U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - سرعة الملائكة وأنوارهم -0164


   

٣١- السرعة في الوجود (2/3)

 

 

سرعة الملائكة وأنوارهم:

إن الملك إذا عرج في اتجاه العرش سواء بالليل أم بالنهار فحجمه يزداد لأن كل شيء يتوسع مع ازدياد نور الله عليه ( ونور الليل له نفس الخصائص كنور النهار إلا أنه لا يرى. ويدوم كل منهما خمسمائة سنة ) وتزداد بالتالي سرعته بازدياد قوته وازدياد جاذبية السماوات عليه باقترابه منها. وعكس ذلك إذا نزل. فيقطع دائما إن كان ملكا عاديا ما بين كل سماء وسماء في مدة مقدارها خمسمائة سنة إن لم يستعمل المعراج. وكل ملك له نور ظاهر عليه. كلما صعد كلما نقص لأن نور السماء يهيمن عليه تدريجيا. وعندما يبلغ درجته العليا لن يبقى له إلا نور التوسع الذي به تتوسع ذراته مع توسع وارتفاع السماء إلى يوم الفناء. وقد يستطيع بهذا النور المخزون لديه أن يرتقي مسافة ما إلى الأعلى فوق درجته لكنه لا يستطيع أن يتجاوز حدا معينا وهو الحد الذي سيصل إليه يوم الفناء وإلا اسود جسمه واحترق. فجبريل الذي في أعلى السدرة قد يستطيع أن يعرج منه حتى يصل تقريبا إلى فتحة الكرسي العليا أي إلى المستوى الذي سيصل إليه أعلى السماوات يوم الفناء.

فنرى أن للملك سرعتين في الاتجاه العمودي، وسرعة واحدة في الاتجاه الأفقي.

- سرعة ذاتية حسب النور الذي خلق منه وحسب حجمه وعدد أجنحته وقوتها وحسب المستوى الذي هو فيه. فإذا ذهب في اتجاه أفقي أي لا يقترب من العرش ولا يبتعد عنه فسرعته لا تزداد ولا تنقص تلقائيا ( في هذه الحالة يتحرك بسرعته الذاتية فقط والتي بلغها في ذلك المستوى الذي هو فيه. وإن كان في مستوى أدنى منه وتحرك في اتجاه أفقي أيضا فسيتحرك بسرعة ذاتية أصغر من الأخرى ﻷن حجم جسمه سيكون أصغر أيضا ).

- وسرعة يمنحاه إياها نور السماء وجاذبيتها إن سافر في اتجاه عمودي، أي نور المستويات التي يمر منها أثناء سفره. كلما عرج كلما جذبته السماء وازداد حجما وقوة. والعكس إذا نزل. أما إذا استعمل المعراج فيحمله إلى مقصده في لحظة أو لحظات.

ملاحظة: إن الملك أثناء صعوده يعرج إلى سماء ترتفع هي أيضا. وبالتالي تزداد مسافة صعوده. وأثناء نزوله فهو ينزل إلى سماء ترتفع. بالتالي تنقص مسافة نزوله. وتدوم مسيرته دائما ودون استعمال معراج خمسمائة سنة سواء في الصعود أم في النزول. هذا يعني أن الاقتراب من الله في نور الكرسي أسهل من الابتعاد عنه. ذلك لأن الدنيا كلها ترتفع. وهذا يشبه السباح الذي يسبح في اتجاه التيار. أما في الآخرة فمسافة النزول أو الصعود بين درجتين منها لا تتغير لأن الدرجات هناك ثابتة لا ترتفع، ولا يوجد تيار فيها باستثناء جاذبية العرش إلى الأعلى بالنسبة لكل المؤمنين وجاذبية الرتق إلى الأسفل بالنسبة للثقلين.

وعند اقتراب الليل العلوي تبدأ أنوار الملائكة تظهر عليهم تدريجيا أكثر مما كانوا وهم في النهار حتى وهم في مستوى درجتهم لأن النور المرئي في سمائهم أصبح ينقص تدريجيا أيضا. وفي منتصف ليلهم يصل نورهم الظاهر إلى قمته. ثم عندما يقترب صباحهم يبدأ نورهم هذا ينقص شيئا فشيئا، أي لا يعود ظاهرا عليهم بنفس القوة كما في الليل. وربما هذا يفسر لماذا رأى محمد الملائكة كالغربان أي في السواد فوق أغصان وأوراق سدرة المنتهى. لما غشيها نور الله أصبح كل من عليها سوادا في نور. ويفسر أيضا الحديث الشريف الذي فيه: لو أن حوراء من جنة الخلد نزلت إلى الأرض لأضاءت الشمس معها سوادا في نور.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة