٣٥- مراحل خلق الأرض والشمس وكواكب المجموعة الشمسية (9/9)
٣٥د- كواكب المجموعة الشمسية:
كلما كان الكوكب قريبا من الشمس كلما كانت سرعته حولها كبيرة لكيلا يسقط عليها. فالأعوام قصيرة قربها طويلة في الأفلاك البعيدة. ونلاحظ أن كواكب المجموعة الشمسية الكبيرة لها سرعة حول نفسها أكبر من سرعة الكواكب الصغيرة حول نفسها. ذلك لأنها تحتوي على رتق مركزي أكبر. والجاذبية تتناسب طبعا مع حجم هذا الرتق. ونضيف أن سرعة دوران طبقات كل كوكب حول المركز لا تتعلق فقط بحجم الرتق التي تدور حوله بل أيضا ببعدها عنه. ولنتأمل في ما يجري في الشمس لنتأكد من ذلك. فهي أكبر حجما من الكواكب التي حولها ومع ذلك تبدو تدور حول نفسها في زمن أطول. ذلك لأن بعد سطحها عن رتقها المركزي كبير أكبر كثيرا من بعد سطح زحل مثلا عن رتقه المركزي. لكن نقط سطح الشمس لها سرعة أكبر من سرعة النقط السطحية التي في زحل لأن الرتق المركزي في الشمس أكبر والجاذبية أعظم. وبما أن محيط الشمس كبير جدا فنقطها السطحية رغم سرعتها الكبيرة تكتمل دورانها حول المركز في زمن أطول. وهذا الأمر قد حدث أيضا للمركز العظيم الذي تحت الأرض السابعة قبل إتيان الأرض والسماء أي لما كان يدور حول نفسه. كانت نقطه السطحية تدور وتجري بسرعة خيالية هروبا من الجاذبية الهائلة لكن المركز ككل كان يبدو يدور حول نفسه ببطء شديد لأن محيطه هائل. أي مسيرة تلك النقط في أفلاكها طويلة جدا. وبالتالي نفهم المعطيات التالية من علم الفلك:
المشتري له قطر أكبر من إحدى عشرة مرة قطر الأرض ويدور حول نفسه في عشر ساعات بينما الأرض تدور حول نفسها في أربع وعشرين ساعة. وعطارد الذي هو أصغر الكواكب وأقربها إلى الشمس وله قطر أصغر من نصف قطر الأرض يبدو يدور حول نفسه بسرعة بطيئة جدا ( مرة ونصف كل دورة حول الشمس التي تدوم ٨٨ يوما من أيامنا كما قيل ). ولصغر حجمه رتقه المركزي صغير. والمواد التي أدخلت فيه تتفكك الآن ببطء. وستظل كذلك إلى قيام الساعة. لذلك براكينه بلا شك قليلة جدا الآن.
• أما الزهرة فتدور حول نفسها بسرعة أكبر من سرعة عطارد حول نفسه لأنها أكبر حجما منه. ويقول علماء الفلك أنها تدور حول نفسها في اتجاه دوران عقارب الساعة وأن ذلك ربما ناتج عن اصطدامها بجرم سماوي. لكن هذا الاحتمال لا يمكن أن يكون صحيحا. فإذا كان الاصطدام بإمكانه أن يغير اتجاه دوران الكوكب حول كوكب آخر فهو لا يقدر أن يغير اتجاه دورانه حول نفسه لأنه من دوران تفككه ( أو ضغطه إذا كان لا يزال في يومه الأول. وإن كان في يومه الأول فسيكون حاميا وليس صلبا ). ولا بد أن يستمر في اتجاهه حتى ينفك عنه كليا. وبالتالي إذا كانت الزهرة تدور حاليا حول نفسها في اتجاه دوران عقارب الساعة فلأن دوران الضغط ثم التفكك قدرا أن يكونا عكس ما عليه الدوران في الكواكب الأخرى للمجموعة الشمسية. فالله على كل شيء قدير. والذي هو مؤكد أيضا هو أن دوران كل كوكب حول آخر كمركز له يكون دائما في اتجاه دوران الكوكب المركزي حول نفسه اللهم إن اصطدم بجرم وغير له اتجاهه. وفي هذه الحالة سيخرج عن فلكه عاجلا أو آجلا.
• أما المريخ فقطره يساوي تقريبا نصف قطر الأرض وهو أبعد عن الشمس منها. وبما أن حجمه صغير فرتقه المركزي صغير ودوران تفككه بطيء. وبالتالي لم تكن البراكين فيه كثيرة كما في الأرض. فدوران التفكك البطيء لم يستطع أن ينشئ مسالك متعددة للحمم عبر سطح حجري.
• أما المشتري فهو ضخم. وعامة هذا يعني أن رتقه كبير. لذلك يدور بسرعة حول نفسه. ( ملاحظة: إذا كان حجم الكوكب كبيرا فهذا لا يعني أن رتقه المركزي كبير نسبيا إلا إذا كانت سرعة دورانه حول نفسه كبيرة. وإذا كان حجم الكوكب صغيرا فهذا لا يعني حتما أن رتقه المركزي صغير نسبيا إلا إذا كانت سرعة دورانه حول نفسه بطيئة. فالمسافة بين سطح الكوكب ورتقه لها كما رأينا تأثير أيضا على سرعة ذلك السطح. فتزداد مع نقصان تلك المسافة وتنقص مع ازديادها )
• أما زحل فهو كبير أيضا تقريبا كالمشتري. وها نحن نرى حلقات قيل من غبار وأحجار وجزيئات ثلجية تدور حوله وقريبا جدا من سطحه ( بل حتى المشتري قيل اكتشف حوله ٣ حلقات في سنة ١٩٧٩ ). وربما تركها سبحانه كذلك ولم يدخلها فيه أو لم يسقطها عليه كما فعل في كواكب أخرى لتساعدنا على فهم كيفية خلق الكواكب والله أعلم.
أما عن الجبال في الكواكب فانظر الفقرة السابقة. أما البحار فيجب أولا أن يكون لها حفر سبقتها في الخلق. ثم يجب أن تظهر قمم الجبال فوق السطح ليخرج البخار المائي مع الصهير البركاني وإلا ظل في باطن الكوكب. وحتى وإن خرج فسيتحول إلى بخار قرب الشمس بينما في الكواكب البعيدة سيتحول إلى جليد لانخفاض الحرارة.
وحول بعض الكواكب كالمشتري وزحل والمريخ تدور أقمار صغيرة. والقاعدة هي أن الأقمار يجب أن تدور حول الكواكب في اتجاه دوران هذه الأخيرة حول نفسها. فقمرنا يدور حول أرضنا في الاتجاه الذي تدور فيه هي حول نفسها. وإذا كانت بعض الأقمار تدور حول بعض الكواكب في الاتجاه المعاكس فلأنها ليست أقمارا طبيعية حقيقية وإنما ربما جذبتها تلك الكواكب لما خرجت عن أفلاكها بأمر الله. ويوما ما ستسقط عليها حتما. وذلك كالأقمار الاصطناعية التي لا تدور حول أرضنا بفعل دوران تفكك الأرض، أي لا تخضع لقوة مسك الله وإنما تدور بسرعتها الذاتية الثابتة. أما سرعة دوران التفكك فتنقص تدريجيا بمقدار رباني مع مرور الزمن. وتتوسع أفلاكه شيئا فشيئا. فهو دوران مبرمج من لدن عزيز عليم.
إرسال تعليق