١٤- الموت مرتان ومصير الأرواح (7/13)
وبما أن السماوات السبع حلقات في الرسم العمودي وأن الليل والنهار يتعاقبان على أمامهن وخلفهن فمن أقبل عليه الليل صعد إلى القناديل المعلقة بالعرش. وإذا أشرق النهار في الدنيا نزل إلى مستواه أي إلى جنة من جنات السماوات السبع. وسوف نرى أن كل نوع من الجن ومن معه من الإنس يوجدون وحدهم في وحدة فضائية في الحلقة الأرضية. ثم بعد موتهم تكون أرواح مؤمنيهم موزعة في وحدة فضائية في جنات المأوى الدنيوية من أقصى أمامها إلى أقصى خلفها كما سيكونون في جنة الخلد. وهم درجات بعضهم فوق بعض حسب إيمانهم وأعمالهم. وبالتالي من كانت منهم روحه في جنة المأوى في الأمام صعدت ليلا إلى الأبواب الأمامية من جنة الخلد. ومن كان في الخلف صعد إلى الخلف. ووجود خلائق عاقلة كثيرة غير الملائكة وبني آدم وبني إبليس ممكن جدا. وسوف نرى أنهم يوجدون فعلا بل ومن بينهم أصناف لا حساب عليها. ومن بينها من لا تموت حتى تقوم الساعة. ( أنظر التفاصيل والأدلة في الفقرة ٢١ب ).
وقد يتبين هنا لماذا يجعل الله أرواح بني آدم في أجواف طير. ذلك ليتمكنوا من الصعود إلى القناديل ثم النزول إلى مستوياتهم في جنات السماوات السبع وليتجولوا فيها بسهولة. فالمسافات هناك كبيرة. ويعرجون بسرعة في المعراج. جاء في حديث الإسراء في رواية أبي سعيد سعد بن مالك الخدري أن أرواح بني آدم بعد موتهم تعرج في المعراج. وأجساد الطيور التي هم فيها مخلوقة بلا شك في نور العرش. ونضيف أن في شهر رمضان تفتح أبواب جنة الخلد لكن من كانوا حينها قربها في ظل العرش لا يدخلونها لأن نورها أعظم من نورهم. ولا يدخلها أحد إلا بعد الحساب وتقسيم النور.
إرسال تعليق