١٤- الموت مرتان ومصير الأرواح (12/13)
١٤ث- القبر وأرواح الموتى:
إذا كانت أرواح المؤمنين بعد الموت في مختلف السماوات السبع وأرواح الكفار في سجين فماذا يحدث في القبور في أرضنا إلى يوم البعث بعد سؤال القبر ؟ في الرواية نلاحظ السلام على أصحاب القبور ( عندما تزور قبر الرسول ﷺ وتسلم عليه يرد الله إليه روحه فيرد السلام. أي يرد روح النبي ﷺ الذي هو حي في جنة المأوى إلى القبر الذي في الأرض ليكون على علم بمن سلم عليه. وكان ﷺ يسلم على أصحاب القبور مما يؤكد أنهم يسمعونه. وهذا من غرائب النشأة في العالم الآخر ). فربما هذا يعني أن الإنسان يفيق في قبره أحيانا أو في أوقات معينة. مثلا عندما يزوره أهله أو بالضبط أحب أهله إليه كما رأينا في الحديث والله أعلم:« نم نومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك » أو يوقظه الله بنفسه فيجد نفسه وهو في القبر إما في روضة من رياض الجنة أو في حفرة من حفر النار ثم يرجع إلى النوم من جديد. فالقبر في الأرض هو مكان العرض في اليقظة. رهيبة بالنسبة للكفار جميلة بالنسبة للمؤمنين. عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال « إذا مات أحدكم عرض على مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار. فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله عز وجل يوم القيامة»( رواه البخاري ومسلم ). ولقد سخر سبحانه السماوات والأرض للإنسان: الأرض لحياته ويقظته ( وفي القبر أيضا) والسماوات لروحه بعد موته ( بالنسبة للمؤمن ) وربما لنفسه أثناء نومه والله أعلم.
وهل تنزل الأرواح إلى الأرض وتختلط بالناس ؟ في الحديث « أعمال الأحياء تعرض على الأموات من الأقرباء والعشائر في البرزخ ». وقال عيسى عليه السلام﴿ فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم﴾(١١٧-٥). ومن حديث آخر (فقرة ١٨) نستنتج أن الأرواح لا ترى مصير من في الأرض والأموات الجدد هم من يخبرونها بما وقع فيها.
إرسال تعليق