٤٠أ- المصائب التي من فعل الله:
الإصابة بالحسنة:
إن الله يعطي من نعمه للمؤمن وللكافر﴿ كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك ﴾ (٢٠-١٧). ذلك من فضل الله يؤتيه للعبد ليجزيه أو ليكرمه أو ليغويه. كل ذلك ليبتليه﴿ ما أصابك من حسنة فمن الله ﴾(٧٩-٤). ويستعمل الله الحسنة أيضا ضد الكافرين: فيفتح عليهم أبواب كل شيء ويمهلهم ويمتعهم قبل أن ينزل عليهم عقابه. وذلك مكر منه سبحانه ضد المجرمين.
الإصابة بالسيئة سببها الإنسان:
قال تعالى﴿ وما أصابك من سيئة فمن نفسك ﴾(٧٩-٤). فالله يصيبك بها ليعاقبك في الدنيا على ذنب اقترفته أو على تقصير منك في شيء كان واجبا عليك فعله ولم تفعله﴿ ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم﴾(٤٧-٢٨)﴿ فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ﴾(٦٢-٤) وقال لأهل الكتاب﴿ قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ﴾(١٨-٥). يغفر الخطيئة لمن يشاء ويعاقب عليها من يشاء. ويعفو عن كثير من الأشياء فلا يعاقب عليها ( في الدنيا على الأقل ). قال﴿ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ﴾ (٣٠-٤٢). وقال قتادة إن النبي ﷺ قال« لا يصيب رجلا خدش عود ولا عثرة قدم ولا اختلاج عرق إلا بذنب وما يعفو الله أكثر ». فكلما اقترفنا ذنبا أو قصرنا في ما كان واجبا علينا فعله علينا أن نستغفر الله لكيلا ينزل علينا عقابه ( فقرة ٣٩ ). وإن أنزله فهو يبتلينا به: هل نصبر وندعوه أم نيأس﴿ ونبلوكم بالشر والخير فتنة ﴾ (٣٥-٢١)﴿ وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون ﴾(١٦٨-٧). وعلينا ألا نغتر بما يعطينا. في حديث رواه الإمام أحمد قال النبي ﷺ« إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ». وروى ابن أبي حاتم حديثا عن النبي ﷺ قال « إذا أراد الله بقوم بقاء أو نماء رزقهم القصد والعفاف وإذا أراد الله بقوم اقتطاعا فتح لهم أو فتح عليهم باب خيانة » حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذهم الله بغتة فإذا هم مبلسون. وفي الأثر الإلهي « كم أعصيك ولا تعاقبني ؟ قال تعالى كم أعاقبك وأنت لا تدري ؟ ». وفي حديث « من يعمل سوءا في الدنيا يجز به » رواه أبو بكر بن مردويه.
إرسال تعليق