٤٦ب- شكل جهنم الخارجي:
- مفهوم مسمى جهنم: تارة يقصد القرآن بها جهنم الكبرى التي عرضها الأرضون السفلى كما في قوله تعالى﴿ وجيء يومئذ بجهنم ﴾(٢٣-٨٩) وتارة يقصد بها حفرة من حفرها. وهي مليئة بالحفر كما أن الجنة مليئة بالروضات كقوله﴿ كلما ألقي فيها فوج ﴾ (٨-٦٧). ويجب أن نفرق بين الدخول إليها والإلقاء فيها. فدخول جهنم الكبيرة سيكون من أبوابها الخلفية كما رأينا. أما الإلقاء فسيكون من فوق قناطرها إلى حفرها. وسنرى أن هذه الحفر ليست لها أبوابا لأنها مجرد حفر.
- أما شكل جهنم الخارجي الهندسي فهو هرمي ويتم شكل الآخرة العام. فلها أيضا أربعة جدر. ورأينا أن رسوم جدر الآخرة تلتقي بزاوية مقدارها تقريبا تسعون درجة بالنسبة للجدر الأمامية والخلفية، وبزاوية مقدارها تقريبا أيضا مائة وخمس وأربعون درجة بالنسبة للجدر اليمينية والشمالية.
أبواب جهنم: توجد أبواب كل طبقة من جهنم في أدناها ( كما في الجنة ) باستثناء الطبقة السابعة لأن الدرك الأسفل ليس له أبواب لكونه قرب قمة زاوية الآخرة وقرب الرتق الأبدي الذي يحتل مع المواد الحممية هناك أسفل جهنم. أي لا مكان للأبواب هناك. ومما يؤكد ذلك أيضا هو عندما تحمل الأرض والجبال يوم الفناء لتدك وتطوى سيحمل سطح المركز العظيم والذي يبعد عن الأرض السابعة بخمسمائة سنة فقط بينما كل أرض تبعد عن التي تحتها بألف سنة. وسيكونون كذلك عندما تمد الأرضون السبع تحت أرض المحشر. ومنهن سيدخل الكفار جهنم بعد الخسف بهم إليهن وهن مستويات مع أبوابها. ما بين باب والذي تحته ألف سنة إلا الباب الأسفل الذي سيكون تحت الذي فوقه بخمسمائة سنة فقط مثل الأرضين يومئذ. وسيكون في أدنى الطبقة الثانوية العليا من الطبقة السابعة. ومنه سيدخل إبليس ( جاء في رواية الحاكم أنه في الأرض السابعة. وبما أنه ليس منافقا في ما يخص الإيمان بالله أي ليس كالمنافقين يبطنون الكفر ويظهرون الإيمان فلن يمر على الصراط وسيكون في أسفل الطبقة الثانوية العليا من الطبقة السابعة ). وسيدخل معه كثير من الجن والإنس الأشد كفرا. وسيكون المنافقون تحتهم إذ يهوون إلى الدرك الأسفل من فوق جهنم أي من الصراط ( وهذا أيضا قد يدل على أن الدرك الأسفل لا حاجة له لأبواب ).
إرسال تعليق