● قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ( ٦٤-٣ )
المؤمنون وأهل الكتاب ١٠١-ب٢أ-ب٢ب
كلمة سواء: أي كلمة نلتزم بها نحن وأنتم. وهي ما جاء في تتمة الآية. أربابا: أي يحلون ويحرمون بأنفسهم ليطيعهم آخرون. تولوا: أعرضوا. مسلمون: أي خاضعون لله الواحد الأحد.
● يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ( ٦٥-٣ ) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ( ٦٦-٣ )
( ٦٥-٣ ) أهل الكتاب ٥٤-٦ب . ( ٦٦-٣ ) أهل الكتاب ٥٤-٦ب . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢
لم تحاجون في إبراهيم: أي في ملته كل منكم يريد أن ينسبها إليه. يعني يا أهل الكتاب لقد حاججتم في أمر موسى وعيسى لأن التوراة والإنجيل بين أيديكم وتؤولون منهما ما تشاءون فلم تحاجون في إبراهيم ﷺ وقد نزلت هذه الكتب التي تحتجون بها من بعده ؟
● مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( ٦٧-٣ )
الإسلام ٤٧-٢٥ت . إبراهيم ﷺ ١٧-٢أ
ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا: أي لم تكن ملته بهذه التسميات التي لقب بها النصارى واليهود أنفسهم كما في قوله تعالى: " وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى " وقوله: " مِنَ الَّذِينَ هَادُوا ". ثم كثير من الأشياء التي حرمت على الذين هادوا وعلى بني إسرائيل بصفة عامة بسبب ذنوبهم لم تكن محرمة على إبراهيم عليه السلام. ولم تكن قبلته قبلتهم ولا شرعته شرعتهم ولا منهاجه منهاجهم ولا مناسكه مناسكهم بل كان اسم ملته من عند الله وهو الإسلام أي الخضوع التام له وحده. حنيفا: أي مائلا عن الباطل إلى الدين الحق. كان يعرض دوما عن المشركين باحثا عن الذي يريده الله لعباده. فمن أعرض في الدين عن شيء يعلم أنه باطل وبحث عن الحق ثم وجده واتبعه فهو حنيف. مسلما: خاضعا لأمر الله. وأول أمر الله عدم الشرك به ثم إطاعة كل أوامره.
● إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ( ٦٨-٣ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٤٠ذ٢ . الولي ١ ( ٥٨ ) ١٣أ . إبراهيم ﷺ ١٧-٣٠أ
أولى الناس بإبراهيم: أي أحق بالانتساب إلى دينه وأقرب منه. للذين اتبعوه: أي الذين اتبعوا ملته على النهج الذي كان عليه هم أولى به. وهذا النبي: أي محمد ﷺ . هو الذي على ملة إبراهيم لا النصارى ولا اليهود. ولي: ناصر.
● وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ( ٦٩-٣ )
المؤمنون وأهل الكتاب ١٠١- أ١ث
نزلت لما دعا اليهود معاذ بن جبل وحذيفة بن اليمن وعمار بن ياسر إلى دينهم. ودت: تمنت.
● يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ( ٧٠-٣ ) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( ٧١-٣ )
( ٧٠-٣ ) أهل الكتاب ٥٤-٢ . ( ٧١-٣ ) أهل الكتاب ٥٤-٤ج
بآيات الله: أي التي تنزل على النبي ﷺ . وأنتم تشهدون: أي تكفرون بآيات الله وتعلمون أنها من عنده. تلبسون: تخلطون. بالباطل: بالتحريف والتزوير. وتكتمون الحق: أي الحق عن صفة النبي ﷺ في التوراة والإنجيل وأن دينه حق.
● وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( ٧٢-٣ ) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمُ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( ٧٣-٣ ) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( ٧٤-٣ )
( ٧٢-٣ ) المؤمنون وأهل الكتاب ١٠١-أ١ث . ( ٧٣-٣ ) الهداية ٤٨-٦ت . المؤمنون وأهل الكتاب ١٠١- أ١ث . فضل الله ١ ( ٥٤ ) ٢ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٣١ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) . ( ٧٤-٣ ) الرحمان ١ ( ٦ ) ٩ . فضل الله ١ ( ٥٤ ) ١
وقالت طائفة: أي طائفة من اليهود منهم كعب بن الأشرف ومالك بن الصف. وجه النهار: أي أوله. ويقابله دبره وهو آخره. وهؤلاء اليهود كانوا يقولون لبعضهم البعض: " لعل المسلمين يرجعون عن إيمانهم لما يرون منا اجتهادنا وترددنا في مصداقية رسولهم ". ولا تؤمنوا: أي لا تطمئنوا وتظهروا أسراركم إلا لمن تبع دينكم فأصبح يهوديا مثلكم. ذلك لكيلا يؤتى أحد من غيركم مثل ما أوتيتم من العلم بصفة نبيهم محمد فيزدادون يقينا به أو يحاجوكم عند الله يوم الحساب لأنكم لم تتبعوه رغم معرفتكم به ويصبحون شهداء عليكم. فرد الله عليهم: الهدى هدى الله وليس بيد اليهود والفضل بيده. فإن أوتيتم أيها اليهود نصيبا من الكتاب تحتكرونه فالله سيؤتي المسلمين أفضل مما أوتيتم. واسع: أي وسعت صفاته كل شيء. والله واسع عليم: أي إن جعلتم ما نزل الله عليكم أيها اليهود خالصا لكم وحدكم فالله واسع للعالمين ولكل خلق وليس ربكم وحدكم. وهو الذي يعلم من يختصه برحمته وليس أنتم. والله ذو الفضل العظيم: أي الذي يتفضل على خلقه بنعمه. وأعظمها جنة الخلد.
● وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( ٧٥-٣ ) بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ( ٧٦-٣ )
( ٧٥-٣ ) أهل الكتاب ٥٤-١٧د . ( ٧٦-٣ ) أهل الكتاب ٥٤-١٧د .الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق٢٧ . أحباء الله- الودود ١ ( ٦٠ ) ٢
تأمنه بقنطار: أي تتركه عنده كوديعة. بقنطار: أي بمال كثير. بدينار: كناية عن مال قليل جدا. إلا ما دمت عليه قائما: أي بالمطالبة والإلحاح. ليس علينا في الأميين سبيل: أي ليس علينا إثم أمام الله إن لم نرد المال لصاحبه لأنه أمي. الأميين: الذين ليس لهم كتاب من عند الله. من أوفى بعهده: أي هنا بأداء الأمانة.
● إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُوْلَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( ٧٧-٣ )
بنو إسرائيل ٥٥-٣ج . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٨ . يوم الحساب ١١٤-٤٨غ١٨ب . جهنم ١١٥-٢٧
يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا: أي مثل اليهود تركوا عهد الله بنصرة النبي ﷺ فحرفوا نعته الذي في التوراة وأقسموا على ذلك لأجل متاع دنيوي. خلاق: نصيب. ولا ينظر إليهم: أي لا ينظر إليهم نظرة رحمة ورأفة في ما هم فيه يومئذ من العذاب. ولا يزكيهم: أي لا يطهرهم من ذنوبهم بل يلقيهم بسببها في العذاب الأليم.
● وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسِبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( ٧٨-٣ )
بنو إسرائيل ٥٥-٩أح
يلوون ألسنتهم بالكتاب: أي لما يتلون شيئا من التوراة يكملون من عندهم ليظهر أن كل ذلك من عند الله. والكتاب هنا التوراة.
● مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوءَةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ( ٧٩-٣ ) وَلَا يَأْمُرَكُمُ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( ٨٠-٣ )
( ٧٩-٣ ) الرسل ١٠-٢٦ت . ( ٨٠-٣ ) الناس ٥٠-١٤ث . الشرك ٥٧-١٩ت٣ . الرسل ١٠-٢٦ت
والحكم: أي حكم الله وشريعته بين العباد. كونوا عبادا لي من دون الله: أي اتخذوني إلهكم بدل الله. ربانيين بما كنتم تعلمون من الكتاب: أي علماء عاملين بما عندكم من كتاب الله. وليس في كتابه شرك به. ولا يأمركم: بالنصب: ولا يأمرَكم هذا البشر الذي آتاه الله الكتاب أي النبي. وبالرفع أي ولا يأمرُكم الله. قيل أن نصارى نجران قالوا أن عيسى أمرهم بأن يتخذوه ربا. وقيل أن بعض المسلمين أرادوا السجود للنبي ﷺ .
● وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمُ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ( ٨١-٣ ) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ( ٨٢-٣ )
( ٨١-٣ ) الرسل ١٠-١٣ب . الشهيد ١ ( ٦٩ ) ٤ . ( ٨٢-٣ ) الرسل ١٠-١٣ب
وميثاق كل نبي هو أن يوصي قومه بذلك لأنهم هم الذين سيدركون الأنبياء الآخرين . ومن تولى من هؤلاء الأقوام فهو من الفاسقين . أأقررتم: أي هل توافقون على هذا الشرط ؟ إصري: أي عهدي الشديد ذو الحمل الثقيل. وموضوع ميثاق النبيين هو الإيمان بكل رسول ونصرته إن كان مصدقا لما معهم. وأعظمهم هو الذي سيختم هذا الموضوع وهو محمد ﷺ. وكان هذا الميثاق كشرط يعرض على كل نبي مقابل نبوته وإتيانه الكتاب والحكمة.
● أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( ٨٣-٣ )
الإسلام ٤٧-٣ . الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ١٨ب . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦
يبغون: يطلبون. أسلم: أي خضع وانقاد. طوعا: أي راضين بإرادتهم واختيارهم. وكرها: أي دون اختيار أو بالرغم عنهم لما يروا من سوء عاقبة الكفر.
إرسال تعليق