١١- صفة الله " الأعلى " واتجاهات الكون (4/11)
١١ب٢- يمين الكون وشماله:
يمين الكون هو أيضا يمين العرش. والعرش فوق السماوات السبع كالقبة كما جاء في الحديث. وذلك يعني أنه يوجد في اتجاه واحد وهو طبعا الاتجاه الأعلى.
• لكن أين هذا الاتجاه الأعلى ونحن فوق أرض كروية تدور حول نفسها وحول الشمس، التي تدور هي أيضا في أطراف مجرة عظيمة ... ؟ فمبدئيا يجب أن يكون العرش فوق رؤوسنا. أي إذا رفعت بصرك إلى السماء يجب أن يكون اتجاهه إلى العرش أو على الأقل مؤقتا بالنسبة لمن في نصف الأرض لأن النصف الآخر سينظر في نفس الوقت إلى الأسفل أي في اتجاه الأرضين السفلى. ولكي يتأتى ذلك يجب أن يكون محور الأرض متوازيا مع العرش أو بالضبط مع جزء منه لأنه كالقبة ويكون الرسم الذي تسبح فيه كواكب المجموعة الشمسية متعامدا معه أو بالضبط مع جزء منه ( أما لو كان متوازيا مع العرش فذلك يعني أن محور الأرض سيكون متعامدا معه. وفي هذه الحالة عندما يرفع الناس رؤوسهم إلى السماء لن يكون العرش في اتجاه أبصارهم أبدا بل في اتجاه أمامهم أو ورائهم على الدوام أي بدون أن يرفعوا رؤوسهم. وهذا لا يتماشى مع كون العرش يجب أن يكون فوق رؤوسنا كما هو الحال في جنة الخلد ) بل وتكون الرسوم التي تسبح فيها الكواكب الحية التي فيها عقلاء متعامدة أيضا معه ! وكذا كل الحلقات السماوية والأرضية ( فلا يمكن أن تكون هذه الحلقات إلا متعامدة مع العرش لتكون السماء السابعة وبالضبط منطقتها المعمورة فوق السماوات الأخرى وأقرب إلى مقام الله منهن ). وفي هذه الحالة وهي الأرجح دوران الكواكب الحية هو في الحقيقة نزول وصعود. أي إن الأرض خلال دورتها حول الشمس تبتعد عن العرش نسبيا مدة ستة أشهر، وذلك نزولها، ثم تصعد وتقترب منه نسبيا ستة أشهر. والقمر حولها ينزل مدة نصف شهر ويصعد نصف شهر. ونزول الأرض وابتعادها عن العرش نسبي لأن المجرة بكاملها تدور حول نفسها وحول غيرها وتجري وتقترب منه بعجلة.
• للعرش يمين وشمال. ولأرضنا أيضا كما رأينا في الفقرة السابقة. وبما أنها تدور حول الشمس فلا بد أن يكون يمينها في نفس اتجاه يمين العرش في شهر من شهور السنة. ولا يحدث ذلك إلا عندما تكون إما في أعلى أو في أدنى مستوى لها في فلكها ( والأرجح هو عندما تكون في أعلى فلكها إذا اعتبرنا أن قطبها الشمالي هو أمام قطبها الجنوبي. أنظر الفقرة الموالية ). أما في أعلى موقع لها، في الشهر الذي تكون فيه بين الشمس والعرش، فتكون لياليها كلها موجهة إليه من غروب الشمس إلى الفجر. ولا تكون أنهرها كاملة موجهة إليه إلا بعد ستة أشهر عندما تكون في أدنى مستوى لها في فلكها، أي عندما تكون الشمس بينها وبينه.
إرسال تعليق