|
١ ت- الكمال والإتقان في الخلق:
من دلائل وجود الله أنه أتقن كل شيء ( كتاب تصنيف وتفسير آيات القرآن العظيم- فصل الله الخالق ١(١٩) ٢- فصل الله والخلق٤٠-٥٢ ). إتقان في الخلق وفي التسخير. جعل البارئ في كل خلق أشياء معينة بقدر ووسائل تحدد نوعه. بذلك يكون متوازنا في أحسن تقويم لا تضطرب أعضاؤه وخلاياه ولا يضرب بعضها بعضا. وينمو أو يتطور بنظام محكم ومبرمج حتى ينتهي أجله الذي حدد له ولجنسه. ذلك من آيات الله أيضا يدل على وجود مخطط: إنه الذي قدر فهدى.
التسخير داخل المجتمعات:
الإتقان في التسخير نجده أيضا داخل كل نوع. يوجد تفاهم ملحوظ بين أفراده. ويزداد تعقيدا كلما كان أكثر ارتقاء كالنوع البشري. ولولاه لهلك. والتسخير بين الحيوانات غريزي مما يدل على أن الله هو المسخر المباشر. أما بين البشر فنوعان: غريزي كالعلاقة بين الرجل والمرأة والأولاد، و"ضروري" لأجل البقاء ويفسر مختلف المهن والحرف. ويؤدي إلى التبادل أي الأخذ والعطاء بين أفراد المجتمع. وقائم بوجود طبقات ذات مستويات مادية وثقافية وعلمية وفكرية وجسمانية مختلفة. كل ذلك من فعل الله للمحافظة على بقاء نوع الإنسان. قال تعالى﴿ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ﴾(٣٢-٤٣)
التسخير بين المخلوقات المختلفة:
الإتقان في التسخير نجده أيضا بين مختلف المخلوقات وما يحيط بها. وعلى سبيل المثال كل ما يحتاجه الإنسان موجود وذلك من آيات الله. قال تعالى﴿ وآتاكم من كل ما سألتموه ﴾(٣٤-١٤). فكل مخلوق سخر له ما يحتاجه. وكل دابة إلا ونوع رزقها قد سبقها في الخلق ويتكلف سبحانه بهديها إليه. وما من دابة إلا على الله رزقها.
التسخير الإيجابي والتسخير" السلبي" :
التسخير الإيجابي هو ما سماه الله بالحسنة، بالنعمة، بالخير. والتسخير "السلبي" إن صح التعبير هو ما سمي بالسيئة، بالسوء، بالضر، بالمرض...الخ.
مثال عن المرض : وجود المرض ليس عبثيا ولا ناتجا عن خلل في إتقان الله لخلقه بل سبحانه هيأ جنودا معينة لكل مرض كما هيأ جنودا لمقاومته أو لعلاجه. ذلك إتقان في التسخير" السلبي" مما يزيد الأمور أكثر تعقيدا. ولا يقدر على فعل ذلك إلا الله الضار النافع والشافي. وجود المرض له غايات متعددة منها الابتلاء ويوحي بأن في الجسم توازنا عظيما يجب معرفته والحفاظ عليه. والمعرفة تقرب إلى الله. أما عن الشفاء» فما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء « وتسخير الدواء للداء من آيات الله. والشفاء ممكن كما قال إبراهيم عليه السلام﴿ وإذا مرضت فهو يشفين ﴾)٨٠-٢٦ (. ولولاه لظل كل مريض على حاله حتى يهلك.
إرسال تعليق