U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - برازخ النفوس الميتة - برازخ النفوس النائمة - برازخ الأرواح الجديدة -0057


   

١٨- شهادة ذرية آدم- برازخ الأرواح والنفوس (2/2)

 

 

البرازخ:

قال تعالى﴿ كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ﴾(٢٧-٢) وهذا بلا شك يدل على أننا قبل حياتنا في هذه الأرض كنا أمواتا في السماء كما سنكون أمواتا أيضا بعد مغادرتنا لها (( فالموت ظاهرة مخلوقة كما رأينا سابقا وكما ذكر في القرآن: "الذي خلق الموت والحياة (٢-٦٧) " فخلقنا الله في أول الأمر أمواتا أي أرواحا دون أنفس واعية. أما العدم المحض فليس بموت لأن الموت صفة لموجود )) وقوله تعالى﴿ يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي ﴾(٢٧إلى٣٠-٨٩) ربما يدل أيضا على أن الروح كانت في السماء. ثم بعد الموت إن كانت مؤمنة ترجع إلى الله يعني إلى الأعلى ( أي الجنة ) اللهم إذا كان يقصد بالرجوع فقط العودة إلى الحياة بالبعث بعد الموت والله أعلم. فتعود النفس المؤمنة إلى الحياة بجوار ربها مرضية بعد حسابها. أي إلى حيث كانت في موتتها الأولى. أما النفس الكافرة فلا ترجع حيث كانت لا في موتتها الثانية حيث تطرح في سجين وﻻ بعد الحساب حيث تدخل النار. وفي كلتا الحالتين تظل بعيدا عن مقام الله.

 

١٨أ- برازخ النفوس الميتة:

النفوس الواعية إن كان لها برزخ بعد موتها فيوجد والله أعلم في العوالم البينية ( أي بين سماء وسماء ) في نفس مستوى برزخ الأرواح الغير واعية التي في مختلف جنات السماوات حيث تكون أرواح المؤمنين في أجواف طير خضر، أو في مستوى سجين بالنسبة لأنفس الكفار ( أي بين ارض السابعة ومركز الدنيا ). ورأينا في حديث الإسراء أن آدم تعرض عليه أرواح ذريته فيقول للروح المؤمنة: روح طيبة ونفس طيبة اجعلوها في عليين، ويقول للروح الكافرة: روح خبيثة ونفس خبيثة اجعلوها في سجين ( من رواية أبي سعيد الخدري ).

وعن ابن حبان في صحيحه عن النبي  قال عن روح المؤمن الميت أنها تصعد « ... ولا يأتون سماء إلا قالوا ( أي الملائكة ) مثل ذلك حتى يأتوا به أرواح المؤمنين فهم أشد فرحا به من أهل الغائب بغائبهم فيقولون ما فعل فلان فيقولون دعوه حتى يستريح فإنه كان في غم فيقول قد مات. أما أتاكم فيقولون ذهب به إلى أمه الهاوية »( والهاوية هنا هي في اتجاه سجين تحت الأرض السابعة ). وهذا يعني أن الأرواح موجودة بعد الموت وتتكلم وتنتظر أرواحا أخرى لتلحق بها.

 

١٨ب- برازخ النفوس النائمة:

بما أن الله يتوفى الأنفس حين منامها أيضا فلا شك أنه خصص لها مكانا أو إن صح القول "برزخا " مؤقتا في العوالم البينية أيضا ثم يرسلها إلى أجل مسمى. ويوجد حديث يخبرنا بأنه يكلف ملكا لأجل ذلك: روى ابن مردويه حديثا عن ابن عباس قال النبي » مع كل إنسان ملك إذا نام أخذ نفسه ويرده إليه فإن أذن الله في قبض روحه قبضه وإلا رد إليه »( ويتبين هنا أخذ النفس عند النوم وقبض الروح عند الموت ). وفي حديث ابن منده وغيره:" الأنفس تجتمع في الملأ الأعلى ".

 

١٨ت- برازخ الأرواح الجديدة :

وهو برزخ أرواح الناس التي لم تخلق أجساد أصحابها في الأرض بعد. فلا شك أنها موجودة في السماء ربما في جنة الخلد كما لوحت بذلك الآية القرآنية﴿ لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ﴾(٥٦-٤٤) أي ذاقت موتتها الأولى أحقابا عديدة منذ خلقت من آدم لكن لا في عذاب ولا في نعيم والله أعلم. فالناس كما جاء في القرآن يمرون من موتتين ( أنظر الفقرة ١٤ ). أما الأنفس الواعية فلا تذوق الموت إلا لحظة انفصالها عن الأجساد كما في الأرض. والكفار طبعا لا يؤمنون بالموتتين هاتين لأنهم لا يؤمنون بوجود الآخرة وإنما بموتة واحدة تهلكهم إلى الأبد كما جاء في القرآن على لسانهم﴿ إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين ﴾(٣٥-٤٤)

   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة