٢٦- موسى
(10/18)
٥٠- ودافع عن موسى لكيلا يقتل مؤمن من آل فرعون ( وكان قبطيا. قيل هو ابن عم فرعون والله أعلم )
وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (٢٨-٤٠) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمُ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمُ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (٢٩-٤٠) آل فرعون: أي أسرته. فعليه كذبه: أي عليه ضرر كذبه لوحده. ذلك لأن موسى عليه السلام هددهم بعقاب الله في الدنيا. فإن لم يقع افتضح أمره. مسرف كذاب: أي إن كان موسى قد أسرف في أقواله وكذب على الله فلن يهديه إلى النصر. والآية عامة تشمل كل مسرف كذاب حتى فرعون وقومه الذين أسرفوا في الكذب على الله بالشرك وفي أعمال الفساد والقتل. بأس: عذاب. ما أريكم إلا ما أرى: أي أقول لكم الصدق ولست كاذبا. وما أهديكم إلا سبيل الرشاد: أي لا أبين لكم إلا طريق الصواب.
وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (٣٠-٤٠) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (٣١-٤٠) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (٣٢-٤٠) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (٣٣-٤٠) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (٣٤-٤٠) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (٣٥-٤٠) مثل يوم الأحزاب: أي مثل يوم تعذيبهم. والأحزاب: هي الطوائف من الناس التي تجمعهم عقيدة واحدة أو مبادئ معينة. وقد تحزبوا على الأنبياء. مثل دأب: أي مثل عادة أو نهج ( في تكذيب الرسل ). يوم التناد: أي التناد بالويل والثبور والاستغاثة لما تواجهون عذاب الله يوم القيامة. هذا قول مؤمن آل فرعون وصدقه الله. تولون مدبرين: أي ترجعون هاربين من هول ما سترون لكن دون جدوى لأن الله هو العاصم الوحيد يوم الحساب. عاصم: مانع ودافع. ومن يضلل الله ...: أي إياكم والكفر. فمن كفر أضله الله. ولكي يعصمكم من عذابه عليكم بالإيمان به. يوسف: وهو يوسف ابن يعقوب عليهما الصلاة والسلام. فهو آخر نبي في مصر قبل موسى عليه السلام. كذلك يضل ...: هذا لما قال قوم فرعون المشركون: لن يبعث الله رسولا بعد يوسف. قد يكون من كلام الله معترضا إلى قوله " متكبر جبار ". كذلك يضل الله من هو مسرف: مسرف في عقيدته بالشرك. وهو من الذين يجادلون في آيات الله كما جاء في الآية التي تلي هذه. مرتاب: أي شاك فيما أتت به الرسل. سلطان: حجة وبرهان. يطبع: يختم. كذلك يطبع الله ...: فيجادل في آيات الله بغير سلطان. متكبر: متكبر عن عبادة الله الواحد الأحد. جبار: جبار بأعماله الظالمة.
وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (٣٨-٤٠) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (٣٩-٤٠) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (٤٠-٤٠) الرشاد: الصواب. دار القرار: أي دار الاستقرار والخلود.
وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمُ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (٤١-٤٠) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمُ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (٤٢-٤٠) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمُ أَصْحَابُ النَّارِ (٤٣-٤٠) العزيز: العزيز الغالب على كل شيء. فكيف لا تخافونه ؟ الغفار: كثير الغفران الذي يغفر لمن يشاء ولا أحد يمنعه من ذلك وإن كانت ذنوب التائب كزبد البحر. أنما تدعونني إليه: أي آلهتكم الباطلة. ليس له دعوة: أي لا يدعو أحدا إلى عبادته أو لا يستطيع أن يستجيب لأي دعاء. المسرفين: أي في العقيدة كالشرك والكفر.
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (٤٤-٤٠) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (٤٥-٤٠) فستذكرون ما أقول: أي يوم نرد إلى الله ويدخل المسرفون إلى النار. وأفوض أمري إلى الله: أي أتوكل عليه في أمري. وهذا دائما من كلام مؤمن آل فرعون. فنجاه الله من بأسهم ومكرهم. ما مكروا: أي أرادوا المكر به وقتله بسبب إيمانه الذي أظهره بعد أن كان مكتوما. وحاق: أحاط. بآل فرعون: أي أهله وخدامه. سوء العذاب: أي العذاب الذي يسوء بدءا من الغرق ومن تم إلى عذاب القبر كما هو مفسر في الآية التالية.
إرسال تعليق