U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الطبقة الرابعة من جهنم -0450

   

  ٤٧- درجات أهل الآخرة (11/13)

 

 

٤- الطبقة الرابعة طبقة الصابئين المشركين:

الصابئون هم ككل الفرق الأربعة الناجية المحتملة تلقوا عقيدة من الله من ضمنها شروط النجاة في الآخرة من النار وهي الإيمان به دون شرك ( وإن كان معلوما بالفطرة ) والإيمان بيوم الحساب ( وعلم مجيئه هو من علم الله المنزل على الأنبياء والرسل ) والعمل الصالح ( وهذا بعضه من الفطرة وبعضه من شرع الله ). تلقوا ذلك من نبي أو من أثرة نبي. واختلف في حقيقتهم. قيل هم الصابئة المندائية في العراق الذين يزعمون أنهم يؤمنون بأنبياء كآدم وابنه شيت وإدريس ونوح وابنه سام وإبراهيم ويحيى بن زكرياء عليهم السلام. وقال تعالى﴿ لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه (٦٧-٢٢)". فبما أنهم يشكلون أمة ناجية بشروط فهذا يعني أن لهم منسكا أيضا. أما بالنسبة لإبراهيم عليه السلام فمنسكه غير منسكهم. وكذلك بالنسبة ليحيى الذي أخذ كتاب التوراة بقوة كما ذكر في القرآن. فقد كان على ملة موسى وصدق بعيسى. أما عن آدم وابنه شيت وإدريس فكانوا قبل الطوفان الذي أهلك كل البشرية إلا نوحا وبعض ذريته اللهم إن احتفظ بأثر علمهم ثم بقي مع نوح وابنه سام والله أعلم. لكن أن يكونوا أضافوا بعض التعاليم والطقوس إلى ديانتهم من تعاليم الأنبياء هؤلاء أو من غيرهم فممكن لأن ذلك كان معمولا به ومطلوبا قبل نزول القرآن. فداوود عليه السلام كان يعمل بالتوراة مع أنه أوتي الزبور. وكذلك زكرياء وعيسى ويحيى عملوا بها مع أن عيسى أوتي الإنجيل. وهذا مذكور في القرآن. كان الأنبياء يأخذون من العلم القديم إلا ما تم نسخه بحكم جديد. وقيل تم تعميد عيسى بالماء من قبل يحيى. وتبعه في ذلك الصابئون والنصارى. أما النبي محمد فأتى بشريعة كاملة ومحفوظة من كل تحريف ولا تأخذ من القديم.

فهم إذن في أصلهم ليسوا بمشركين ولا يعبدون الكواكب كما قيل إلا من كفر منهم وضل. ولو كانوا مشركين في أصل عقيدتهم لما ذكرهم الله في القرآن مع الفرق الناجية. وهذا الأمر ينطبق أيضا على النصارى واليهود في أصول عقائدهم. من أشرك من هؤلاء أيضا أو من أي كان فلا يدخل الجنة. والصابئون المشركون أو كفارهم هم في جهنم حسب رواية جويبر عن الضحاك تحت كفار النصارى. أما القرآن فرتبهم مرتين قبل النصارى وخصوصا في آية الفصل بين الأمم العقائدية ﴿ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد (١٧-٢٢). وهذا قد يدعو إلى التأمل في درجتهم الحقيقية في الآخرة أي هل هم فوق أم تحت النصارى والله أعلم.

أما الذين آمنوا بالله منهم وعملوا الصالحات فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وسيكونون في الجنة في أدنى كل طبقة حسب درجة إيمانهم تحت الملل الأخرى. أما الذين أشركوا منهم كعباد الكواكب كما قيل فسيكونون ربما في الطبقة الرابعة من جهنم وسيوزعون على دركات هذه الطبقة حسب كمية الصغائر إن كانت كثيرة وأنواع الكبائر المقترفة وعددها.

وتحت هؤلاء الذين كفروا منهم بكل نبي رأوه وآخرهم محمد أو بالقرآن إن وصلهم وفهموا لغته أو معانيه.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة