١١٠- الموت
(2/8)
( ...... ) فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ (١٠٦-٥) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمُ أَيُّكُمُ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (٢-٦٧) خلق الموت: أي خلق ظاهرة الموت التي تكون أثناءها الروح جوهر الإنسان منفصلة عن نفسه الواعية. والنوم يشبه الموت إلا أن جسم النائم حي في الأرض وجسد الميت ميت فيها لكن روحه في السماء في قالب آخر. والحياة: هي تزويج النفس بالروح داخل نفس الجسد فتحيى النفس ويحيى الجسد بحيوية الروح. لقد خلقنا الله أمواتا في السماء ثم أحيانا في الأرض ثم يجعلنا أمواتا في البرزخ ثم يحيينا يوم البعث. ليبلوكم: أي ليختبركم. العزيز: الغالب على كل شيء. الغفور: أي لمن تاب.
ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (١٥-٢٣) قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٦٨-٣)( خطاب لأهل النفاق بعد غزوة أحد ) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (٨-٦٢)( خطاب لليهود ) بعد ذلك: أي بعد خلقكم. فادرءوا: فادفعوا.
أ- نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٦٠-٥٦) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (٦١-٥٦) وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ (٦٢-٥٦) قدرنا بينكم الموت: أي الموت لا يصيبكم كلكم في آن واحد قبل ساعة الفناء وإنما قدرناه بينكم. فيموت الناس وغيرهم حسب ما قدر لهم من آجال. فهو دائما بينكم يأخذ من انتهى أجله. بمسبوقين: بعاجزين أو مغلوبين. ولا أحد يقدر أن يهرب من الذي قدرنا له. نبدل أمثالكم: أنظر فصل الناس ٥٠- ٣٢ب. وننشئكم في ما لا تعلمون: أي نشأة الآخرة لا يعلمها الإنسان. فلا يعرف إلا النشأة الأولى كما جاء في الآية التالية. علمتم النشأة الأولى: بمعنى رأيتموها وعرفتموها. وهي شكلنا هذا الذي في حياتنا الدنيا. فلولا تذكرون: أي فهلا تذكرون قدرة الله على بعثكم من جديد !
ب- قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ (١٥٤-٣)( خطاب لأهل النفاق بعد غزوة أحد ) وَيُؤَخِّرْكُمُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى (٤-٧١)( من كلام نوح لقومه )
ت- فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ (١٤-٣٤)( أي موت سليمان ) قضينا عليه الموت: قضينا تنفيذ موت سليمان فمات.
أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ (٧٨-٤)( خطاب للذين يخشون القتال ) بروج: أي حصون مرتفعة في مكان عال كالجبل ظاهرة لكل من تحتها لعلوها. مشيدة: أي هي نفسها مطولة ومرتفعة.
والله لن يؤخر أي أجل مكتوب: وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا (١١-٦٣) أجلها: أي أجل موتها.
أ- على كل نفس: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ (١٨٥-٣) فالنفس الواعية التي تشعر هي التي تذوق انفصال الروح عن الجسد. وإذا كان الإنسان نائما أو في غيبوبة أفاقه الله في العالم الخفي لحظة الموت ليذوقه. ذائقة الموت: أي ستذوق سكراته. والروح ستذوق النعيم أو العذاب في البرزخ.
وعلى كل شيء: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ ... (٨٨-٢٨)
ب- يصيب الكل كل بأجله: ← فقرة ٣أ
ت- ولا دائم...: وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (٣٤-٢١) إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠-٣٩) وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (٨-٢١) وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد: قيل نزلت لما قال المشركون عن النبي ﷺ: " نتربص به ريب المنون ". أفإن مت فهم الخالدون: أي كأنهم سيظلون بعد النبي ﷺ حين يتربصون به ريب المنون لينتهوا من قضيته. إنك ميت وإنهم ميتون: أي ستموت لا محالة وسيموتون. وما كانوا خالدين: أي في الأرض ( هذه آية عن الرسل. فهم الآن أحياء في السماوات ). أما الملائكة فلا يموتون حتى تقوم الساعة.
ث- إلا الله:← فصل الله الحي ١(٢٤)- الأبقى ١(٢٣)
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦-٥٥) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢٧-٥٥) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ (٥٨-٢٥) وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (٧٣-٢٠) كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (٨٨-٢٨) ذو الجلال والإكرام: ذو الجلال أي ذو العظمة في كل شيء. وذو الإكرام أي ذو الفضل التام والجود والكرم. والله خير وأبقى: هذا من كلام السحرة لفرعون لما آمنوا بموسى عليه السلام: أي خير منك يا فرعون ومن كل الخلق وسيبقى بعدك وبعد كل الخلق.
ج- والموت قد يصيب الإنسان مهما كان عمره صغيرا أو كبيرا:← فصل الناس٥٠-١ط
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا (١٤٥-٣) أي ستموت حين يصل أجلها المكتوب.
٧- الله هو الذي يميت ← فصل الله الذي يحيي ويميت ١(٢٥)
هُوَ الَّذِي يُحْيِ وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٦٨-٤٠)
وتجب عبادته أيضا لأجل ذلك: وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ (١٠٤-١٠)
٨- مكان الموت لا تعلمه أي نفس
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ (٣٤-٣١) أي في أي بلد أو في أي مكان من نفس بلدتها إن كانت ستموت فيها.
٩- موت الناس في الأرض
وَفِيهَا تَمُوتُونَ (٢٥-٧) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ (٥٥-٢٠) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا (١٨-٧١).أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (٢٥-٧٧) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (٢٦-٧٧) ألم نجعل الأرض كفاتا: تضم الأرض بجاذبيتها إليها كل من عليها من أحياء وأموات رغم دورانها. كفت: جمع وضم.
قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (٤-٥٠) قد علمنا: وهو علم أزلي. ما تنقص الأرض منهم: أي ما تأكل الأرض من أجسادهم بعد موتهم. كتاب حفيظ: هو اللوح المحفوظ. حفيظ لكل شيء إلى يوم القيامة. ومن ذلك عدد الخلق وأسماؤهم وأشكالهم وأرزاقهم وأعمالهم وآثارهم وبقايا أجسادهم وجزيئاتهم ...
إرسال تعليق