١١٥- جهنم ومصير الكافرين
(10/22)
ب١٣- لن يرحب بهم
هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمُ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ (٥٩-٣٨) فوج: أي جمع كثيف. مقتحم معكم: أي داخل معكم بشدة. هذا قول الذين سبق دخولهم إلى النار وهم أعظم جرما وهم هنا السادة أو المتبوعون يكلم بعضهم بعضا. أما الذين دخلوا بعدهم فسيردون عليهم: " قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمُ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (٦٠-٣٨) " لا مرحبا بهم: أي لا ترحيب بهم ولا سعة عليهم. صالوا النار: داخلوها ليقاسوا حرها.
ب١٤- ستلعن الأمم بعضها بعضا وقد بلغ كل دركته
كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (٣٨-٧) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (٣٩-٧) كلما دخلت أمة: وهو هنا دخول جماعي من أبواب جهنم إلى قناطرها أولا. لعنت أختها: أي تطلب من الله إبعاد غيرها عن رحمته والمزيد لها من العذاب وهم لا يزالون فوق قناطر جهنم. وأختها أي التي كانت مثلها في المعتقد وأضلتها. حتى إذا اداركوا فيها: أي تلاحقوا واجتمعوا كل في دركته من دركات النار بعد إلقاء كل واحد منهم من قنطرة إلى حفرته. قالت أخراهم لأولاهم: أي قال المستأخرون من الأمم والأجيال للمستقدمين. فآتهم عذابا ضعفا من النار: أي بما أنهم أضلونا فيستحقون ضعف العذاب: عذاب كفرهم وعذاب إضلالهم لنا. قال الله: لكل منكم ضعف العذاب لقوله تعالى مثلا عن المشرك والزاني وقاتل النفس بغير حق: " يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (٦٩-٢٥)". أو قوله: " الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (٨٨-١٦) ". فلا فرق بين الأمم الماضية والتي جاءت بعدها في هذا الحكم. ويخلد فيه: أي يخلد في مضاعفة العذاب الأبدية. أما قدر العذاب الأول فحسب درجة كفر الكافر وأعماله وجرمه. ولكن لا تعلمون: أي لا تعلمون قدر عذاب كل واحد. فلا يعلمه إلا صاحبه عندما يصلاه. فما كان لكم علينا من فضل: أي لم تكونوا أفضل منا في هذا الصدد. ولو كنتم كذلك لما كفرتم.
ب١٥- اختصام المستضعفين والمستكبرين في جهنم
وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ (٦٧-٣٣) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ٦٨-٣٣) أطعنا: أي في الشرك والمعاصي والإجرام بكل أشكاله. والعنهم لعنا كثيرا: أي أبعدهم عن رحمتك بعدا كبيرا يعني إلى أسفل جهنم.
هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمُ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ (٥٩-٣٨)( أنظر التفسير في الفقرة ب١٣ )
قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمُ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (٦٠-٣٨) قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (٦١-٣٨) قالوا: هذا قول المستضعفين أثناء دخولهم النار. لا مرحبا بكم: لا ترحيب ولا سعة عليكم. قدمتموه لنا: أي مهاد جهنم موضوع السياق الذي هو بئس المهاد وبئس القرار وما فيه من حميم وغساق وعذاب النار... يعني أنتم من جعلتمونا ننتهي إليه بسبب تضليلكم لنا.
قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (٩٦-٢٦) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٩٧-٢٦) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٩٨-٢٦) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (٩٩-٢٦) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (١٠٠-٢٦) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (١٠١-٢٦) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٢-٢٦)
تالله: قسم بالله مع التعجب. هذا من كلام المشركين للآلهة الباطلة. نسويكم برب العالمين: أي نجعلكم أندادا لله في العبادة. المجرمون: وهم هنا المشركون وأئمتهم الذين يصدون غيرهم عن سبيل الله. صديق حميم: أي مقرب.
ب١٧- سيتساءل الكفار عن أناس آخرين لم يروهم معهم في جهنم
وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (٦٢-٣٨) أَتَّخَذْنَاهُمْ سُخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (٦٣-٣٨) لا نرى رجالا ....: أي لا نراهم معنا في النار وكنا نصنفهم من الأشرار. يبدو هنا أن الكفار كانوا يصدقون ما يقول زعماؤهم عن بعض المؤمنين. فهذه الآية في سياق اختصام التابعين والمتبوعين. أي لم لا نرى معنا في النار رجالا كنتم تقولون أنهم أشرار فصدقناكم ؟ قيل هم فقراء المسلمين كعمار ابن ياسر وبلال وخباب وصهيب وسلمان وغيرهم. والآية عامة وليس فقط في قريش. أتخذناهم سخريا: أي أجعلتمونا نعدهم من الأشرار فقط من باب السخرية ؟ وبالتالي هم ليسوا معنا لأنهم ليسوا كذلك. أم زاغت عنهم الأبصار: أم هم معنا في النار فمالت عنهم الأبصار فغابوا عن الأنظار ؟
ب١٨- اختصام الكافرين حق
إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (٦٤-٣٨) ذلك: أي عدم ترحيبهم وأقوالهم المؤذية لبعضهم البعض كما في الآيات السابقة. لحق: أي واقع لا بد أن يمر منه أصحاب النار.
إرسال تعليق