U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==
AMAZON       APPLE  
banner

قصة الوجود - الطبقة السابعة من جهنم طبقة أئمة الكفر - الدرك الأسفل -0452

   

  ٤٧- درجات أهل الآخرة (13/13)

 

 

٧- الطبقة السابعة طبقة أئمة الكفر وهم كذلك أصناف:

- الذين ينكرون وجود الله ولا يؤمنون بأي إله. يتبعون أهواءهم وهم أئمة لأنفسهم ولغيرهم.

- الدعاة إلى الشرك بكل أنواعه سواء في اليهود أم في النصارى أم في عامة الناس والمشركين بمختلف آلهتهم.

- الدعاة إلى الكفر بوجود الله.

- الذين سنوا وابتدعوا أي شرك وأي نوع من الكفر.

- الذين يتعاطون أخبث الشذوذ الجنسي لأن الله أخبر أن قوم لوط تعاطوا لفاحشة لم يسبقهم بها أحد من العالمين. وبالتالي الأنواع الأخرى من الإنس وقد سبقت بني آدم في الخلق لا تقوم بمثل هذه الخبائث. وسنرى أن أشدهم خبثا سيكون فقط في الطبقة السادسة.

تفسير: قال تعالى ( ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين )(٨٠-٧)  فهذا قول نبي الله لوط يتكلم بالوحي لأنه يستحيل عليه أن يعلم أن قومه هم أول من تعاطوا لهذه الفاحشة. هذا من غيب السماوات والأرض. يعني هذا من كلام الله له. و " العالمين " هنا مطلقة وتعني كل الإنس والجن سواء في أرضنا أم في الكواكب الأخرى. يعني لا أحد قبل قوم لوط في العالم والكون بأسره تعاطى لهذه الفاحشة. ومعلوم أن كل الأنواع الأخرى من الإنس سبقت بني آدم في الخلق كما بينت سابقا. وما أعمارنا في أعمار من مضى إلا كما بقي من النهار في ما مضى كما جاء في الحديث والشمس على قعيقعان بعد العصر. ولم يبقى فيها إلا سف يسير كما في حديث آخر عما بقي من الدنيا (أنظر الحديث في أول فقرة الساعة). وآدم آخر إنسان خلق. ولو كانوا (أي جن وإنس هذه الأنواع) سيتعاطون لذلك لفعلوا ذلك بزمن قبل خلق آدم. فهم أقدم منا بكثير. أما عن الشرك فلم يذكر في القرآن أن قوما مشركين من بني آدم كقوم نوح مثلا قد سبقوا العالمين في الشرك لأن بعضا من الأنواع الأخرى من الإنس قد سبقتهم في ذلك. أي أشركوا قبل خلق آدم. وكذلك في القتل وفي كثير من الأعمال السيئة الأخرى. أما عن النفاق الذي هو في الوجود خاص فقط ببعض كفار بني آدم  كما بينت كالمثلية فلم يذكر في القرآن أن المنافقين يعملون بعمل لم يسبقهم به من أحد من العالمين لأن المنافق لا يعرف بيقين عند الناس أنه منافق. فلا يعلم ما في قلبه إلا الله. لذلك حدد الله مصيرهم بوضوح على أنهم سيكونون في الدرك الأسفل من النار.  

لقد فصلت في هذا الكتاب أن شكل جهنم هرمي مقلوب. أي قمة هرمه في أسفله. وبينت أن أهلها من بعض تلك الأنواع سيكونون في أطراف الطبقة الأولى والذين يلونهم من الداخل في أطراف الطبقة الأولى والثانية، والذين يلون هؤلاء في أطراف الطبقة الأولى والثانية والثالثة .. الخ. والذين يجاوروننا نحن سيكونون في أطراف كل الطبقات إلا الطبقة السابعة. وبينت أن كفار بني آدم سيكونون في الوسط في كل الطبقات بلا استثناء. والمشركون الذين لم يكن لهم كتاب كمشركي قريش مثلا سيكونون في الطبقة السادسة سواء من بني آدم أم من غيرهم.

أما المثليون فسيكونون بالتأكيد في الطبقة السابعة لأن الأنواع الأخرى من الجن والإنس لا تتعاطى لهذه الفاحشة. وأعظمها جرما ستكون فقط في الطبقة السادسة. وبالتالي المثليون أعظم جرما من الشرك. وهذه الطبقة السابعة هي طبقة الملحدين وأئمة الكفر وأئمة الشرك وطبقة إبليس. وسيكونون كلهم في الطبقة الثانوية العليا منها ليس تحتهم إلا الدرك الأسفل من النار الذي هو مأوى فقط للمنافقين.  

نعود إلى أهل الطبقة السابعة الآخرين وهم:

- الماكرون ضد الحق وضد رسل الله وضد الذين يدعون الناس إلى دينه.

- الذين يحاربون الحق بكل الوسائل ويعذبون ويقتلون المسلمين والموحدين مثل أصحاب الأخدود.

- الذين قتلوا الأنبياء وعذبوهم مثل بعض اليهود الذين عذبوا زكرياء وقتلوه والذين صلبوا شبه عيسى معتقدين أنهم قتلوه عليه السلام.

- الذين اعتبروا أنفسهم آلهة كفرعون ونمرود وغيرهما.

وكل صنف سيوزع أفراده على دركات الطبقة الثانوية العليا من الطبقة السابعة حسب جرائمهم ضد الناس والكبائر التي اقترفوها. ونشير أن إبليس معهم في أدنى أطراف هذه الطبقة.

وكل من هؤلاء من كفروا بكل نبي رأوه وآخرهم محمد أو بالقرآن إن وصلهم سيكونون في أسفل هذه الطبقة الثانوية.

الطبقة الثانوية السفلى من الطبقة السابعة: هي الدرك الأسفل الخاص بكل المنافقين من كل الملل. وأسفلهم منافقو الشريعة الخاتمة. وأسفل هؤلاء من كانوا مع النبي وأسفلهم عبد الله بن أبي. وسيوزعون بعد سقوطهم من الصراط على دركات هذه الطبقة الثانوية حسب جرائمهم والكبائر التي اقترفوها.

 

أما أهل النار من الأنواع الأخرى من الجن والإنس فليس فيهم منافقون ولا أئمة الكفر كالذين في بني آدم. فهم لم يقتلوا أنبياءهم لأن أشد كفارهم هم في الطبقة السادسة كما رأينا سابقا. فمنهم الموحدون العصاة، ومنهم الذين يجعلون لله نسبا من خلقه كالملائكة أو من الجن أو من شخصيات خاصة بهم وبنوعهم، ومنهم المشركون به دون نسب.

 

* * *

 

 

انتهى بعون الله وفضله كتاب قصة الوجود. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة