> وكما أن في الجنة سحاب يخلقه الله لأهلها ينزل منه ما يشاءون ففي جهنم أيضا سحاب. قال ﷺ في حديث غريب رواه ابن أبي حاتم » ينشئ الله عز وجل سحابة لأهل النار سوداء مظلمة ويقال يا أهل النار أي شيء تطلبون ؟ فيذكرون بها سحاب الدنيا فيقولون نسأل بارد الشراب فتمطر أغلالا تزيد في أغلالهم وسلاسل تزيد في سلاسلهم وجمرا يلهب النار عليهم «
ولجهنم نفسان نفس في الشتاء ونفس في الصيف كما جاء في حديث رواه الشيخان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضاً فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير«. وفي رواية مسلم في صحيحه: » قالت النار رب أكل بعضي بعضا فأذن لي أتنفس فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف. فما وجدتم من برد أو زمهرير فمن نفس جهنم وما وجدتم من حر أو حرور فمن نفس جهنم «. وبما أن طواف العذاب بين النار والحميم ﻻ ينتهي أبدا بالنسبة للكافر فهو سيحس بنفسي جهنم فقط عندما يخرج من حفرة ليذهب إلى أخرى. أي بين تنقله بين حفره لن يحس بطقس معتدل بل بزمهرير في فصل شتاء جهنم وأشد الحر في فصل صيفها. ذلك ﻷن كل ما هو قبيح في الدنيا فهو من جهنم وسيراه الكافر فيها.
وجهنم الآن ليست مسعرة لأن الناس والحجارة هم وقودها بعد دخولهم إليها. وستسعر يوم القيامة بالحجارة أولا لقوله تعالى﴿ وإذا الجحيم سعرت ﴾(١٢-٨١) والحاكم في صححه أشار في رواية أن الأرض الثالثة فيها حجارة جهنم والرابعة كبريت جهنم والخامسة فيها حيات جهنم والسادسة فيها عقارب جهنم. وهذا يبين أيضا أن كل ما في الدنيا موجود في الآخرة وأن بعض أشياء طبقة ما من جهنم يوجد جوهره الحقيقي الآن في الأرض التي تقابلها في الدنيا ويوجد شبهه فقط في الأرضين الأخرى. الأشياء الجميلة في الجنة والأشياء القبيحة في جهنم. وكما أشرت ليس في جهنم الآن صديد طبعا. ولن يجري فيها ويختلط بحميمها إلا بعد دخول أهلها إليها.
إرسال تعليق