٤٧-درجات أهل الآخرة (6/13)
أعمال أهل الجنة:
الجزاء سيكون على الإيمان والصبر والشكر والعمل. وأعمال أهل كل طبقات الجنة تتشابه ربما باستثناء أجر الموت في سبيل الله الذي سيكون للشهيد كعلاوة له ترفعه إلى أعلى الدرجات. وأدنى أعمال أهل الجنة في كل طبقة هي الفرائض لأن دونها لا يدخلها أحد على الأقل مع الأولين الذين يدخلونها دون عذاب ( وإن أنقص منها فرضا دخل النار ثم إن خرج منها كان في أدنى الجنة ). وأهل أدنى كل طبقة ( وهم دائما من الملل الأخرى غير أمة محمد ﷺ ) لهم حسنات على أعمالهم باستثناء أهل أدنى الجنة وهو الطبقة الثانوية السفلى من الطبقة الأولى. فهؤلاء من الذين سيخرجون من النار ومن ضمنهم من ترك فرضا أو أكثر من الفرائض أو قام بكبيرة أو أكثر. وأعلى أعمال أهل الجنة الإمامة وأعلاها إمامة الأنبياء ثم الذين صاروا على نهجهم في اجتهادهم ( حتى أن بعضهم لا تنقصهم إلا النبوة وسيكونون في نفس الدرجة العمودية كالأنبياء. وهم من لا حساب عليهم ). وهؤلاء المجاهدون درجات في علمهم وصبرهم. وأعظم أعمال الإمامة الدعوة إلى دين الله بكل الوسائل المشروعة. ثم أعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي درجات. ثم الأعمال الخيرية بما في ذلك صدقات التطوع والباقيات الصالحات خير ثوابا ( وهذا يبين أن العمل الصالح للآخرين هو الأفضل ) ثم الأعمال الخاصة بكل فرد أدناها إتقان الفرائض ثم فوقها النوافل في الصلاة والصيام والحج والعمرة. والعمل الصالح الذي تفعله للآخر وخصوصا للمسلم أو للمسلمين أو للناس إذا كان مشروعا أعظم أجرا من العمل الخاص بك. أي يرفعك أكثر. كما أن أئمة الكفر الذين يدعون إليه ويظلمون الناس ويعتدون عليهم أعظم وزرا في جهنم كما سنرى وهم الأسفلون.
وإذا كانت درجة النور هي التي تحدد الطبقة التي سيدخلها المؤمن ( أما الطبقة الثامنة ففيها درجات كبيرة وكثيرة ) فأحسن أعماله هو الذي سيدخله بابا من أبواب الطبقة المخصصة له. من كانت أحسن أعماله الصلاة دخل من باب الصلاة ومن كانت أحسن أعماله الصيام دخل من باب الريان .... الخ لقوله تعالى " ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون (٩٧-١٦) ". وهذه الآية تشير إلى هذه الأبواب والله أعلم بأفضليتها ومن منها الأقرب إلى الوسط. ثم إيمان المؤمن هو الذي سيحدد له درجته في تلك الطبقة فيرتقي إليها بعد دخوله. ففي الجنة درجات عمودية ( الأعلون أفضل من الأسفلين ) ودرجات أفقية ( الأقربون إلى الوسط أفضل من البعيدين عنه ). فالذي في روضة وسطى في درجة معينة هو من أفضل مؤمني تلك الدرجة بأعماله وكلهم لهم نفس القدر من الإيمان إلا أن أعمالهم هي التي تحدد قربهم أو بعدهم عن الوسط. وهذا الذي في روضة وسطى أقل نورا وإيمانا من الذي في أطراف الدرجة التي فوق درجته. والذين في أطراف كل درجة هم أقل أعمالا من الذين في الوسط أو أعمالهم ليست أعظم من أعمال الذين أقرب إلى الوسط.
إرسال تعليق