U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

إبراهيم-04

   

١٧- إبراهيم

(4/9)

١٥- إبراهيم وقومه

أ- بخصوص الأصنام:

- وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (٦٩-٢٦) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (٧٠-٢٦) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (٧١-٢٦) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمُ إِذْ تَدْعُونَ (٧٢-٢٦) أَوْ يَنْفَعُونَكُمُ أَوْ يَضُرُّونَ (٧٣-٢٦) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (٧٤-٢٦) فنظل لها عاكفين: أي نظل مقيمين على عبادتها وخدمتها. وكان يفعلون ذلك في النهار لقولهم " فنظل".

- إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٤-٣٧) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (٨٥-٣٧) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (٨٦-٣٧) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٨٧-٣٧) إذ جاء ربه بقلب سليم: أي لقي ربه وهو يبحث عنه بقلب سليم من الشرك والشك. أي لم يكن قبل ذلك مشركا كقومه. و " إذ " ظرف لبيان معنى المشايعة التي في الآية السابقة. أئفكا آلهة: أي آلهة كاذبة.

- إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (٥٢-٢١) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (٥٣-٢١) قَالَ لَقَدْ كُنتُمُ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٥٤-٢١)

التماثيل: وهي هنا الأصنام التي تشبه في شكلها خلقا من خلق الله أو ترمز إلى شيء من خلقه. عاكفون: أي تقيمون على عبادتها وخدمتها.

قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٧٥-٢٦) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (٧٦-٢٦) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (٧٧-٢٦) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (٧٨-٢٦) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (٧٩-٢٦) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (٨٠-٢٦) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (٨١-٢٦) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (٨٢-٢٦) وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمُ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٦-٢٩) فهو يهدين: أي يرشدني. فهو الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى. والهداية هنا هي هداية كل خلق لما قدر له. أما الهداية إلى صراط الله فيمنحها من آمن به واستسلم. يطعمني ويسقين: فلا يأكل أي خلق أو يشرب إلا مما كتب الله له حتى خلايا جسمه. مرضت فهو يشفين: فالشفاء من الله. أما الأدوية فلا تشفي إلا بإذنه. أطمع: أرجو. خطيئتي: هذا أيضا من تعليم إبراهيم لقومه ليتعظوا بأن الله هو من يغفر الذنوب لمن كان يرجو غفرانها ويعبده لأجل ذلك، وأن مقامه كرسول لا يعفيه من هذا الرجاء. والخطأ هو كل ما لا يرضي الله من معتقدات وأعمال. والأنبياء لعلمهم علم اليقين بيوم الحساب يخافون الله أكثر من غيرهم. أما كذبه: "إني سقيم" "بل فعله كبيرهم" فكان لأجل الإسلام. والأعمال بالنيات. فمكر ضد آلهة قومه كما مكر يوسف عليه السلام ضد إخوته لما وضع السقاية في رحل أخيه واتهمهم كذبا بالسرقة فقال الله في آخر هذه القضية: "كذلك كدنا ليوسف".

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٠٣-٢٦) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٠٤-٢٦) في ذلك: في قصة إبراهيم وحججه الواضحة تجاه قومه. هذه الآية رتبت بعد تفصيل الله لقوله في دعائه " يوم لا ينفع مال ولا بنون ". أكثرهم: أكثر قوم إبراهيم. وأيضا أكثر أهل مكة كما ذكر في أول السورة وأعيد في ختام كل قصة:" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٨-٢٦)." أي لم يؤمنوا مع رؤيتهم لهذه الآية أيضا. والله لا يعمم عليهم بالكفر ليخرج نسبة من هذه الحقيقة لعلها تؤمن. العزيز الرحيم: العزيز هو الغالب وعلى العباد أن يهابوه. والرحيم هو الذي يرحم عباده وعليهم أن يرجوا رحمته.

ب- وجادله قومه:

وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (٨٠-٦) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمُ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (٨١-٦) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٨٢-٦) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (٨٣-٦)

وحاجه قومه: أي خاصموه ( وبأدلة فاسدة ). إلا أن يشاء ربي شيئا: أي لا أخاف إلا من مشيئة الله لأن ما شاء كان وما لم يشأ لن يكون بخلاف آلهتكم. وسع ربي كل شيء علما: أي يحيط بكل شيء علما. سلطانا: حجة وبرهانا. الذين آمنوا ولم يلبسوا ....: هذا جواب إبراهيم على سؤاله لقومه. فهو من كلامه لأن الآية التالية التي هي من كلام الله تشير إلى أن كل ما سبق كان حجة من الله أوتيها إبراهيم على قومه. يلبسوا: يخلطوا. بظلم: أي بشرك وكفر. الأمن: أي الأمن من العذاب. حجتنا: أي حجة الله أوتيها إبراهيم على قومه فأبطلت حجتهم. فبرهن على أن الكواكب ليست لها صفات الألوهية، وعلى أن الخوف من الله حق والشرك به دون برهان من عنده لا يطمئن. حكيم عليم: فالذين يرفع الله درجاتهم فبعلمه بهم ولحكمة يعلمها.

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٢٦-٤٣) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (٢٧-٤٣) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٨-٤٣) براء: بريء. فطرني: خلقني. سيهدين: أي إلى معرفته وسبيله. وجعلها: جعل إبراهيم هذه الكلمة باقية في عقبه بفضل دعائه في هذا الصدد واستجابة الله له. كلمة: هي تبرئة إبراهيم نفسه من الشرك أمام قومه وإسلامه لله الواحد. باقية في عقبه: أي في ذريته وكل من جاء بعده. لعلهم يرجعون: لعل هؤلاء الذين سيأتون بعده يرجعون إلى الإسلام.

قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (٥٥-٢١) قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٥٦-٢١) فطرهن: خلقهن وأبدعهن. من الشاهدين: أي من جملة الذين يشهدون بعلم وإيمان بأن ذلك حق.

ت- فعزم على تحطيم الأصنام : وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (٥٧-٢١) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (٨٨-٣٧) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (٨٩-٣٧) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (٩٠-٣٧) وتالله: قسم. وأقسم إبراهيم في نفسه أو بصوت خفي. لأكيدن أصنامكم: أي سأمكر بها. والمكر هنا لما حطمها واتهم كبيرها بفعل ذلك. بعد أن تولوا مدبرين: أي بعد انصرافكم عنها. فنظر نظرة في النجوم: أي نظر إليها كنظرة الكاهن ليوهمهم بأنه يعتمد عليها مثلهم لتوضيح ما سيكون حاله في الغد. وكان هذا طبعا بالليل على ما يبدو. سقيم: مريض أو سيسقم سقم الموت. فادعى المرض ليبقى وحده. فتولوا عنه مدبرين: أي كما توقع انصرفوا عنه خوفا من العدوى.

ث- إبراهيم أمام الأصنام:

فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (٩١-٣٧) مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ (٩٢-٣٧) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (٩٣-٣٧) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمُ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (٥٨-٢١) فراغ: فمال خفية أو ذهب خفية. فراغ عليهم ضربا: أقبل عليهم ضربا من جهة مائلة أي ليس من أمامهم تماما. باليمين: أي بيمينه وبقوة ( قيل بفأس ). جذاذا: قطعا مكسرة. لعلهم إليه يرجعون: أي إلى الصنم الأكبر (" كبيرا لهم ") ليسألوه عما حدث.

ج- القوم أمام الأصنام المحطمة: قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (٥٩-٢١) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (٦٠-٢١) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (٦١-٢١) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (٩٤-٣٧) قالوا: هذا حديث بعضهم لبعض. فتى: شاب. يذكرهم: أي بسوء. يقال له إبراهيم: وكان معروفا باسمه لدى البعض لأنه كان ينهى من حوله عن عبادة الأصنام. على أعين الناس: أي بمرأى منهم. لعلهم يشهدون: أي يشهدون ضده بما سمعوا ورأوا منه في هذا الموضوع. فأقبلوا إليه يزفون: قصدوه مسرعين المشي.

ح- سألوه في هذا الشأن:

قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (٦٢-٢١) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنطِقُونَ (٦٣-٢١) فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمُ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (٦٤-٢١) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنطِقُونَ (٦٥-٢١) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمُ (٦٦-٢١) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٦٧-٢١) فرجعوا إلى أنفسهم: أي رجع بعضهم إلى بعض للمداولة. أنتم الظالمون: أي ظالمون باتهام إبراهيم. فربما كلامه جعلهم يعتقدون للحظة أن كبير الآلهة هو من كسر الأصنام. نكسوا على رؤوسهم: أي أدركوا سذاجتهم فانقلبوا إلى ما كانوا عليه من اتهام إبراهيم. أف: نتنا وقبحا.

قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (٩٥-٣٧) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (٩٦-٣٧) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١٧-٢٩) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (١٨-٢٩) تنحتون: تنجرون. والله خلقكم وما تعملون: أي وما تعملون من نحتكم ومنحوتكم. وفي الحديث:" إن الله خالق كل صانع وصنعته ". فخلق الله للإنسان كل وسائل عمله. أوثانا: أصناما. إفكا: كذبا. وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم: هذا من كلام الله تعالى لكفار قريش نزل معترضا في قصة إبراهيم . فالله هو الشاهد على الأمم وعلى رسله لكن يجوز أن يكون من كلام إبراهيم لقومه واستعمله الله أيضا لمخاطبة قريش كمقدمة للآيات التالية التي هي من كلامه سبحانه مخاطبا نبيه " أأو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده ... " " " قل سيروا في الأرض ..."  " أولئك يئسوا من رحمتي ... " ثم بعد هذا الفاصل عاد القرآن إلى قصة إبراهيم: فما كان جواب قومه ... فكأنما مزجت قصة إبراهيم بقصة قريش لأنهم كانوا سواء يعبدون الأصنام. المبين: الواضح والبين بالدلائل.

خ- أرادوا إحراقه: فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ (٢٤-٢٩) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمُ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ (٦٨-٢١) قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (٩٧-٣٧) حرقوه: أي اصلوه العذاب بالحريق. بنيانا: بنيانا لكي يملؤوه حطبا. الجحيم: النار الشديدة.

د- إبراهيم في النار: المعجزة ! قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (٦٩-٢١) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (٧٠-٢١) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (٩٨-٣٧) فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٤-٢٩) وأرادوا به كيدا: ومن كيدهم أن جعلوا حرقه مشهودا نصرة للآلهة لكيلا يعتبر الناس أنهم ظلموه لقولهم: "وانصروا آلهتكم (٦٨-٢١)". الأخسرين: أي لم يفلحوا في كيدهم فنجا إبراهيم من النار بإذن الله. وكان في ذلك هزيمة لهم أمام الكل. الأسفلين: المغلوب كيدهم. ذلك: أي الإنجاء من حر النار وهي تحرق كل شيء ما عدا جسم إبراهيم. لآيات: لآيات تدل على أن الله على كل شيء قدير وعلى تنجية رسله ودعمهم بالمعجزات بفضل إيمانهم وتوكلهم عليه وعلى خذلان الكافرين وبطلان مكايدهم ... الخ. لقوم يؤمنون: فلا تنفع الآيات إلا مع الإيمان.

ذ- وقال لهم: وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنَكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٢٥-٢٩) وقال إنما اتخذتم ...: هذا كلام إبراهيم بعد نجاته من النار يبين لقومه سوء معتقداتهم ومصيرهم. أوثانا: أصناما. مودة بينكم: أي ليقوم الود بينكم بعبادتها. أي من عبدها يصبح منكم. لذلك قال: ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض. يكفر بعضكم ببعض: يتبرأ القادة من الأتباع في هذا الصدد. ويلعن بعضكم بعضا: أي يدعو له باللعنة وهي الطرد من رحمة الله. ومأواكم: مصيركم ومنزلكم الذي ستأوون إليه.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة