٢٧ت- أيام الله:
قال ابن مسعود « إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار » فهو سبحانه النور الأزلي الأبدي. زمنه كله نور. أما اليوم الذي في قوله تعالى﴿ وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ﴾(٤٧-٢٢) فهو بالنسبة للذين عنده الذين لا علاقة لهم بأضواء الشموس بل بنور الكرسي أو بنور العرش أو بنور الحجب. وكل هذه الأنوار من نور ذات الله.
وعن عكرمة نور العرش من نور الحجب ( فقرة ٢٥أ ). فالحجب فوق جوانب العرش وتحت رداء الكبرياء. أما فوق وسطه فلا يوجد إلا هذا الرداء في الأعلى. وهو حجاب من نوع آخر. قال ابن مسعود " نور العرش من نور وجه الله ". ونور الحجب أيضا من نور وجهه تعالى.
وفي حديث رواه ابن أبي حاتم « يدخل فقراء المسلمين قبل الأغنياء ( الجنة ) بنصف يوم خمسمائة سنة ». وفي حديث رواه أبو داود « إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم ». فأيام الله بارزة على الدوام في جنة الخلد. فالنور ينزل عليها باستمرار ليس فوقها إلا العرش والله سبحانه بدون حجب إلا رداء الكبرياء. واليوم فيها ألف سنة يتكرر دون ليل بين الأيام. قال تعالى عن الكافرين﴿ للذين لا يرجون أيام الله ﴾(١٤-٤٥). فلا يوجد في العالم العلوي إلا نور الله أي لا شمس هناك كما قال تعالى عن جنة الخلد ﴿ لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ﴾(١٣-٧٦). حتى في يوم القيامة ستشرق الأرض بنور الله﴿ وأشرقت الأرض بنور ربها ﴾(٦٩٣٩). أما دنو الشمس يومئذ، وهي أعظم من شمسنا هذه، فسيكون فقط للتعذيب أو للتطهير قبل الحساب.
إرسال تعليق