. ثم خلق جسدها من جسده ومن ضلعه الأقصر الأيسر ثم بعد ذلك بث من جسديهما أجساد رجال ونساء بعد نفخ أرواحهم في الأجنة في أرحام الأمهات.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة