U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - إخراج المياه من الأرض -0245

   

  ٣٥- مراحل خلق الأرض والشمس وكواكب المجموعة الشمسية (3/9)

 

 

٣٥ت- إخراج المياه من الأرض:

قال تعالى﴿ والأرض بعد ذلك دحاها (٣٠-٧٩) أخرج منها ماءها ومرعاها ﴾(٣١-٧٩) فالماء والمرعى أخرجا من الأرض. وهذا قد يدل بطريقة غير مباشرة أن بعض الأشياء أنزلت من السماء ( فقرة ٢٣ ). أما ماء الأرض فأخرج بلا شك من البراكين المتعددة التي كانت منتشرة في كل السطح. فكانت الحمم تلقى بقوة ويخرج معها بخار مائي ساخن وغازات مختلفة. وهذا نراه حاليا في البراكين الثائرة. ولا شك أن الصهير الذي يخرج يحتوي على أملاح كثيرة والتي تفسر الملوحة في البحر. فظلت تتراكم فوق القشرة الأرضية واختلطت بالمياه. فالبخار المائي نزل مطرا فوق أدنى الأرض وفوق أعلاها. وكان الماء يختلط بالأملاح ويساق بفعل الجاذبية إلى أدنى الأرض حينها، أي إلى حفرة البحر البدائي. وارتفع مستواه تدريجيا. وكانت الكرة الأرضية وسط أبخرة كثيرة وسحب كثيفة ونيران جهنمية وأمطار غزيرة. وكون الأرض تدور حول الشمس بمحور مائل أنشأ بأمر الله نظاما متوازنا بين كل العناصر. ثم خلق الله ما شاء من نباتات وأشجار. وطبعا لم يتحول البخار إلى ماء حتى بلغت برودة الجو درجة معينة. ولما ارتفع علو الماء في البحر بردت قشرة الأرض التي تحته تدريجيا ونقصت قوة البراكين هناك بعض الشيء. فكانت هناك أعظم من التي كانت في أعلى السطح لأن عمق الحفرة أقرب إلى باطن الأرض. بعد ذلك فوق اليابسة أي " القارة البدائية " التي كانت حينئذ قطعة واحدة يحيط بها بحر واحد ازداد هيجان البراكين أكثر مما كان نتيجة فقدان التوازن بين مختلف القوى على سطح الأرض. فازداد عددها وامتدت اليابسة بخروج الحمم بسرعة أكثر. فكانت القوى الباطنية هناك هائلة جدا والزلازل عظيمة إلى حد انشقت بها تلك اليابسة إلى أجزاء متعددة. وكان الانشقاق إما عميقا فنتجت عنه قارات، أو سطحيا بدون انفصال فنتجت عنه أفرشة الأنهار. وبقي خروج الحمم متواصلا. وبدأت القارات تبتعد عن بعضها البعض لأن القشرة وهي مكونة من قطع متجاورات كانت تدور هي أيضا حول المحور منفصلة عن دوران الطبقات الباطنية. فجبالها كانت لا تزال بدائية. وكانت كلها براكين ثائرة وقممها ترتفع بفعل الدفع العمودي تدريجيا إلى أن أصبح علو معظمها كافيا للتغلب على قوى خروج الحمم. ثم بدأت طبقات الجبال تبرد شيئا فشيئا إلى أن تصلب جلها. حينها توقف تباعد القارات أو نقص معظمه كثيرا إلى حد التوقف. وسرعة دوران التفكك تنقص مع مرور الزمن مما يضعف أيضا قوة خروج الحمم.  


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة