U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - تدبير الأمر من السماء -0152

   

٢٧- أمر الله وأيام الله (3/5)

 

 

٢٧ب٥- تدبير الأمر من السماء:

قال تعالى﴿ ثم استوى على العرش يدبر الأمر ﴾( ٣-١٠) وقال أيضا﴿ يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ﴾(٥-٣٢) يدبر الأمر كله إما بنفسه أو يرسل رسولا إلى أي مكان يريد. والأوامر السنوية التي نزلت في ليلة القدر إلى السماء الدنيا يدبرها من هناك وهو فوق عرشه إلى الأرض أي إلى العوالم الكوكبية فيوحي في حينه إلى ملائكته بتنفيذها. فهو حاضر معهم على الدوام بوحيه.

ومعنى الآية السابقة هو أن الله يدبر أمر الأرض من السماء التي يبعد مستواها عنها بمسافة خمسمائة سنة. فأمر كل أرض من الأرضين السبع لا يدبر من الأرض بل من العالم البيني الذي فوقها مباشرة. أي هناك يوجد ديوان الملائكة الذين يقومون بالتنفيذ. فكل كوكب في الحلقة الأرضية يبعد عن مكان تدبير أموره بمسافة مقدارها خمسمائة سنة لا أقل. وهذا يعني إذا كان هذا الكوكب في أعلى الحلقة فمكان تدبير أموره يوجد في أعلى العالم البيني الذي فوق تلك الحلقة مباشرة. وإذا كان في أسفلها فمكان تدبير أموره في أسفل الحلقة البينية. وإذا كان في الوسط كان ديوانه في الوسط أيضا. وإذا كان في اليمين كان ديوانه فوقه في اليمين  ...وهكذا. فيرسل الله الملك بأمره من العالم البيني إلى كوكب ما ثم يرجع إلى مكانه. فيكون قد قطع مسافتي الذهاب والإياب اللتين تساويان معا ألف سنة قمرية مما نعد نحن. لكن يقطعها هو في لحظات في المعراج. ولولاه لقطعها في ألف سنة إن كان من أقل الملائكة سرعة. فتدبير أمور الأرض الرابعة مثلا يكون من العالم البيني الذي تحت الأرض الثالثة. حتى القرآن نزل أولا جملة واحدة إلى بيت العزة الذي في العالم البيني بين الحلقة الأرضية الأولى وسقف السماء الأولى وهو يبعد عن كوكبنا بمسافة خمسمائة سنة. ثم كان ينزل به جبريل مفرقا من هناك إلى نبينا محمد . وطبعا قد ينزل ملك بأمر الله من سدرة المنتهى إلى الأرض مباشرة لكن أدنى ديوان لتدبير الأمر يبعد عن مكان تنفيذه إن كان في الحلقة الأرضية بمسافة خمسمائة سنة لا أقل. وعندما تنتهي مهمة أي ملك في الأرض يعرج إلى مقامه في سدرة المنتهى في يوم مقداره خمسون ألف سنة لكن في زمن قصير جدا إن عرج في المعراج. ورأينا في الفقرة ٢١د٥ أن مستويات دواوين الملائكة الرسل التي في العوالم البينية الأرضية تتطابق مع مستويات في الجزء الأعلى من سدرة المنتهى.

ونشير أن الملائكة أيضا يتعاقب عليهم الليل والنهار كل منهما يدوم خمسمائة سنة. فمنهم من لا ينزل بأمر الله إلا بالليل وآخرون بالنهار فقط ربما باستثناء الملائكة العظام كجبريل وميكائيل ( فقرة ٢٥ج٥) وغيرهما الذين في وسط السدرة. فهؤلاء قد ينزلون وقت ما أراد الله بالليل أو بالنهار والله أعلم. وقال تعالى﴿ وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ﴾ (٥٠-٥٤) فأمر الله يصل إلى الملك بسرعة البرق وينفذه الملك في لحظات أو في ما شاء الله من الزمن. ومن الملائكة أيضا من يعرج بأخبار وأعمال أهل الأرض كما جاء في الحديث. ثبت في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ « إن الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه ويرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل... الخ » أي عمل نهارنا نحن قبل ليلنا.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة