٢٨أ- ليلة القدر ليلة مباركة فيها يفرق كل أمر حكيم من اللوح المحفوظ ويتنزل بين السماوات السبع والأرضين السبع (أنظر الفقرة ٢٧ب) قال تعالى﴿ أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين ﴾(٥-٤٤) وبلا شك لم تكن ليلة قدر قبل استواء الله على العرش ولا قبل خلق ملائكة الدنيا لأن أمر السنة يفرق من اللوح ليعلم به هؤلاء الملائكة ولينفذوا ما كان خاصا بمهامهم في عالم الأرض. بل لم تكن تلك الليلة قبل خلق الجن والإنس لأن الأمر فيها يخصهم وحدهم والله أعلم. فقبل استواء الله على العرش كانت الحيوانات قد خلقت منذ ملايين السنين. وبما أن ليلة القدر لا تعنيها فيمكن القول أن ما يخص الجمادات والحيوانات لا تعلم به الملائكة إلا في حينه إلا ما شاء الله. أما بعد طلوع الشمس من المغرب ثم موت كل المؤمنين ( والمسلمون هم الذين يحيون هذه الليلة بقيام العشر الأواخر من رمضان ) ومع اضطراب حركة الكواكب يومئذ فربما لن تكون ليلة قدر في السنين المتبقية إلى يوم الفناء أو على الأقل بالشكل المنتظم كما يحدث الآن. فلن يعلم الملائكة حينها ما سيحدث وما عليهم تنفيذه إلا في حينه والله أعلم (أنظر الفقرة ٤٤ت١ب٦)
٢٨ب- تنزيل الملائكة والروح:
قال تعالى﴿ تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ﴾(٤-٩٧) ففي هذه المناسبة يرغب الملائكة في النزول إلى الأرض لأنهم اقتربوا منها بعد نزولهم من سدرة المنتهى إلى العالم البيني بين الأرض الأولى والسقف الأول لينظروا إلى كل معني بالأمر الحكيم من الجن والإنس وهم عالمون بما سيحدث لكل واحد منهم خلال السنة المقبلة. ولا ينزل أي منهم إلا بإذن الله. وينتهزون الفرصة لينظروا إلى أحوال العباد ويسلموا على المؤمنين.
٢٨ت- سلام هي حتى مطلع الفجر:
هذا السلام يعني أن الملائكة لا ينزلون في تلك الليلة إلا بالرحمة والبركة والسلام على المؤمنين حتى يطلع الفجر.
٢٨ث- ليلة القدر آخر ليلة في السنة " القدرية ":
إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا يوم خلق السماوات والأرض. بالتالي كل الخلائق العاقلة الموجودة في العوالم الكوكبية والتي رأينا تصنيفها من قبل قد يمر عليها الحول بنفس عدد الشهور لكن مدة أيامها وشهورها وأعوامها تختلف حسب أعمارها وحجم كواكبها ومواقعها في الحلقة اﻷرضية ( وربما كلما كان الكوكب بعيدا عن الوسط كلما كان طول يومه كبيرا. فالذين لا يموتون من اﻹنس حتى تقوم الساعة أيامهم بلا شك طويلة ). وهذا ربما يعني أن كل كوكب فيه ناس له بالتالي قمر يدور حوله بنفس عدد الشهور في السنة ويدور هو نفسه حول شمس ليتمكنوا من حساب الزمن مثلنا. وليلة القدر يفرق فيها كل أمر حكيم: فإن كان كل أمر على الإطلاق كما يبدو من القرآن فسيكون طبعا أمور أهالي كل الكواكب. أي في هذه الحالة ستكون ليلة القدر نفس الليلة لكل الخلائق المختلفة من الجن والإنس تطول عليهم على قدر طول لياليهم تبدأ بعدها مباشرة السنة "القدرية ".
إرسال تعليق