٢٢- العوالم عند الله (5/6)
٢٢ت٢- الذين حول العرش: < فقرة ٤٤ج١٠
الذين حول العرش ليس فوقهم إلا الحجب. ويرونها مباشرة. ومكانهم يبين أنهم أقوى خلق الله بعد حملة العرش. وهم أعظم ملأ في الوجود. يطوفون حول العرش ويستقبلونه في صلاتهم ويسبحون بحمد ربهم ليلا ونهارا. جاء في رواية عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن آدم لما أهبط إلى الأرض قال الله له: " يا آدم إني قد أهبطت لك بيتا تطوف به كما يطاف حول عرشي وتصلي عنده كما يصلى عند عرشي ". وكلهم يزدادون حجما وطولا مع مرور الزمن بتزايد النور عليهم بكشف الله لحجبه.
وكل واحد منهم له مقامه من العرش. أما عن موقعهم منه بالضبط فانظر الفقرة ٤٤ج١٠ .
أما عددهم فلا يعلمه إلا الله. قيل أكثر أو ضعف أو ثمان مرات الذين تحت العرش من الملائكة والجن والإنس إلا أن هذا لا يتماشى مع ضخامة أجسامهم التي جاء ذكرها في رواية. جاء عن ابن عباس أن ما بين أخمص قدم أحدهم إلى محسه مسيرة ثلاثة آلاف سنة ( أنظر الفقرة ٤٤ج١٠ ). ولو كان عددهم بحجمهم هذا مثلا ضعف الذين تحت العرش من الملائكة والجن والإنس لكان عرض الفضاء الذي يحتلونه ملايين مرة قطر العرش ( لفهم ذلك أنظر تفاصيل حسابية رقم ٧ عن قطر العرش ومقارنته بعالم اﻵخرة في أواخر الكتاب ). وهذا لا يبدو مقبولا لأنهم في هذه الحالة لن يكونوا كلهم تحت الحجاب الأسفل. فبعضهم سيكون مباشرة تحت الحجاب الذي فوقه وبعض آخر تحت الذي فوق هذا الأخير ... الخ ( كلما ابتعدنا عن العرش أفقيا كلما قل عدد الحجب حتى أن بعضهم سيكون تحت نور رداء الكبرياء مباشرة ). بالتالي الأبعد منهم عن العرش سيكون هو الأقوى. وهذا غير صحيح لأن حملة العرش أضخم أجساما وأقوى منهم هم تحت الحجاب الأسفل وقرب العرش. بالتالي هنا احتمالان راجعان إلى مدى صحة ما جاء في رواية ابن عباس ( أنظر الفقرة ٤٤ج١٠ ):
إما يكون عددهم فعلا ضعف الذين تحت العرش من الملائكة والجن والإنس. وفي هذه الحالة طولهم سيكون فقط ثلاث مرات طول ملائكة أعلى ملأ في السماء السابعة وليس ثلاثة آلاف سنة ثم عرض الفضاء الذي سيحتلونه يوم الفناء ( أي يوم إتمام خلقهم جميعا ونهاية ازدياد حجمهم ) يجب أن لا يزيد ولا ينقص عن ثلاث مرات عرض الفضاء الذي فيه أعلى ملأ في السماء السابعة يومئذ.
وإما يكون طولهم فعلا ثلاثة آلاف سنة. وفي هذه الحالة عددهم ليس كما في الاحتمال الأول ولا يعلمه إلا الله ولا علاقة له بعدد الذين في الدنيا. لكن عرض الفضاء الذي هم فيه ربما قد يكون هنا أيضا ثلاث مرات عرض الذي فيه أعلى ملأ في السماء السابعة لكي يكون عرض صفوفهم أيضا ثلاث مرات عرض صفوف ملائكة أعلى سدرة المنتهى يوم نزول الكل إلى أرض المحشر ( ذلك لأن عرض صفوف ملائكة كل سماء هو كما سنبين في محله ثلاث مرات عرض صفوف ملائكة السماء التي تحتها ). وهو كطول أعلى جنة الخلد ( وطولها يساوي ثلاث مرات عرضها كما سوف نرى ). وهو أصغر شيئا ما من المسافة بين قائمتين من قوائم العرش ( عليك بقراءة الحسابات في أواخر الكتاب ليتبين لك كل ذلك والله أعلم ). وبهذا العرض سيتمكنون كلهم يوم القيامة من الاقتراب كثيرا من أرض المحشر المستطيلة ليكونوا عن يمينها وعن شمالها تحت العرش محيطين مباشرة بملائكة الدنيا بعد مجيئهم ومرور نصفهم بين اثنين من حملة العرش من جهة اليمين ومرور نصفهم اﻵخر بين اثنين من حملة العرش من جهة الشمال.
إرسال تعليق