U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - شهادة ذرية آدم- برازخ الأرواح والنفوس -0056

   

١٨- شهادة ذرية آدم- برازخ الأرواح والنفوس


 

--- قال تعالى﴿ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ﴾(١٧٢-٧).

ولكيلا يتحجج الناس بغفلتهم عن هذا الأمر أو بكفر آبائهم وشركهم أخذ الله في نفس المقام كل ذرية مستقلة عن التي سبقتها كما يبدو من الآية فشهدت على ربوبيته. وطبقا للرواية ربما بعد نزول آدم إلى الأرض حيث فيها سيعبد الله بالغيب. ويؤكد هذا ما رواه الإمام أحمد أن الله أخذ الذرية من صلب آدم يوم عرفة فمسح الله على ظهره فسقطت ذريته بجانبه أمثال الذر في الصغار على صور الناس. عن ابن عباس قال  « إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنعمان يوم عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه ثم كلمهم قبلا قال ﴿ ألست بربكم قالوا بلى شهدنا...الخ ﴾».

إن الآية والحديث يبينان أن هذا الأمر قد انتهى في حياة آدم. كل الناس في أول الخلق سمعوا كلام الله وعلموا بشهادتهم على أنفسهم وأن الذي كلمهم هو مالك أمرهم لا شريك له في الملك والربوبية. ولم يتردد فيهم أحد. وهم حينئذ أرواح بنفوس لا تزال جديدة وعقول لا تعرف إلا الله وحده. لا تعرف شيئا آخر غير ما شهدت به. فخلقت أرواحهم بهذه الفطرة. وبها تلدهم أمهاتهم. والأرواح كما سنرى مصورة مسبقا في قوالب ربما في عالم الآخرة قبل وجود أصحابها في الأرض. ثم أخرجت من ظهر آدم فتميزت أمامه مختلف الذريات. وشهد إشهادها لله. ثم أعيدت في صلبه. والآية ذكرت فقط بني آدم وليس كل الجن والإنس ربما لأن هذا الأمر قد خصهم وحدهم والله أعلم.

ووردت أحاديث كثيرة في تمييز ذرية آدم إلى أصحاب اليمين وأصحاب الشمال. جاء في أحاديث الإسراء أن آدم عليه السلام موجود في السماء الدنيا عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة، إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى. وتلك الأسودة نسم بنيه. فأهل اليمين منهم أهل الجنة وأهل الشمال أهل النار ( قاله البخاري في رواية أنس عن أبي ذر ). فآدم شهد شهادة ذريته ثم بعد ذلك جعله الله يشهد انقسامها إلى كفار ومؤمنين.

وفي رواية أبي سعيد الخدري:« تعرض على آدم أرواح ذريته من المؤمنين فيقول روح ونفس طيبة اجعلوها في عليين، ثم تعرض عليه أرواح ذريته من الفجار فيقول روح خبيثة ونفس خبيثة اجعلوها في سجين ». فهذه أرواح بعد الموت طبعا. ونرى هنا أن الأمر يهم الروح والنفس معا. وفي رواية أبي هريرة: عن يمين آدم باب يخرج منه ريح طيبة وعن شماله باب يخرج منه ريح خبيثة فإذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك واستبشر وإذا نظر إلى الباب الذي عن شماله بكى وحزن. « أما الباب الذي عن يمينه فينظر فيه إلى من يدخل الجنة من ذريته. وأما الباب الذي عن شماله فينظر فيه إلى من يدخل جهنم من ذريته ». 

   


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة