U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - عذاب أهل النار وطواف العذاب -0433


   

  ٤٦- شكل جهنم (9/15)

 

 

 

٤٦ح- عذاب أهل النار وطواف العذاب:

٤٦ح١-

عندما يلقى الكافر أول مرة في حفرته الفردية فلن يكون معه إلا شيطانه الذي سيشاركه العذاب ( فالكافرون سيكونون مقرونين بشياطينهم في نفس الحفر ). وسيلقى في حفرة الجحيم " الواسع ". أي في المسكن الأكبر له المحيط بأربعة جدر. وهذا الجحيم ليس هو الأكبر من حيث درجة العذاب بل فقط من حيث حجم الحفرة كما قلت لأن ذلك المسكن هو أعلى مسكن له. فكلما كان الإنسان في الأعلى في جهنم كلما كان العذاب أخف نسبيا. وبعد أن يمضي بعض الوقت في النار التي في مسكنه هذا ستخرجه الزبانية منه وتأخذه بناصيته وتلقي به على الأرض التي بجانبه ثم ترغمه على المشي والسلاسل في عنقه وتضربه بمقامع من حديد وتتجه به إلى حفرة من الحفر الثمان التي تحيط بحفرة الجحيم الواسع. وسيذهب أولا إلى حفرة الحميم أي التي تحت مستوى حفرة الجحيم. ثم يلقى فيها وهي أضيق من التي كان فيها ثم يظل فيها زمنا ثم يخرج بنفس الطريقة. ثم ترغمه الملائكة على الصعود إلى الحفرة الثانية التي فيها الجحيم والتي لها نفس الحجم ثم يظل فيها زمنا في العذاب الشديد. ثم يخرج ثم ترغمه الملائكة على النزول إلى الحفرة الثالثة التي فيها الحميم ثم يصعد إلى الحفرة الرابعة ثم ينزل إلى الحفرة الخامسة ... وهكذا حتى يمر من الحفر الثمان التي تحيط بحفرة الجحيم الواسع. ومسيرة هذا النزول وهذا الصعود هي على شكل دائري. ومباشرة بعد أي صعود يعذب الكافر بالنار. ومباشرة بعد أي هبوط يعذب بالحميم. وعذاب الحفر الثمان أكبر من عذاب حفرة الجحيم الواسعة لأن الحفر تلك أصغر حجما. وبعد ذلك ينتقل الكافر إلى الحفر الثمان الصغيرة التي تحيط بكل حفرة من الحفر الثمان المتوسطة التي تحيط بحفرة الجحيم الواسعة. ثم يظل ينزل إلى حفرة ويصعد إلى أخرى وهو يدور حتى يمر من الحفر الثمان الصغيرة كلها. ثم تذهب به الملائكة إلى الحفر الثمان الصغيرة التي تحيط بالحفرة التالية ... وهكذا. وهذا الدوران هو طواف العذاب كما قال تعالى﴿ يطوفون بينها وبين حميم آن ﴾(٤٤-٥٥). فهو دوران فيه نزول إلى الحميم وصعود إلى حفرة النار. وأثناء نزوله أو صعوده أو تنقله في أية جهة فإنه يمر على أودية وعيون آنية وأنهار وما خلق الله في جهنم كما جاء في الحديث الذي ذكره الغزالي في صفة النار: قال رسول الله « إن في جهنم سبعين ألف واد في كل واد سبعين ألف شعب في كل شعب سبعون ألف ثعبان وسبعون ألف عقرب لا ينتهي الكافر والمنافق حتى يوقع ذلك كله « أما المؤمن في الجنة فسيمر أثناء تنقله بين روضاته على طرق كثيرة هو أيضا لكن على أشياء جميلة وحيوانات ناعمة وسيتنعم بكل ما لذ وطاب. وفي حديث رواه الترمذي وقال غريب، قال « تعوذوا بالله من جب الحزن أو واد الحزن قيل يا رسول الله وما وادي أو جب الحزن قال واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم سبعين مرة أعده الله تعالى للقراء المرائين «( حديث علي ).

وعندما يمر الكافر من كل الحفر التي في حفرته العليا الكبيرة سيخرج منها ويرغم على المشي والأغلال في عنقه لينزل إلى حفرته السفلى الكبيرة التي في وسطها حميمه "الواسع" والذي حوله ثمان حفر أصغر أيضا. كل حفرة حولها ثمان حفيرات أخرى وهكذا. وسيمر من كل ذلك كما مر من الحفر التي في الحفرة العليا بنفس النظام: دوران فيه نزول وصعود. وأكبر وأطول صعود هو عندما يصعد من الحفرة الكبيرة السفلى إلى الحفرة الكبيرة العليا. وهناك فقط سيلتقي بأمثاله الكفار. أما عندما يلقى في حفرته الفردية فسيظل فيها وحده مع شيطانه. وسيمر زمن طويل جدا قبل أن يخرج منها، أي حتى يمر من كل حفرها بالنظام الذي سبق ذكره إلا ما شاء الله. وسيلتقي الكفار فيما بينهم كما قلت عندما ينتقلون من حفرهم الكبرى العليا إلى حفرهم الكبرى السفلى أو العكس. وسيساقون في السلاسل والأغلال في أعناقهم ويضربون بمقامع من حديد. قال تعالى عن الوليد بن المغيرة﴿ سأرهقه صعودا ﴾(١٧-٧٤) والصعود أشق من النزول خصوصا مع حمل الأوزار. وسيختصم الكافرون فيما بينهم ويلعن بعضهم بعضا كلما التقوا.



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة