U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - هو الذي يدرك الأبصار -0015

   

٧- هو الذي يدرك الأبصار


 

من أفعال الله أنه يبدأ الخلق ثم يعيده. وقوانين النشأة الأولى مختلفة عن قوانين النشأة الثانية ( أنظر الفقرة ١٦ ). ولا يمكن رؤية الله في النشأة الأولى. حتى السماوات والأرض لن تتحمل تجليه لها كما قال عن الجبل﴿ فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ﴾(١٤٣-٧) ولا يمكن رؤيته إلا في الآخرة. وللمؤمنين فقط. فيظهر لأهل جنة الخلد مرتين في اليوم من خلال رداء الكبرياء والعرش طبعا ( والدليل في الحديث: " وإن أعلاهم منزلة لمن ينظر إلى الله تعالى في اليوم مرتين " ). أما الكافرون فمحجوبون يومئذ عنه ( كما جاء في القرآن ). وذلك لأن الأبصار لا تدركه أي لا تراه بمحض إرادتها، بل هو من يدرك الأبصار أي هو من يتجلى لها. ولا يتجلى إلا لمن يريد هو أن يراه. ويجعل البعض يراه والآخر لا يراه كما تجلى سبحانه للجبل وحده وموسى الذي كان بجانبه لم ير إلا هذا الأخير أصبح دكا فخر صعقا. فهو ظاهر وباطن في نفس الوقت﴿ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ﴾(١٠٣- ٦) والتفاسير التي بين أيدينا لهذه الآية ضعيفة ولم تفسر على هذا النحو مع أن معناها واضح ولله الحمد. ويوم القيامة سيكشف الله عن ساقه أولا﴿ يوم يكشف عن ساق ... ﴾(٤٢-٦٨). وجاء في صحيح البخاري قال النبي ﷺ «يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ... الخ ولن يستطيع الكافرون السجود».

بالتالي لا شك أن يوم خلق الله السماوات والأرض كان في ظلل من الغمام وغير ظاهر. ولولا ذلك لدكت الجبال دكا وكذا السماوات والكواكب تحت نوره الأعظم. ولا شك أيضا أنه كان في هيأة معينة تتناسب مع عمليات الخلق (( فبإمكانه أن يكون في أية هيأة أراد كما جاء في بعض الأحاديث منها حديث الصور ( رغم ضعفه فيه حقائق هامة نجدها متفرقة في أحاديث كثيرة ) وحديث البخاري عن أبي سعيد الخدري (...) قال فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة.. »)). أما عن هيأته العظيمة فهو الكبير لا شيء أكبر منه. في الحديث: عندما يطوي الله السماوات والأرض يوم الفناء سيكونان كالخردلة في يده الكريمة.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة