٥٥- بنو إسرائيل
(9/18)
١٠ت٩- وسبب الحكم بالتيه هو أنهم امتنعوا جبنا من دخول الأرض المقدسة محاربين ( أي بيت المقدس): يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (٢١-٥) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (٢٢-٥) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٣-٥) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (٢٤-٥) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (٢٥-٥) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمُ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (٢٦-٥) كتب الله لكم: أي جعلها لكم. ولا ترتدوا على أدباركم: لا تتراجعوا وتعودوا من حيث أتيتم فارين. جبارين: وهم هنا عمالقة الأجسام وذووا بأس شديد. حتى يخرجوا منها: لرؤيتهم لمعجزات موسى وخوفا من الجبارين أرادوا أن يتكلف الله بنفسه بإخراجهم. رجلان: قيل هما يوشع بن نون وكالب بن يوقنا. وكانوا من الاثني عشر نقيبا. يخافون: يخافون مخالفة أمر الله. أنعم الله عليهما: أنعم عليهما بالإخلاص له واليقين والثبات. وفوق ذلك كانا من النقباء. لا أملك إلا نفسي: أي ليس لي سلطان إلا على نفسي. فلا أقدر على أن أجبرهم على القتال. وأخي: لأنه نبي لا يعصي لك أمرا. فافرق: أي فافصل بحكمك. قال فإنها محرمة عليهم: وهذا هو حكم الله. فإنها: أي الأرض المقدسة. محرمة عليهم: أي أصبحت من الحرام لا يجوز لهم دخولها طيل تلك المدة ولن يستطيعوا. يتيهون: يسيرون متحيرين لا مقصد لهم ولا استقرار في مكان. وهذا حكم آخر فرض عليهم تنفيذه. فلا تأس: لا تحزن.
١٠ت١٠- وقيل يوشع بن نون هو من افتتح بيت المقدس بعد موت موسى ومضي الأربعين سنة. ومع ذلك كان من ضمنهم ظلمة: وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ يُغْفَرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (٥٨-٢) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (٥٩-٢) وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا تُغْفَرْ لَكُمْ خَطِيئَاتُكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (١٦١-٧) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (١٦٢-٧) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (١٠٤-١٧) وإذ قلنا: أي بعد التيه لأن تتمة الآية تدل على ذلك حين دخلوا القرية وبدلوا قولا غير الذي قيل لهم. وقيل أن موسى مات قبل ذلك. وبالتالي كان هذا القول على لسان يوشع بن نون والله أعلم. أما أثناء التيه فكانوا تائهين دون مقر ثابت. القرية: أي حيث بيت المقدس. وقيل أريحا. وادخلوا الباب سجدا: أي اسجدوا لله عند دخولكم. حطة: أي حط عنا خطايانا. وسنزيد المحسنين: أي سنزيدهم من عطايانا في الدنيا والآخرة. والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه. وبالامتثال لأمره هذا من كانت له خطيئة غفرت له. ومن كان محسنا ازداد أجرا. أي إذا كان قول حطة مع السجود عند دخول القرية سيغفر به ذنوب العاصين فإنه سيزيد في درجة المحسنين. الذين ظلموا: أي ظلموا أنفسهم عن قلة إيمان بالله بحرمانها من مغفرته وفضله. قولا غير الذي قيل لهم: قيل قالوا حنطة استهزاء ( أي حبة في شعيرة ) فرفضوا بذلك مغفرة الله لفسقهم. رجزا: عذابا. من السماء: ربما نزل العذاب من السماء على مشهد من قومهم. وقيل الطاعون وقيل غيره والله أعلم. من بعده: أي بعد عهد فرعون. الأرض: أرض الشام.
إرسال تعليق