٣٤- خلق السماوات والأرض (14/50)
• خلق مختلف العناصر:
إن الله بعملية الفتق يجعل الأجزاء الرتقية تلقى بعيدا عما تبقى من الرتق في المركز لكيلا يجذبها هذا الأخير إلا بقدر معين وأيضا لكيلا يؤثر على عملية خلق العناصر ( أو الكواكب إذا تعلق الأمر بمراكز المجرات أو المجرات إذا تعلق الأمر بالمركز العظيم ). فتخلق الذرات بعيدا عن الرتق المركزي ثم تتشابك فيما بينها لخلق البلورات ثم تعود مادة إلى المركز بدوران الضغط. ورأينا مثالا عن الدخان. وجميع العناصر يمكن أن تكون دخانا. فأنزل الله الحديد. أي أنزله من موقع خلقه لأنه لم يخلق قريبا من الرتق المركزي. ولو فتقت ذرات رتقه قريبا منه لجذب هذا الأخير جزيئاته إليه ولمنع خلقه في ذلك المستوى منه. فحديد الأرض خلق إذن في فضائها بعيدا عن حدود الكرة الأرضية ( كما يستنتج أيضا من القرآن ) لكن داخل حدود جاذبية الرتق الذي في قعرها. ثم أنزل إليها إما أثناء دوران الضغط في يومها الأول كالحديد الذي أصبح سائلا حاميا في القعر كما قيل أو بتساقط كتل منه عليها إما مع بداية دوران تفككها أو يوم تقدير أقواتها. أما الذهب فبلا شك خلق في فضائها في مستوى أبعد من الذي خلق فيه الحديد ثم أنزل إليها. فربما كلما كان عدد الإلكترونات والبروتونات كبيرا وبالتالي حجم القطعة الرتقية الذرية أيضا كبيرا كلما كان خلق الذرة بعيدا عن الرتق المركزي الذي في قعر الكوكب. وبذلك تبقى نسبيا نفس الجاذبية لخلق أية ذرة. فإذا كانت خفيفة خلقت قريبا وإذا كانت ثقيلة خلقت بعيدا والله أعلم. وهذه الأشياء خلقت أولا على شكل غبار أو دخان كالذي خلقت منه السقوف السبعة. وهي من خزائن الله. ولا ينزلها إلا بقدر معلوم.
حاليا يعتقد علماء الفلك بأن العناصر كالحديد وغيره خلقت بتحول مواد أخرى أخف منها في باطن النجوم الكبيرة ثم أقذف بها في الفضاء. وبالتالي حسب قولهم ربما خلقت الأرض والشمس من بقايا انفجار نجم كبير لكن هذا السيناريو غير صحيح تماما بل الذي قد يحدث في باطن النجوم هو تدمير عدد من ذرات معينة لتتلاصق أجزاؤها وتعود رتقا أكبر من الأجزاء الرتقية التي كانت في تلك الذرات. ثم بعد انفجار النجم تقذف هذه الأجزاء في الفضاء بعيدا عن رتق النجم المركزي ليخلق الله منها بعد فتقها معادن معينة. أي في جميع الحالات لا تخلق المعادن إلا بمسافة معينة عن الرتق المركزي الذي في القعر سواء مباشرة أثناء خلق الكواكب والنجوم أم بعد انفجارها كل طبقا لما أراد الله.
أما الإدماج النووي بين العناصر التي لها قطع رتقية بنفس الحجم كالهيدروجين والهليوم مثلا فيمكن أن يحدث في باطن الشموس بينما العناصر التي لها أجزاء رتقية أكبر فلا تخلق إلا في الفضاء بعد انفجار النجم إن اتحدت فيما بينها وهي في داخله أو بعد فتق كتلة رتقية ونشأت عنها مباشرة أجزاء رتقية كبيرة لخلق المعادن. وكل ذلك لا يقع إلا بفعل الله المباشر الذي يحدد أيضا عدد الإلكترونات والبروتونات الذي يجب أن يدخل بعضها في النواة وبعضها حولها. ويتبين من هذا أيضا أن الإنسان يستحيل عليه أن يخلق قطعة من ذهب ( أو أي معدن أساسي آخر ) أو أن يحول أي مادة أخرى إليه لأن كل ذرة من أي عنصر لها قطعة رتقية في نواتها بحجم معين خاص بها وعدد معين من الإلكترونات والبروتونات وغير ذلك تدور بموازين ربانية.
ثم لماذا سنتخيل أن الله خلق الأرض من بقايا انفجار نجم كبير واستعمل ﻷجل ذلك عناصره التي خلقت في باطنه كما يقولون وكأنها لا يمكن أن تخلق دون نجوم ؟ فإذا كان الأمر حدث كما يزعمون فكيف خلقت العناصر بكميات هائلة جدا كالحديد والنحاس والفضة والذهب التي خلقت بها السقوف السبعة والتي لا علاقة لها هنالك بالنجوم إطلاقا ؟ ( ونحن نؤمن بما جاء في الرواية عن السماوات السقوف )
• فناء الذرة:
يوم الفناء أو فناء الذرة سينتهي دوران التفكك بزلزلة ذرية. وستزداد سرعة هذا الدوران فجأة وتنفجر النواة. وسيقذف بما فيها من عناصر. وسنرى أن نفس الأمر سيحدث للأرض ولكل كوكب يوم الفناء. ثم بعد الانفجار ستعود كل العناصر الذرية والتي تفككت جزيئاتها ليدمج بعضها بعضا ثم بالرتق المركزي الذري. أي ستعود رتقا كما كانت قبل خلقها.
إرسال تعليق