١٣- نوح
(2/8)
← وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ (٧١-١٠)
إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١-٧١) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٥-١١)
أنذر قومك: أي خوفهم من عذاب الله. عذاب اليم: أي في الدنيا والآخرة.
أ- بخصوص وحدانية الله :
كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (١٠٥-٢٦) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٠٦-٢٦) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٠٧-٢٦) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٠٨-٢٦) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٠٩-٢٦) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١١٠-٢٦) ... يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٢٣-٢٣) ..... اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٥٩-٧) ..... إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٥-١١) أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٢٦-١١) ... إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢-٧١) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (٣-٧١) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (٤-٧١)
ب- تشاور القوم فيما بينهم : فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (٢٤-٢٣) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (٢٥-٢٣) ... وَقَالُوا مَجْنُونٌ (٩-٥٤)
الملأ: جماعة أشراف القوم. يتفضل عليكم: أي يسودكم ويترأس عليكم. بهذا: أي بتوحيد الآلهة إلى إله واحد. في آبائنا الأولين: لا شك أن أجيالا كافرة كانت قبل بعث نوح ← أنظر آلهتهم في الفقرة ٨. جنة: جنون. فتربصوا: فانتظروا. حتى حين: أي تربصوا به زمنا حتى يتغير حاله أو يموت أو ننظر ماذا سنفعل به.
ت- فكذبوه لأنه بشر :
فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمُ أَرَاذِلُنَا بَادِيَالرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (٢٧-١١) والذين اتبعوه هم من أهله.
الملأ: جماعة أشراف القوم. أراذلنا: أي أسافلنا المحتقرون. بادي الرأي: أي ظاهر الرأي الذين لا يتفكرون كفاية. وما نرى لكم علينا من فضل: أي أنت وهؤلاء الذين اتبعوك لا نرى فيكم شيئا مميزا أفضل مما عندنا.
ث- واتهموه بالضلال : قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٦٠-٧)
الملأ: جماعة أشراف القوم. مبين: واضح.
ج- جواب نوح : قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٦١-٧) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٦٢-٧) أَوَعَجِبْتُمُ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٦٣-٧)
وأنصح لكم: أي أنصح لنفعكم. لينذركم: ليخوفكم من عقاب الله. ولعلكم ترحمون: أي بأن يثيبكم الله ولا يعذبكم.
ح- واحتقروا أتباعه المؤمنين : قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (١١١-٢٦)← أنظر الفقرة ٦ت - الأرذلون: السفلة المحتقرون.
خ- جواب نوح في هذا الشأن : قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١١٢-٢٦) إِنْ حِسَابُهُمُ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (١١٣-٢٦) وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٤-٢٦) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (١١٥-٢٦)
وما علمي بما كانوا يعملون: أي ليست أعمالهم من شأن علمي. أو ماذا أعلم عن أعمالهم حتى أطردهم ؟ فحسابهم في ذلك على الله لو كنتم واعون عالمون بهذا الأمر. نذير مبين: مخوف من عذاب الله بالأدلة والبرهان.
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمُ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعَمِّيَتْ عَلَيْكُمُ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (٢٨-١١) وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِي إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (٢٩-١١) وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٣٠-١١) وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمُ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (٣١-١١)
أرأيتم: أخبروني. رحمة: وهي النبوة هنا. فعميت عليكم: أي البينة. أنلزمكموها: أنجبركم على قبول البينة من الله ؟ عليه: أي على الإنذار أي على أني نذير مبين لكم. تزدري: تحتقر. لمن الظالمين: لمن الظالمين إن طردتهم.
د- استعجلوا العذاب :
قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٣٢-١١)
بما تعدنا: أي عذاب يوم أليم الذي أخبرهم به ( أنظر الآيات السابقة ).
ذ- جواب نوح في هذا الشأن :
قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (٣٣-١١) وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمُ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٣٤-١١) يغويكم: يضلكم.
ر- هددوه بالرجم : قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (١١٦-٢٦)
ز- جواب نوح : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (٧١-١٠) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٧٢-١٠)
كبر: ثقل. مقامي: إقامتي معكم. وقد طالت عدة قرون. فأجمعوا أمركم: فاعزموا كلكم على أمر ضدي. وشركاءكم: أي وادعوا آلهتكم لنصرتكم. لا يكن أمركم عليكم غمة: أي لا يكن مستورا بل أظهروه أو لا يضيق عليكم هذا الأمر الذي ستعزمون عليه. اقضوا إلي: امضوا إلي. ولا تنظرون: ولا تمهلون أو تؤخرون. فإن توليتم فما سألتكم من أجر: أي فإن أعرضتم عما جئتكم به فاعلموا أنه مجاني لا أطلب أجرا عليه. يعني تفكروا في مجانية هذا الأمر وأنه لله فقط. ربما رجعتم إليه. المسلمين: وهم الخاضعون لله وحده لا شريك له.
إرسال تعليق