٣٤- خلق السماوات والأرض (42/50)
٣٤ج٩- الليل والنهار في السماوات وفي النشأة الأولى:
٣٤ج٩أ- إن الله خلق الليل والنهار وجعل تعاقبهما على كل خلقه باستثناء جنة الخلد. فنورها دائم وكذلك ظلها. وظاهرة الليل والنهار العلوية يراها في النشأة الأولى الملائكة. وأيضا الذين انتهت حياتهم الدنيوية كالشهداء وأرواح المؤمنين في جنة المأوى والأنبياء في مختلف السماوات. ولا تراها أرواح الكافرين التي في سجين. فهي في ظلمة. أما الإنس الذين في العوالم الكوكبية فلا يرونها. فعلى أعينهم غطاء يمنعهم من رؤيتها ورؤية الملائكة لكي يؤمنوا بذلك بالغيب.
٣٤ج٩ب- الليل والنهار عند الله في العالم العلوي: فقرة ٣٢ث٦
٣٤ج٩ت- الليل والنهار في السماوات السبع: ( أنظر الرسم ٤ )
روى علي كرم الله وجهه أن الكرسي لؤلؤة وطوله لا يعلمه إلا الله تعالى ». فهو بذلك يقتبس جزءا من نور العرش. وهذه اللؤلؤة حلقة دائرية عظيمة تحيط بالحلقات السماوية والأرضية. نصفها في نور والنصف الآخر في ظل العرش. ويتعاقب الليل والنهار عليها كما يتعاقب على جوانب العرش ( تحت دوران الستور التي فوق الحجب ). وهكذا يكون النصف العمودي للحلقات السماوية والأرضية في نور الكرسي بينما النصف الآخر في ظل. ويتعاقب على تلك الحلقات إذن نور الكرسي وظله. فذلك هو الليل والنهار فيهن. ويدوم كل منهما خمسمائة سنة لأن اليوم كألف سنة من سنواتنا. فمن مهام الكرسي أن يأخذ جزءا من نور العرش ثم يعكسه على السماوات والأرضين عبر فتحتيهما الأمامية والخلفية سواء بالليل أم بالنهار. ولا فرق بين الليل والنهار إلا للأبصار. أما ظهر السماء السابعة فنور الكرسي ينزل عليه مباشرة. أما أعلاها وأوسطها فينزل عليه بلا شك نور جوانب العرش مباشرة أيضا عبر فتحة الكرسي العليا. وهذا النور ضروري للخلائق وللمادة الدنيوية وذراتها وتوسعها كما رأينا. والكرسي يحفظ بالتالي السماوات والأرض من نور جوانب العرش المباشر ( باستثناء سدرة المنتهى وجنة المأوى ) لأنه لو وقع عليهما لتحطمتا. قال الأعمش عن كعب الأحبار: إن السماوات والأرض في العرش كالقنديل بين السماء والأرض.
وبما أن الحلقات السماوية مقوسة من الأمام إلى الخلف فعندما يكون الليل من جهة الأمام يكون النهار من جهة الخلف. وزاوية هذا القوس مائة وعشرون درجة أو أقرب. وتصلح لتعاقب الليل والنهار هناك. والحلقات مفتوحة بزاوية مقدارها ستون درجة من الأمام ومن الخلف. ومن هناك يدخل نور الكرسي فيهن. ولو كانت زاوية القوس أقل من مائة وعشرين درجة لما كان والله أعلم تعاقب لليل والنهار هناك لأن في هذه الحالة نور الكرسي المرئي الذي يأتي من الأمام مثلا سيقع على الحلقات في أمامها وخلفها في نفس الوقت. فزاوية التقوس هي التي تحدد إذن تعاقب الليل والنهار. كلما كانت كبيرة كلما أصبح النهار فقط من جهة والليل من الجهة الأخرى ( كما أن الشكل الكروي للأرض هو الذي يجعل نصفها مظلما أي في زاوية مائة وثمانين درجة ونصفها الآخر تحت أشعة الشمس ). ويجب أيضا أن تكون الزاوية التي فتحت بها الحلقات كافية لدخول النور إليها. ونور الكرسي عندما يدخل إلى الحلقات السماوية يعكسه كل سقف على السماء التي تحته.
ملاحظة: إن كل سقف سماوي صلب جدا وكثيف ( وربما في جوفه بحر ) لكيلا يمر عبره إلى السقف الذي تحته إلا جزء ضئيل جدا من نور الله. فرغم صلابته يمر حتما قليل من النور عبر فراغاته لأن كل شيء مخلوق كما رأينا فيه فراغات. وبالتالي كل سماء تأخذ معظم نورها من حلقة الكرسي مباشرة بعد أن يعكسه السقف الذي فوقها عليها.
٣٤ج٩ث- الليل والنهار في الحلقات الأرضية والعوالم البينية:
نور الكرسي يدخل إلى عالم الكواكب أيضا عبر الفتحتين الأمامية والخلفية لحلقة السماء الأولى. وتعكسه هذه السماء على كل ما تحتها والله أعلم.
٣٤ج٩ج- الليل والنهار في العوالم الكوكبية:
خلق الله الشموس والأقمار وباعد بين النجوم بعدا كافيا. فساهم ذلك في إيجاد ظاهرة الليل والنهار الكوكبية المرئية بالنسبة للإنس والحيوانات. ودوران أرضنا حول نفسها أمام الشمس هو الذي يخلق تعاقبهما فيها.
إرسال تعليق